نوبات الربو وفصل الشتاء

تقدم نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الخميس، نصائح مهمة لمرضى الربو، الذي تزداد أعراضه سوءا عند بعض المصابين به في فصل الشتاء.

وتبين النشرة، التعريف العلمي الدقيق للربو، وتوضح أعراضه، وأسبابه، وكيفية حدوثه، إضافة إلى العلاج والإجراءات التي يُنصح بها للوقاية وإبقاء أعراض المرض تحت السيطرة.

يجد الكثير من الأشخاص أن أعراض الربو تزداد سوءًا لديهم خلال فصل الشتاء نظرًا لوجود المزيد من المحفزات في هذا الوقت من العام، بما في ذلك الطقس البارد ونزلات البرد والعفن والتهابات الصدر. لذلك، إذا كنت تسعل أكثر أو تعاني من ضيق في الصدر أكثر من المعتاد فأنت لست الوحيد الذي يشعر بذلك.


ما هو الربو؟
الربو هو حالة طبية تؤثر على الشعب الهوائية (أنابيب التنفس التي تحمل الهواء إلى رئتينا). من وقت لآخر، يجد الأشخاص المصابون بالربو صعوبة في الشهيق والزفير بسبب تضيق الممرات الهوائية في رئتيهم، ويشعرون كأنهم يتنفسون من خلال قشة رفيعة.
يسبب الربو نوبات السعال والصفير وضيق الصدر وضيق التنفس. ويمكن أن تكون الأعراض خفيفة أو شديدة ومهددة للحياة في بعض الأحيان.
مثل جميع الأمراض المزمنة لا يمكن علاج الربو، ولكن في معظم الحالات يمكن التحكم في أعراضه بشكل كبير.

كيف تحدث نوبات الربو؟
عندما تصاب بنوبة ربو، تتضيق ممراتك الهوائية ويصعب عليك التنفس. يمكن أن ينتج هذا عن تقلصات العضلات حول المسالك الهوائية والتهاب وتورم الغشاء المخاطي الذي يبطنها، أو نتيجة لوجود كميات كبيرة من المخاط بداخلها. قد يكون لديك ضيق في التنفس أو أزيز أو سعال بينما يحاول جسمك التخلص من المخاط.

ما هي عوامل الخطر؟
يمكن لأي شخص في أي عمر أو عرق أو جنس أو حالة صحية أن يصاب بالربو. ولكن يعتقد الباحثون أن العديد من العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا في ذلك:

1. الجنس والربو: يحدث الربو في الطفولة بشكل متكرر عند الأولاد أكثر من البنات. عند بلوغ سن العشرين، تصبح نسبة الإصابة بالربو عند الرجال والنساء واحدة. وفي سن الأربعين، يكون عدد الإناث المصابات بالربو أكبر من عدد الذكور.

2. تاريخ عائلي للإصابة بالربو أو الحساسية: قد يعرضك التركيب الجيني الموروث للإصابة بالربو. فإذا كان أحد الوالدين مصابًا بالربو، فإنك تكون عرضة للإصابة بالربو بثلاث إلى ست مرات أكثر من أي شخص ليس لديه والد يعاني من الربو.

3. التأتُب (Atopy): أي ردود الفعل التحسسية المفرطة، حيث يشير التأتب إلى الميل الوراثي للإصابة بالإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) والتهاب الأنف التحسسي والتهاب الملتحمة التحسسي والربو. ويسبب حساسية عالية لمسببات الحساسية الشائعة، خاصة تلك الموجودة في الطعام والهواء.

4. الحساسية المرتبطة بالربو: غالبًا ما تترافق الحساسية والربو. تعتبر الحساسية في الأماكن المغلقة مؤشرًا على الأشخاص المعرضين لخطر تشخيص الربو. وتشمل مصادر مسببات الحساسية الداخلية عث الغبار، والصراصير، والفطريات، والعفن. يُعتقد أن التغييرات التي جعلت المنازل أكثر "كفاءة في استخدام الطاقة" على مر السنين تزيد من التعرض لأسباب الربو هذه بسبب إحكام إغلاق الشبابيك وعدم تبديل الهواء.

