المغفور له الملك الحسين علاقته بالصحافة


 
بمناسبة ذكرى ميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال التي تصادف ١٤/١١ تشرين الثاني نترحم عليه وندعو المولى عز وجل ان يرحمه ويغفر له وان تكون الجنة مأوه.. اكتب بهذه الذكرى عن علاقة المغفور له الحسين بن طلال مع الصحافة والصحفيين على مدى حكمة ال (47 ) عاما.

تؤكد مسيرة المغفور له الملك الحسين انه كان يعطف على الصحافة والصحفيين , ويرعى شؤونهم ويستقبلهم في مقره العامر بين فترة واخرى ويتحاور معهم في الشؤون المحلية والعربية والدولية ويزور المؤسسات الصحفية للغرض نفسه وللتأكيد على اهتمامه بما تحمله الصحف من مسؤولية وطنية في حملها لواء الحرية والدفاع عن قضايا الوطن وحث المسؤولين للعمل على تلبية احتياجات الناس من خدمات .

كان المغفور له الحسين بن طلال يأمر حكوماته بان ترى شؤون الصحافة والصحفيين وكلما حدثت خلافات بين الصحافة والحكومات كان جلالته يتدخل لحلها لمصلحة الصحافة بان يأمر بتعديل قوانين المطبوعات لتنسجم مع تطلعات الصحافة و الصحفيين وهذا ما اكده جلالته بدعم الصحافة والصحفيين في كتب التكليف السامي لحكوماته المتتالية وخطب العرش في مجلس الامة ( الاعيان والنواب ) ورسائله الى رؤساء حكوماته ولقاءاته مع الصحفيين في مقره العامر او في المؤتمرات الصحفية او تكريم صحيفة اردنية بأدلاء تصريح خاص او مقابلة خاصة بها ... وكان المغفور له يكرم الصحافة والصحفيين بلقائه مجلس نقابة الصحفيين كلما تم انتخاب مجلس جديد ويطلع مجالس النقابة على المستجدات والتطورات المحلية والعربية
والدولية ويستمع من النقباء واعضاء المجالس الى هموم الصحافة و الصحفيين ومطالبهم ويلبي طموحاتهم ورغباتهم .

وكانت اول مقابلة صحيفة للمغفور له الحسين بن طلال لصحيفة الجهاد التي كانت تصدر في القدس للاصابها محمود ابو الزلف وسليم الشريف ومحمود يعيش التي نشرتها في عددها الاول بتاريخ 2/8/1953 , وقال فيها جلالته (( يسرني ان ارى في البلاد صحافة رشيدة تبني ولا تهدم وتنتقد نقدا بناء وتترفع عن الاساليب التي تعالج الاشخاص بروح التحامل ولا تعالج المسائل والقضايا بروح الترفع والتوجيه .. ويجب ان يعمل الصحفي لامته ومصلحتها لا ان يعمل لنفسه ولمصلحته ,واني امل ان تسير هذه الصحيفة على الطريق الواضح وان توفق في خدمة البلاد خدمة صادقة ) .

وفي سياق اهتمام جلالة المغفور الحسين بن طلال وجه جلالته رسالة الى احد نقباء الصحفيين واعضاء مجلس النقابة خاطبهم فيها بقوله ( لقد اشتملت رسائلكم الينا على استيائكم ورفضكم الحاسم لما تبثه بعض الاقلام المضللة من سموم واحقاد على صفحات بعض صحفنا التي ينبغي ان تكون منابر للحق والتنوير والراي الموضوعي المنصف المنزه عن الهوى والاغراض الشخصية الصغيرة وانني على ثقة بان اسرتنا الصحفية واسرتنا الاردنية الواحدة واعية تدرك مقاصد اصحاب هذه الاقلام وغاياتهم التي يغذيها الحقد والاصرار على تشوية صورة هذا الوطن والانتقاص من كل انجازاته) .