رسائل جادة تخاطب ضمير العالم حول غزة من قلب "إعلام الشرق الأوسط"


 عمّان - كرّمت كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط، خلال فعالية استثنائية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مراسل قناة TRT عربي سامي برهوم، والطبيب الأردني العائد من غزة بلال عزام.

الفعالية التي استهدفت تعزيز وعي الطلبة بدور الإعلام في نقل الحقيقة، وإبراز معاناة أهل غزة تحت الحصار، جمعت نخبة من الصحافيين والناشطين الفلسطينيين، جنبًا إلى جنب مع شخصيات أردنية، لتقديم تجربة غنية تعكس التزام الجامعة بدورها التنويري والإنساني.

وفي هذا الصدد، أكدت عميدة كلية الإعلام الدكتور حنان الشيخ، بحضور أعضاء الهيئة التدريسية، وطلبة من الكلية، ما تمثله القضية الفلسطينية في جوهر الوجدان الأردني والعربي، مشيرة إلى أهمية الإعلام كأداة استراتيجية في ترسيخ الرواية الفلسطينية، وفضح ممارسات الاحتلال، ونقل معاناة أهل غزة إلى المجتمع الدولي بلغة تخاطب الضمير الإنساني وتواجه محاولات تغييب الحقيقة وإسكات صوت المظلومين.

من جانبه، أوضح مراسل قناةTRT عربي، سامي برهوم، خلال مشاركته عبر تقنية الاتصال المرئي(ZOOM) ، أن الصحافيين في غزة جسّدوا أسمى معاني التضحية، مقدمين أرواحهم فداءً للحقيقة، ليصبحوا شهودًا على معاناة الشعب الفلسطيني وصوتًا ينقل للعالم واقعًا يكتنفه القهر والحصار، مضيفًا أن هذه التضحيات تواجه تحديات جسيمة في عالم يضج بالتضليل الإعلامي ومحاولات قلب الحقائق.

أما الدكتور عزام، فقد أكد أن غزة ليست مجرد مأساة تُروى أو قصة تُكتب على هامش الأحداث، بل هي قضية إنسانية تعكس وجعًا يوميًا يعانيه شعب بأكمله تحت الحصار، مشددًا على ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية بأن يكونوا صوتًا لغزة، وذلك في ظل خطورة محاولات تغييب هذه المأساة عن المشهد العالمي، وداعيًا إلى جهود إعلامية موحّدة تسهم في إبقاء القضية الفلسطينية حيّة في وجدان العالم.

وشهدت الفعالية تقديم سلسلة من الرسائل المؤثرة القادمة مباشرة من أعماق غزة، عبّر عنها نخبة من الأصوات الإعلامية المرموقة، استهلها مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، بشهادة مؤثرة وثّقت واقع العمل الصحافي تحت وطأة الانتهاكات الجسيمة التي تعصف بالأشقاء في غزة، تبعه المراسل محمود العمودي، الذي أزاح الستار عن معاناة سكان شمال غزة، متناولًا الظروف الإنسانية القاسية التي باتت جرحًا لا يندمل في الذاكرة، ليوجّه الناشط صالح الجعفراوي دعوة حثيثة لاستثمار منصات التواصل الاجتماعي كأدوات فاعلة لنقل صوت الشعب الفلسطيني وكشف معاناته أمام العالم.

هذا وتجسد الفعالية رؤية جامعة الشرق الأوسط، التي تضع على عاتقها مهمة إعداد جيل من الإعلاميين يحملون رسالة تتخطى حدود المهنية التقليدية لتلامس عمق المسؤولية الإنسانية، إنها رؤية تسعى إلى تمكين الإعلام من أداء دوره النبيل في نصرة القضايا العادلة، عبر التزام رصين بالاحترافية والوعي المستنير.