5. العوامل البيئية والربو: يمكن أن يتسبب تلوث الهواء الداخلي مثل دخان السجائر والأبخرة الضارة من المنظفات والدهانات المنزلية في حدوث تفاعلات حساسية والربو. كما أن العوامل البيئية مثل التلوث بثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين والأوزون ودرجات الحرارة الباردة والرطوبة العالية تؤدي إلى الإصابة بالربو لدى الأفراد المعرضين للإصابة.

6. دخان السجائر هو عامل خطر الإصابة بالربو: تؤكد العديد من الدراسات أن تدخين السجائر مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالربو. كما أن المزيد من النتائج تربط بين التعرض للتدخين السلبي والإصابة بالربو في بداية الحياة.

7. السمنة: تظهر بعض الدراسات أن الربو أكثر شيوعًا عند البالغين والأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن. يبدو أن مرضى الربو الذين يعانون من زيادة الوزن يعانون من الربو غير المنضبط وأكثر إدماناً على أدوية الربو.

8. الحمل والربو: يبدو أن تدخين الأم أثناء الحمل يؤدي إلى انخفاض وظائف الرئة عند رضيعها مقارنة بأولئك الذين لم تدخن أمهاتهم. الولادة المبكرة هي أيضًا عامل خطر لإصابة الطفل بالربو.

ما هي أعراض الربو؟
أكثر أعراض الربو شيوعًا هي الصفير وهو صوت عالي النبرة يخرج من الصدر أثناء التنفس، والشعور بعدم القدرة على الحصول على الهواء الكافي، أو ضيق التنفس، أو الشعور بضيق في الصدر، والسعال.

العلاج:

الوقاية والسيطرة على المدى الطويل هما المفتاح لوقف نوبات الربو قبل أن تبدأ. عادةً ما يتضمن العلاج تعلُم التعرف على المحفزات، واتخاذ خطوات لتجنبها وتتبع تنفسك للتأكد من أن الأدوية الخاصة بك تُبقي الأعراض تحت السيطرة. في حالة حدوث نوبة جديدة للربو، قد تحتاج إلى استخدام جهاز الاستنشاق الذي يحتوي على أدوية موسعة للقصبات أو الستيرويدات للتخفيف السريع للأعراض.

نصائح لمرضى الربو في فصل الشتاء:

- اغسل يديك: غسل يديك بشكل صحيح بالماء والصابون هو أحد أبسط الطرق وأفضلها لتجنب انتشار أو الإصابة بنزلات البرد والفيروسات الأخرى التي تزيد من حدوث نوبات الربو.

- احصل على لقاح الإنفلونزا: توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بن يحصل معظم الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 6 أشهر فما فوق على لقاح سنوي ضد الإنفلونزا للمساعدة في الحماية من فيروس الإنفلونزا. إذا أصبت بالإنفلونزا، فقد تكون النتائج أكثر خطورة، حتى لو حافظت على أعراض الربو لديك.

- لا تجلس بجانب المدفأة: بينما يبدو الجلوس بجانب النار جميلًا ودافئًا، فإنه ليس جيدًا لمرض الربو الذي تعاني منه، فالدخان يمكن أن يهيج رئتيك.

- تمرن في الداخل: في الأيام التي يكون فيها الجو باردًا في الخارج والرياح باردة إحرص على التمرن داخل المنزل.

- تناول أدويتك: استشر طبيبك لوضع خطة علاج فعالة، واستمر في إجراء فحوصات منتظمة. لا تدع عملًا مزدحمًا أو جدولًا اجتماعيًا يتسبب في تجاهل صحتك. إذا وجدت أن أعراض الربو تتفاقم في الطقس البارد، فتحدث مع طبيبك حول إمكانية تغيير الأدوية التي تأخذها ومتى تأخذها.