الأكاذيب الإسرائيلية بشأن "السنوار".. أهدافها ودلالاتها

أكد محللون ومختصون في الشؤون العبرية، أن الأحاديث الإسرائيلية المتباينة، بشأن قائد حركة "حماس" في قطاع غزة، يحيى السنوار، "دليل قاطع على أن الاحتلال لا يملك أي معلومات استخباراتية مؤكدة بخصوص مصيره".

وحذروا في حديثهم مع "قدس برس"، من "الوقوع في شرك المصيدة الإسرائيلية أو حتى مجرد التعاطي معها، حتى لا نقدم للاحتلال أي معلومات مجانية، هو بأمس الحاجة إليها"، كما قال المختص بالشؤون الإسرائيلية عزام أبو العدس في حديثه لـ"قدس برس".

وتابع: "نحن نعلم أن إحدى وسائل جمع المعلومات التي تتبعها الأجهزة الاستخباراتية تقوم على نشر أخبار مقصودة وغالبا ما تكون مغلوطة أو مضللة لجمع معلومات أخرى عن الحدث ذاته".

وأشار إلى أن الاحتلال "قد يتعمد إذاعة نبأ استشهاد أو إصابة شخصية قيادية في المقاومة يكون الغاية منه، إما أن يخرج ناطق إعلامي ويوضح ما جرى تأكيدا أو نفيا.. وهذا أمر طبيعي ولا يقدم الكثير من الفائدة".

ويضيف أبو العدس: "لكن السبب الحقيقي هو رصد التفاعلات الداخلية في أروقة المقاومة بشكل عام وحركة حماس على وجه الخصوص مع هذه المعلومة".

والأحد الماضي، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، في تصريحات صحفية إن "حماس لا تثق في قادتها، وهذا واضح جدا، وفرع حماس في غزة لا يستجيب فلا يوجد من يمكن التحدث معه على الأرض"، وفق زعمه.

وادعى غالانت، أن "قيادة الحركة بالخارج تبحث عن قيادة داخل القطاع بدلا من السنوار".

ورغم ما ورد على لسان عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، محمد نزال، أمس الثلاثاء، استمرار السنوار، "على رأس عمله بقيادة المقاومة في القطاع"، فإن المحلل السياسي برهان خلف أشار لـ"قدس برس" إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي لن يتوقف عن الحديث عن مصير السنوار وتأثيرات غيابه، بهدف ضرب الروح المعنوية للفلسطينيين، ودفع حماس لتصديق المعلومة وتعيين بديلا له".

وتابع "إسرائيل تدرك قوة السنوار، صاحب الكلمة المسموعة ومدى تأثيره على القيادة، رغم علمها أن القرار داخل حماس يُتخذ عبر عملية ديمقراطية وبالشورى أيضا، ولا يستفرد به شخص بعينه، إلا أنها اي إسرائيل تحلم في اليوم الذي يبتعد الرجل عن الواجهة، وتتطلع إلى استبداله بشخص قد يكون أكثر مرونة".

ونقلت صحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ عن /القناة 12/ قولها: إن "سبب انقطاع السنوار عن الاتصال غير واضح"، مشيرة إلى وجود عدة سيناريوهات للأسباب إذ قد يكون "خدعة تكتيكية، أو ببساطة غير قادر على إجراء اتصال بسبب مشاكل الاتصالات المستمرة في غزة".

وتابع خلف "الهدف الآخر هو محاولات إسرائيل الإساءة لشخص بمكانة السنوار، وإظهاره بمظهر المتسارع الذي قضى على حماس وعلى غزة كونه يعتبر العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر".

وتشن "إسرائيل" حربا مدمرة على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.