المصالحة الافغانية
ان الصراع الافغاني الممتد لأكثر من 45 خمس واربعون عام هل ينتهي من خلال مصالحة الدوحة واجتماعات مجلس السلام مع طالبان وبعض الفصائل المسلحة بمشاركة الولايات المتحدة الامريكية؟
منذ سقوط الملكية والتي نجم عنها وصول الحكومة الثورية للسلطة و معارضتها من قبل الفصائل والشخصيات امثال حكميتيار والنبهاني والملا عمر ودخول القوات السوفيتية لدعم الحكومة الثورية والتي امتد هذا الدعم لمدة عشر سنوات ومن بعد خروجها وتناحرت الفصائل واشتعلت الحرب الاهلية وهيمنة الحركة القومية الاسلامية (طالبان) على السلطة منذ عام 1996 حتى دخول القوات الامريكية عام 2001 لأنهاء السيطرة الطالبانية وفرض الاستقرار ووقف دعم الارهاب كما زعمت الولايات المتحدة الأميركة والتي مازالت حتى تاريخنا الحالي .
منذ بداية العام يحاول تشكيل ما يسمى مجلس السلام المشكل من شخصيات افغانية وبعض الفصائل من اجل انهاء الصراع الداخلي وعلى وجه الخصوص ما بين الحكومة و طالبان ،والتي تشارك به ايضا الولايات المتحدة الامريكية من خلال التفاوض مع طالبان والتي بموجبه طالبت طالبان بانسحاب الولايات المتحدة الامريكية من افغانستان والخروج باسرع وقت و الافراج عن الاسرى وعدم التدخل بالشأن الافغاني على ان تقوم طالبان بتسليم السلاح والمشاركة في الحكومة و الاتفاق مع الحكومة على بعض الملفات منها حقوق المرأة و الاقليات و نظام الحكم .
ان الصراع الافغاني عزز من افغانستان كدولة فاشلة وجعلها تتصدر قائمة الدولة الفاشلة على الصعيد العالمي من خلال عدم قدرة حكومتها على السيطرة على كامل اجزاء الدولة وعدم تقديم الخدمات العامة للمواطنين والمحافظة على حقوقهم وحرياتهم وعدم تفاعلها ومشاركتها مع الدول الاخرى على المستوى الدولي .
ان جلسات المصالحة التي تقودها قطر في الدوحة سوف تكون محفوفة بعوائق عدة ولكن هي بداية ايجابية لإنهاء الصراع الافغاني لايقاف أراقة الدماء ووقف تصدير المسلحين لدول العالم ، وبدء العمل على التنمية داخل الدولة الغنية بالنفط والغاز والمعادن من نحاس وفحم ،لاشك بان الطريق طويل لاتمام المصالحة وانهاء الصراعات ولكن اعتقد انه من الافضل وخاصة لطالبان تحقيق ذلك حيث ان قوتها الان ليست كما كانت بالماضي .