الشباب والمشاركة السياسية
ان العناصر المكونة للدولة هي الاقليم والشعب والسلطة السياسية ،ولو تحدثنا عن العنصر الثاني الشعب ،فلدينا في المملكة الاردنية الهاشمية الغالبية المكونة للشعب هم الشباب والذين يتجاوز نسبتهم 65% من المجتمع الاردني .
نجد اننا من بعد التحول الديمقراطي الذي مر عليه اكثر من ثلاثون عام مازال الشباب الاردني يعاني سياسياً ، من عدم الاشراك الحقيقي في صنع القرار وعدم الاخذ بارائهم ومشورتهم .
اعتقد ان الحكومات لدينا لم تقدم للشباب ما يستحقون من مشاركة سياسية فاعلة حقيقة ،علما ان مشاركة الشباب هي اساس الديمقراطية التي تعبر عن سيادة ومشاركة الشعب في صنع القرار ،والتي تعبر عن ارقى التعابير عن مفهوم المواطنة الحقة الصحيحة .
ان الشباب من مختلف الايدلوجيات والافكار السياسية قادرة على المشاركة وصنع القرار و وضع البصمة، في بناء دولتنا وخاصة الدولة الحديثة التي نتطلع ونعمل دائما للوصول اليها في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية ،فالطاقات الشبابية لدينا ثروة يجب ان تستغل وان تسير بالشكل الصحيح .
وعلى الجميع ان يعلم ان همشاركة الشباب السياسية تعني ضخ دماء جديدة للنظام السياسي وان تجديد النخب ينعكس ايجاباً على الدولة .
ان التعطش الذي اصاب الشباب الاردني من اجل المشاركة السياسية اتضح من خلال مجلس النواب التاسع عشر، الذي افرز وجوه شابة جديدة، رغم ان المشاركة لم تكن في احسن حالاتها ولم تكن كما هو المأمول منها ،ولكن احدثت فرق وهذا امر يجب ان ينطبق على كافة السلطات في الدولة ،وخاصة ان الشباب لهم الرؤى الحديثة لما يتطلبه الداخل وحتى الخارج ،وان نظر الشباب حالياً تختلف عن ما كانت عليه سابقاً وخاصة في ظل تسارع الاحداث في الاقليم المحيط والمنطقة وما سيشهده من تغيرات وحركات في المستقبل ،ان سيادة القانون و تحسين القوانين الناظمة للحياة السياسية التي تعمل على مشاركة الشباب في صنع القرار اهم ما يتطلع اليه الشباب في هذا الوقت ، لاشك ان ارتفاع نسب البطالة والاوضاع الاقتصادية السيئة للشباب ممكن ان تكون عائق ولكن مهما كان الاقتصاد مهم الا ان السياسة بنظري اهم كون انه حال كان النظام السياسي متين فان الدولة تستطيع ان تواجه اصعب الظروف .
الغريب ان لدينا ما يقارب 49 تسع واربعون حزب مرخص و عشرون 20 قيد التأسيس ،كافة هذه الاحزاب لم تؤثر في مشاركة الشباب وجذبهم من خلال برامج خلاقة مما يعني ان لدينا ضعف في العمل الحزبي ،لهذا يجب على الاحزاب تفعيل دورها من خلال طرح برامج حديثة تواكب التطور الهائل الذي نعيشه على كافة المستويات ، وهذا الغريب ويستغرب ايضاً ان الحكومات لم تقدم ولم تدعم الشباب وانما تشبعنا حديث عن ضرورة المشاركة الشبابية السياسية ولكن في ظاهر الامر يتضح بأن الشباب بعيد واصبح كوتا للأسف وهذا ما لا يرضاه الشباب في وطن فتي وشاب .
ان الامم تتباهى بشبابها ،لهذا اتمنى ان تكون هذه الحكومة والحكومات القادمة جادة في استغلال طاقات الشباب السياسية لبناء قاعدة من اجل العمل على ايجاد صف ثاني جديد للنخب المتصدرة للمشهد الحالي .