سلالة كورونا الجديدة في فيتنام هجين من النسختين الهندية والبريطانية وتنتشر عبر الهواء
مهى محمد شحادة العفيف باحثة دكتوراه، وطالبة دراسات عليا أردنية متميزة، تستكمل أبحاثها حاليا بجامعة إلينوي الأميركية، حصلت العام الماضي على جائزة إلينوي للابتكار، وقيمتها 20 ألف دولار، بعد أن طورت اختبارا لتشخيص "كوفيد-19″، وذلك ضمن 10 جوائز محلية ودولية أخرى حصلت عليها.
الاختبار وصف بأنه غير مكلف ودقيق للغاية، وهو قائم على الحمض النووي وتكنولوجيا النانو، وتظهر نتائجه في أقل من 5 دقائق، ولا تتطلب الطريقة الجديدة عزل الحمض النووي الريبي "آر إن إيه" (RNA) أو تضخيم الحمض النووي "دي إن إيه" (DNA). وقد نشر بيان صحفي عن نتائج أبحاثها في تطوير الاختبار على موقع الجامعة في أبريل/نيسان العام الماضي.
وفي تصريح للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني، قالت العفيف "يقوم هذا الجهاز بالكشف عن وجود المادة الوراثية للفيروس في عينة المريض بدقة عالية، ويمكن استخدامه من أي شخص وفي أي مكان مع إمكانية ربطه بالهاتف الذكي".
وأضافت "حصل الفحص مؤخرا على موافقة مؤسسة الغذاء والدواء الأميركية للاستخدام في تشخيص كورونا في المختبرات المجهزة لذلك".
تكرم هذه الجائزة أشخاصا ملهمين من شأنهم أن يكونوا قدوة لغيرهم (جامعة إلينوي)
وتريد العفيف أن ترى مشروعها البحثي يُترجم إلى ممارسة إكلينيكية، وتعتقد أنه سيكون مفيدا في معالجة الوباء الحالي. كما أنها مصرة على الجمع بين تقنية النانو والتعلم الآلي لإيجاد حل للعديد من المشكلات الصعبة في مجال الطب الحيوي.
قالت العفيف تعليقا على حصولها على الجائزة "هذه الجائزة تركز على تسليط الضوء على شخص مبتكر مبدع شغوف بعمله، يعمل على ابتكار جديد من شأنه إحداث تأثير إيجابي. وتكرم هذه الجائزة أشخاصا ملهمين من شأنهم أن يكونوا قدوة لغيرهم".
وتستهدف العفيف في المستقبل الحصول على منصب مستقل في هيئة التدريس، حيث يمكنها قيادة مختبرها الخاص، وتوجيه الجيل القادم من علماء الطب الحيوي. وتأمل أيضا في بدء شركتها الخاصة، حيث يمكنها ترجمة مشروعها البحثي إلى تقنية يمكن للآخرين استخدامها.
قادرة على المشي على الماء
تعزو العفيف تقدمها في مجال أبحاثها إلى عائلتها ومشرفها الدكتور ديبانجان بان، الأستاذ في جامعة ميريلاند بالتيمور، للتأثير الذي تركوه على رحلتها حتى الآن.
العفيف وصفها مشرفها الأكاديمي بأنها "عالمة حقيقية تتمتع بخلفية أكاديمية صلبة" (مواقع إلكترونية)
قال بان عن العفيف في البيان الصحفي للجائزة على موقع الجامعة "بصفتها لاعبة جماعية حقيقية، فهي تتعاون بشكل وثيق جدا مع كبار أعضاء المختبر، وتنجح أيضا في توجيه الأعضاء المبتدئين بسهولة. قبل الانتقال إلى ولاية ميريلاند، كنت رئيسا مشاركا لبرنامج الدراسات العليا في إلينوي، وعملت أيضا مديرا لبرنامج الماجستير في الهندسة لسنوات عديدة".
وأضاف أنه بهذه الصفة قابل العديد من طلاب الدراسات العليا المتميزين، وعمل بعضهم معه والبعض الآخر مع أعضاء هيئة التدريس الآخرين. و"يمكنني أن أؤكد أنها ربما تكون أكثر باحثة مستقلة رأيتها حتى الآن، وبالتأكيد واحدة من أفضل الباحثين في مختبري".
وأضاف بان "مهى عالمة حقيقية تتمتع بخلفية أكاديمية صلبة. فضولها الفكري رائع، وهي قادرة على المشي على الماء، لديها إمكانات ملحوظة. في اعتقادي -بناء على ملاحظتي للطلاب السابقين- أنها ستستمر في التفوق في حياتها المهنية".
تاريخ حافل بالإنجازات
مهى العفيف طالبة دكتوراه في الهندسة الحيوية في جامعة إلينوي في أوربانا شامبين وزميل باحث في جامعة ميريلاند، كلية الطب في بالتيمور.
كانت قد حصلت على درجة البكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في الهندسة الطبية الحيوية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والتي تعد من أفضل الجامعات في الأردن. ثم حصلت على درجة الماجستير من جامعة إلينوي في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي عام 2017، أجرت تدريبا داخليا في مركز أبحاث "ناسا" (NASA) بتمويل من "مؤسسة ولي العهد الأردني" (CPF)، حيث تعاونت مع أحد علماء ناسا على مشروع استكشاف القدرات الطبية، الذي يهدف إلى تصميم نظام رعاية صحية متطور لضمان أن يظل رواد الفضاء بصحة جيدة وقادرين على إكمال مهمة المريخ.
تأمل مهى العفيف في بدء شركتها الخاصة، حيث يمكنها ترجمة مشروعها البحثي إلى تقنية (الجزيرة)
كما حصلت أيضا على 10 جوائز محلية ودولية، ونشرت ما يزيد عن 20 بحثا في مجلات عالمية محكمة ومؤتمرات، وكانت متحدثة في المنتدى العالمي للعلوم 2017، الذي يجمع كبار العلماء والأكاديميين وصناع القرار والمخترعين في العالم.
وعملت العفيف كباحثة في مستشفى مؤسسة كارل، ومساعدة باحث في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، ومتدربة في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا).
وتركز أبحاث الدكتوراه الخاصة بها على تطوير مواد نانوية جديدة لتصوير واستشعار وتشخيص الأمراض المعدية مثل "كوفيد-19".
وقد طورت العفيف مجموعة من مستشعرات الجسيمات النانوية، التي يمكن استخدامها لتحديد مسببات الأمراض البكتيرية باستخدام التعلم الآلي. وتستند مصفوفة المستشعرات إلى نقاط الكربون المشبعة بالمعدن.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية