لتعرف أكثر عن حالة تقوّس الساقين اقرأ الآتي

 
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة (من معاهد مؤسسة الملك الحسين)، اليوم الثلاثاء، عن تقوّس الساقين وهي حالة شائعة بين الرضع والأطفال الصغار، يحدث فيها تقوّس ساق الطفل أو كلتا ساقيه عند الركبتين، ونادرا ما تكون هذه الحالة خطيرة.

وتُبين نشرة المعهد الفئات التي تصاب بتقوّس الساقين، وأسباب هذه الحالة، وأعراضها، وكيفية تشخيصها، إضافة إلى توضيح خيارات علاجها.

تقوس الساقين (genu varum) هو حالة يحدث فيها تقوس في ساق واحدة أو كلتا الساقين عند الركبتين عند الطفل، مما يتسبب في وجود مساحة أكبر من الطبيعي بين الركبتين. عندما يقف الطفل وتكون قدماه وكاحلاه معًا، تبقى الركبتان متباعدتين. قد تبدو ساقا الطفل مثل القوس، خاصة عندما يمشي.

من يصاب بتقوّس الساقين؟
تقوّس الساقين شائع بين الرضع والأطفال الصغار. نادرًا ما تكون هذه الحالة خطيرة. عادة ما يتخلص الأطفال الذين ولدوا بساقين مقوستين من هذه الحالة بحلول عمر 18 شهرًا. يمكن أن يحدث تقوّس الساقين أيضًا لدى الأطفال الأكبر سنًا. يجب تقييم هذه الحالات من قبل مقدم الرعاية الصحية.

ما الذي يسبب تقوّس الساقين عند الأطفال؟
يتطور تقوّس الساقين لأسباب عديدة. السبب الأكثر شيوعًا هو حالة تُسمى تقوّس الساقين الفسيولوجي (physiologic genu varum). غالبًا ما يولد الرضع بساقين مقوستين بسبب وضعهم المطوي داخل رحم الأم. في أنماط النمو الطبيعية، يتغلب الطفل على هذا التقوس عندما يبدأ في الوقوف والمشي. لهذا السبب، يعتبر تقوس الساقين حتى سن الثانية أمرًا طبيعياً. في الواقع، هناك نطاق واسع مما يُعتبر طبيعيًا. في معظم الحالات، تبدأ ساقا الطفل في الاستقامة بمجرد أن يبدأ في تحميل الوزن عليهما أثناء الوقوف أو المشي (عادة بين 12 و18 شهرًا). بحلول سن الثانية إلى الثالثة، عادة ما تنعكس زاوية الساقين وتبدأ الساقان في الظهور، حيث تنحني الركبتان إلى الداخل باتجاه بعضهما بعض. بعد حوالي ست سنوات من العمر، تستقيم ركبتا معظم الأطفال وتصبح في محاذاة مستقيمة.

يجب على الأهل استشارة الطبيب لتحديد إذا ما كان طفلهم معرضًا لخطر تطوير تشوه في الساقين على شكل تقوس الساقين في الحالات بأدناه باستثناء الأنماط الطبيعية المذكورة أعلاه:
- زاوية عظمة الفخذ إلى عظمة الساق تقع خارج النطاق الطبيعي (مقوسة للخارج).
- اتجاه الركبتين مقابل اتجاه القدمين يقع خارج النمط الطبيعي.
- إحدى الساقين أكثر تقوسًا (أو أقل) بشكل كبير من الأخرى.

إذا لم تستقم ساقا الطفل بحلول سن السنتين، قد يكون هناك سبب آخر مثل:
- مرض بلونت (تباعد الظنبوب): هو اضطراب في النمو ناتج عن مشكلة في صفيحة النمو لعظم الساق. ويكون مرض بلونت أكثر شيوعًا لدى الأطفال من أصول أفريقية، والأطفال الذين يعانون من السمنة، والأطفال الذين بدأوا في المشي مبكرًا.
- الكساح: الكساح ينتج عن نقص في الكالسيوم أو فيتامين (د). نقص هذه العناصر الغذائية المهمة يجعل عظام الطفل أكثر ليونة وضعفًا، مما يؤدي إلى تقوس ساقيه.
- القزامة: النوع الأكثر شيوعًا من القزامة ناتج عن اضطراب في نمو العظام يُسمى خلل التنسج الغضروفي. هذا الاضطراب يمكن أن يسبب تقوس الساقين.
- مشاكل عظام أخرى: الكسور التي لم تلتئم بشكل صحيح أو تطور العظام بشكل غير طبيعي (خلل التنسج العظمي) قد تسبب تقوّس الساقين.

ما هي أعراض تقوّس الساقين؟
العرض الرئيسي لتقوّس الساقين هو شكل ساقي الطفل. لن تتلامس الركبتان عندما يقف الطفل وقدماه وكاحلاه معًا. يكون التقوّس أكثر وضوحًا عند المشي. أحيانًا قد يمشي الأطفال بأصابع القدم موجهة للداخل (القدم الحمامية أو المشي الحمامي).
على الرغم من ذلك، عادةً لا يسبب تقوّس الساقين أي ألم. ولا يؤثر على قدرة الطفل على الزحف أو المشي أو الركض. إذا لم يتحسن تقوّس الساقين لدى الطفل بحلول عمر السنتين، اتصل بمقدم الرعاية الصحية لطفلك.
ومن الأعراض الأخرى التي يعاني منها الأشخاص المصابون بتقوس الساقين ما يلي:

- ألم في الركبة.
- ألم في الورك.
- تقليل نطاق الحركة في الوركين.
- صعوبة في المشي أو الجري.
- عدم استقرار الركبة.
- مشاعر عدم الرضا عن المظهر.
يعد التهاب المفاصل التدريجي في الركبة شائعًا بين البالغين الذين لم يتم تشخيصهم أو علاجهم من تقوس الساقين في وقت مبكر من حياتهم. المرضى البالغون الذين يعانون من تقوس الساقين لسنوات عديدة يفرطون في تحميل الجزء الداخلي (الحجرة الإنسية) ويشدون الجزء الخارجي (الرباط الجانبي الوحشي)، مما يؤدي إلى الألم، وعدم الاستقرار، والتهاب المفاصل. لمنع أو تأخير الحاجة إلى استبدال الركبة، يجب إجراء عملية قطع العظم لإعادة محاذاة الركبة.

كيف يتم تشخيص تقوّس الساقين؟
سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي والسؤال عن التاريخ الطبي للطفل. ولكن إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين، فمن المحتمل ألا يقوم الطبيب بإجراء أي فحوصات إضافية. بدلاً من ذلك، سيراقب التقوّس للتأكد من أنه سيختفي من تلقاء نفسه مع نمو الطفل.
إذا كان عمر الطفل أكبر من سنتين، قد يقيس مقدم الرعاية الصحية ساقي الطفل ويراقب مشيته. قد يطلب فحوصات تصويرية مثل الأشعة السينية لرؤية العظام في ساقي وركبتي الطفل. قد يطلب أيضًا فحوصات دم لتحديد ما إذا كان التقوس ناتجًا عن حالة مثل الكساح.
قد يحيل مقدم الرعاية الصحية طفلك إلى أخصائي العظام.

هل يمكن تصحيح تقوّس الساقين؟
عادة ما يُشفى تقوّس الساقين عند الرضع والأطفال الصغار دون الحاجة إلى علاج. سيستمر مقدم الرعاية الصحية في متابعة حالة طفلك. يمكن علاج الأطفال الأكبر سنًا بناءً على سبب الحالة.

كيف يتم تصحيح تقوّس الساقين عند الأطفال؟
لا حاجة إلى العلاج للرضع والأطفال الصغار ما لم تكن الحالة شديدة. إذا استمر تقوّس الساقين بعد عمر السنتين، يعتمد العلاج على سبب الحالة. قد يشمل العلاج أحذية خاصة، أو دعامات، أو جَبيرة، أو علاج السبب الأساسي لتقوّس الساقين . إذا استمر التقوّس على الرغم من هذه العلاجات ، فقد تكون الجراحة ضرورية لمنع المزيد من الضرر وتصحيح المشكلة. تشمل خيارات الجراحة:
- النمو الموجه: في هذا الإجراء، يقوم الجراح بوضع لوحة معدنية صغيرة أو دبوس في ساق الطفل. سيؤدي هذا إلى إيقاف النمو على الجانب السليم من عظم الساق مؤقتًا حتى يتمكن الجانب غير السليم من اللحاق به. ستستقيم ساق الطفل مع نموه الطبيعي، وسيتم إزالة اللوحة أو الدبوس بعد تحسن المحاذاة.
- قطع عظم الظنبوب: في هذا الإجراء، يقوم الجراح بقطع عظم الساق أسفل الركبة ويعيد تشكيله لتصحيح المحاذاة. يتم تثبيت العظم أثناء الشفاء بواسطة لوحة وبراغي داخل الساق أو إطار خارجي.