النائب الرواشدة الى امين عمان: وإذا الموءودة سئلت؟!
كتب النائب ماجد الرواشدة *
لا أدري من سيتحمل مسؤولية الضحايا في مثل هذه الكوارث الجماعية التي تهز المجتمع وتشغل الأجهزة المعنية لأيام طوال بحثا عن ناجين او مصابين او حتى متوفين تحت انقاض اهمال وغض النظر وصم الاذان عن الدعوات المتكررة للانتباه الى مكامن الخطر، ولعل من اهم المخاطبات ما توجهت به نقابة المهندسين الى معالي امين العاصمة بطلب تشكيل لجنة لدراسة المناطق الساخنة في عمان والعمل على معالجة بعض القضايا والعمل على معالجتها بطريقة هندسية لتلافي حدوث كوارث كتلك التي حدثت قبل أيام في جبل اللويبدة وقبلها في جبل الجوفة، ويتساءل معي كل مواطن في الأردن وفي عاصمتنا الحبيبة عن سر هذا الانغلاق وعدم الانفتاح على اراء المتخصصين والتعاون معها من اجل ان يشعر المواطن بالفعل بالأمان، فمسؤولية من تم وأدهم احياء في العمارة بالأمس من أطفال ونساء ورجال، كان بالإمكان تلافيه لو تم الكشف عليها مسبقا ولما حصل ما حصل، ولا ندعي بالقضاء والقدر ما دمنا قادرين يا معالي الأمين ان نتخذ خطوة عملية تجنبنا هذه الكوارث، ولو سلمنا بفكرة القضاء والقدر بشكل مطلق لتم الغاء العقوبات وقانون العقوبات واصبح المجرمون في حل من جرائمهم ولن تعود هناك حاجة للمساءلة تحت أي مسمى.
معالي الأمين ان حمل الأمانة امر عظيم، وأعظم منها ان نستشعر ان هناك من يتطلع الى دور يناسب حجم الأمانة التي أسندت لكم، ندرك ان حجم العبء كبير وكبير جدا، الا ان هذا لا يعطي لنا الحق ان نصم الاذان او نغلق الأبواب امام صيحات التحذير والتنبيه من مخاطر نراها رأي العين في كل مكان.
لا نريد ان نضع قائمة بالأشياء التي تستحق المعالجة الفورية وعدم الانتظار واخال مكتبكم يضج بمثل هذه الوثائق الكثيرة والتي تحمل هموم الناس في كل مكان، ولكن يبدو انها لا تحظى بوقتكم الثمين من الرد عليها بإيجابية، خطاب نقابة المهندسين المشار اليه مر عليه أكثر من سنة، هل كانت هذه السنة غير كافية للتجاوب مع هذا المطلب؟ حتى وقع المحذور؟
ولا نملك الا نقول لا حول ولا قوة الا بالله، ونردد "وإذا الموءدة سئلت باي ذنب قتلت." فمن تم وأدهم ومن ينتظر دوره في كارثة قادمة سيقف بين يدي رب العالمين ويحاسبكم حسابا عسيرا عن صمتكم وسكوتكم وعدم الالتفات للتحذيرات الفنية وعدم استجابتكم للتحذيرات فنهوضكم بأمانة المسؤولية وليس فقط امانة العاصمة يا صاحب المعالي.
* الكاتب رئيس لجنة النقل والخدمات والسياحة النيابية