كيف نقيس تقدم أطفالنا في التعليم المنزلي؟

يستخدم المدرسون عدة أدوات لقياس مدى تعلم طلابهم لمادة أو موضوع معين، مثل الاختبارات المكتوبة أو الأسئلة الشفوية والمفاجئة وغيرها، ولكن في حالة التعليم المنزلي، فيصبح السؤال، هل يتقدم الطفل من خلال التعليم المنزلي بالفعل أم لا؟

وربما يحتاج الآباء ممن يدرس أبناءهم من المنزل، خلال الفترة الحالية بسبب كوفيد-19، إلى معرفة الإجابة عن هذا السؤال أيضا.

ففي التعليم المنزلي، على الآباء إيجاد طرق مبتكرة لمعرفة مدى تقدم أبنائهم، ويقدم موقع "فيري ويل فاميلي" Verywellfamily بعض الأفكار التي يمكن استخدامها في هذا الإطار.

استخدام نهج مختلف
من الناحية النظرية، يمكنك إجراء اختبار إملائي مفاجئ لطفلك، أو أن تطلبي منه الوقوف في مقدمة غرفة المعيشة وتقديم عرض عن أحد الموضوعات التي يدرسها حاليا في مادة التاريخ.

ولكن من الناحية العملية، عندما تقومين بتعليم طفلك بنفسك، فإنك تقيمين تقدمه أثناء تعلمه. ربما تعلمين بالفعل أنه جيد في جدول الضرب ولكنه يواجه صعوبة في عملية القسمة.

في الفصل الدراسي التقليدي، يكون هناك مدرس واحد مسؤولا عن العديد من الطلاب. لذا فهو يعتمد على التقييمات والاختبارات الموحدة لمعرفة ما إذا كان طلابه يتعلمون بشكل جيد.

الجودة أم الكم؟
يهتم الآباء الجدد في عملية التعليم المنزلي بما إذا كان أطفالهم يتعلمون ما يكفي وما يوازي أقرانهم الآخرين، ولكن ما الذي يحدد ذلك؟

يعتمد الأطفال في كل صف دراسي على المناهج المعتمدة بالمنطقة التعليمية أو المواد التي تغطيها الاختبارات الموحدة، ولكن لا يحتاج طفلك في التعليم المنزلي إلى اتباع مسار تقليدي. يمكنك أن تبدأ أينما تعرف أنه يستجيب حسب مدى استيعابه.

اعلان
بهذه الطريقة يمكنك التركيز بشكل أقل على مقدار ما يتعلمه طفلك من حيث الكم، مقارنة بعمق تعلمه، فهذا مقياس أفضل لتقييم تقدمه في إطار زمني معين.

لا يحتاج طفلك في التعليم المنزلي إلى اتباع مسار تقليدي (بيكسلز)
التقييمات الإبداعية
فيما يلي بعض الأفكار "خارج الصندوق" لقياس تقدم أطفالك في التعليم المنزلي:

إن مطالبة طفلك بشرح ما تعلمه لشخص آخر غير الذي علمه هي طريقة جيدة لمعرفة ما إذا كان قد احتفظ بأي معلومات في رأسه.

– تبديل الأدوار: ضع طفلك في دور المعلم بدلا من دور الطالب، سيساعدك ذلك في تقييمه. حاول أيضا أن تطلب من الطفل الأكبر سنا تدريب شقيقه الأصغر على حقائق مثل الجمع والطرح أو قراءة كتاب مصور.

– إنجاز المشاريع: بدلا من تقييمهم من خلال الاختبارات وكتابة التقارير، اطلب منهم تصميم آلة بسيطة لأداء بعض المهام المنزلية الضروري، أو التخطيط لرحلة ستقوم بها بميزانية محددة ووقت معين.

– فكر رقمي: يعد تعلم مهارات التحدث أمام الجمهور قيمة مهمة، وقد فعلنا ذلك ونحن نرتجف في أغلب الأحيان، وبالنسبة لطفلك يمكن استخدام الإنترنت الذي يسمح بتقديم المعلومات بعدة طرق إلى جمهور أكبر، كتسجيل مقطع فيديو ونشره على يوتيوب (YouTube) مع ضرورة مراعاة سلامة طفلك عبر الإنترنت.

