فوائد السمك الصحية لمرضى السكري

تُعتبر الفوائد التي يُقدمها السمك لمرضى السكري متعددة ومتنوعة. حيث إن محتوى السمك من البروتينات يُساهم في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة. كما أن الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في السمك تلعب دورًا مهمًا في تعزيز صحة القلب. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر السمك مصدرًا جيدًا لفيتامين د، الذي يُعاني العديد من مرضى السكري من نقصه.

الأحماض الدهنية أوميغا-3 وفوائدها

تحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون، والسردين، والإسقمري، على كميات كبيرة من الأحماض الدهنية أوميغا-3، بما في ذلك حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسينويك (DHA). من المهم أن يحصل مرضى السكري على كميات كافية من هذه الأحماض الدهنية بشكل منتظم، حيث إنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. الأحماض الدهنية أوميغا-3 تُساعد في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الأوعية الدموية.

علاوةً على ذلك، يحتوي السمك على بروتينات عالية الجودة تُعزز الشعور بالامتلاء وتزيد من معدل الأيض في الجسم. يُفضل تناول السمك مشويًا أو مخبوزًا بدلاً من القلي، حيث إن القلي يُضيف دهونًا غير صحية. يُنصح أيضًا بتناول الخضروات مع السمك للحصول على وجبة متكاملة وصحية.

دراسات حول فوائد السمك لمرضى السكري

هناك العديد من الدراسات التي تناولت فوائد السمك المحتملة لمرضى السكري. على سبيل المثال، دراسة نشرتها جمعية القلب الأمريكية عام 2003 أظهرت أن استهلاك السمك والأحماض الدهنية أوميغا-3 يُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بين النساء المصابات بالسكري من النوع الثاني. كما أظهرت دراسة أخرى نُشرت في عام 2018 في مجلة Clinical Nutrition أن تناول السمك يُقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، رغم أنه لم يُظهر تأثيرًا على خطر السكتات الدماغية.

في دراسة أخرى نُشرت في مجلة Diabetes Care عام 2009، وُجد أن زيادة استهلاك السمك يُقلل من خطر الإصابة بالسكري بنسبة 25%. ومع ذلك، يختلف هذا التأثير حسب نوع السمك، حيث يُعتبر السمك الأبيض والدّهني مفيدًا في تقليل الخطر، بينما يُمكن أن يؤدي استهلاك المحار إلى زيادة الخطر.

تأثير الأحماض الدهنية على صحة مرضى السكري

يمكن تفسير النتائج السابقة من خلال اختلاف نسب المركبات الصحية في الأسماك. الأحماض الدهنية أوميغا-3 تُعزز حساسية الإنسولين، مما يُساعد في تحسين امتصاص الجلوكوز في العضلات الهيكلية. لذا، يُعتبر تناول السمك الدهني والأبيض مفيدًا في الحد من خطر الإصابة بمرض السكري. من المُحتمل أن يكون السبب مرتبطًا بتركيب الأحماض الأمينية في بروتين الأسماك؛ إذ إنّه قد يُعزّز امتصاص سكّر الجلوكوز من خلال العضلات الهيكلية عبر تحسين حساسية الإنسولين.

تُشير الأبحاث إلى أن تناول كميات معتدلة من السمك يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري، بينما يُمكن أن يؤدي الإفراط في تناوله إلى زيادة هذا الخطر. لذلك، من الضروري أن يتم تناول السمك بشكل متوازن ومعتدل ضمن نظام غذائي صحي.