البحث عن التقدم
حتى لا يقع الآباء في فخ التفكير في أن الطفل غير ناجح في التعليم المنزلي لأنه حصل على 60% فقط في اختبار الرياضيات الخاص به، فإنه يجب النظر إلى سياق تعلمه.

فإذا كان قد حصل على 40% فقط المرة السابقة التي قمت فيها بتقييمه، فإنه يكون قد أحرز تقدما، وهذا مقياس مهم. ولكن إذا كان يحصل باستمرار على 60% فأنت بحاجة للبحث عن السبب.

اختبارات الكتاب المفتوح
تفضل العديد من العائلات تعليم أطفالهم كيفية العثور على المعلومات واستخدامها بدلا من حفظها، مع التركيز على فن تعلم استخدام القواميس والموسوعات والموارد الرقمية الموثوقة.

باستخدام هذا النهج، قد ترغب بالتفكير في إجراء اختبارات الكتاب المفتوح، حيث يتم إعطاء الأولوية لقدرة طفلك على العثور على المعلومات التي يحتاجها وتفسيرها على الحفظ عن ظهر قلب.

الحفظ أداة مفيدة، وهو تمرين مهم يجعل عقلك أقوى. ولكن هناك فرقا بين الحفظ المفيد والحفظ كبديل للفهم الحقيقي، كالذي مر به العديد منا حينما ذاكرنا للاختبارات في اللحظة الأخيرة، وحفظنا الحقائق فقط للحصول على درجة جيدة ثم نسيان كل شيء على الفور بعد انتهاء المهمة.

مراقبة عملية التعلم الخاصة
كيف يستجيب أطفالك عندما لا يعرفون الإجابة عن شيء ما؟ هل يعرفون أين يبحثون؟ أو كيف يطلبون المساعدة؟ هل هم متشوقون لمعرفة المزيد عن مواضيعهم المفضلة؟ هل يطرحون عليك أسئلة باستمرار حول الحيوانات أو مشاكل الرياضيات أو رؤساء الدول؟

الطفل الذي يشارك بنشاط في تعليمه الخاص، ويبحث عن المعلومات ويريد سد الثغرات في معرفته، هذا هو الطفل الناجح في التعليم المنزلي.

قد يكون من الصعب معرفة المدى الذي وصل إليه طفلك دون الاحتفاظ بشىء ملموس يذكرك بالبداية (غيتي)
خطوة للخلف
ينبغي التراجع خطوة للخلف لمنح طفلك مساحة لحل تحديات التعلم بنفسه. إذا لم يتمكن من ذلك، فقد يعتمد عليك كثيرا.

من الجيد لجميع الطلاب مواجهة التحديات من وقت لآخر، سواء كان ذلك في حل مشكلة كلمات صعبة أو قراءة كتاب أعلى من مستواهم المعتاد.

الاحتفاظ بمذكرة
قد يكون من الصعب معرفة المدى الذي وصل إليه طفلك دون الاحتفاظ بشىء ملموس يذكرك بالبداية والتطور البسيط الذي يحدث كل فترة، لذلك ضع في اعتبارك الاحتفاظ بمفكرة للنظر فيها من وقت لآخر.

على مدار العام، قم بتضمين المشاريع البارزة والأعمال الفنية والواجبات، إضافة إلى خطط الدروس الخاصة بك، لتسهيل تتبع مقدار التعلم الذي قام به طفلك. من المحتمل أن يكون أكثر مما تعتقد أنه حدث بالفعل.

متى تستخدم الاختبارات الرسمية؟
هناك بعض المفاهيم التي يمكن اختبارها بطريقة رسمية، مثل الرياضيات والهجاء وفنون اللغة، ومن المهم أن يعرف طفلك كيفية التعبير عن نفسه كتابة دون مساعدتك.

أخيرا، إذا لم تكن عملية تقييم تعلم طفلك المنزلية كافية، فيمكنك التفكير في تعيين مدرس خاص للقيام بذلك نيابة عنك.

المصدر : مواقع إلكترونية