البيت الأبيض يطلب من رومني توضيحا
أعلن البيت الأبيض أنه فهم أن تصريحات مثيرة للجدل لـميت رومني بشأن "عاصمة إسرائيل" أثارت "الارتباك،" مطالبا المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية بتقديم المزيد من الإيضاحات.
في هذه الأثناء يواصل رومني جولته الخارجية حيث وصل إلى بولندا ثالث محطاته بعد بريطانيا وإسرائيل من المتوقع أن يلقي خطابا اليوم في وارسو يركز فيه على انتقاد روسيا.
فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الموقف الذي أعلنه رومني من أن القدس "عاصمة إسرائيل" خلال زيارته لهذا البلد، يتعارض مع الموقف الذي دافعت عنه الولايات المتحدة في عهود رؤساء من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري.
وردا على سؤال بهذا الخصوص خلال لقائه اليومي مع الصحفيين في البيت الأبيض، اعتبر إيرنست أن "إحدى صعوبات أن تكون لاعبا على المسرح الدولي -خصوصا عندما تسافر إلى منطقة حساسة بهذا الشكل- هي أن تصريحات تكون مراقبة عن كثب من حيث معناها والفروقات الضئيلة في التعبير ودوافعها".
وأضاف "من البديهي أن بعض الأشخاص الذين درسوا هذه التصريحات احتاروا بها. ولكن أترك للحاكم رومني تقديم المزيد من الإيضاحات بشأن ما كان يريد قوله".
وأغضب رومني الفلسطينيين عندما وصف القدس بأنها "عاصمة إسرائيل". وقال في كلمة أمام مؤسسة القدس بحضور رئيس بلدية المدينة نير بركات "أشعر بتأثر كبير لوجودي في القدس عاصمة إسرائيل".
وذكر المتحدث الأميركي بأن موقف رومني الذي يخوض معركة الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الأمركي باراك أوباما في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني "يختلف عن موقف هذه الإدارة".
وأضاف المتحدث أن "موقف هذه الإدارة هو أن العاصمة هي شيء يجب أن يتقرر عبر المفاوضات بشأن الوضع النهائي بين الطرفين".
وأشار إيرنست إلى أن هذا الموقف "كان نفسه موقف إدارات سابقة سواء ديمقراطية أو جمهورية"، مضيفا "إذاً، إذا رومني غير موافق على هذا الموقف فهو غير موافق أيضا على موقف اعتمده رؤساء مثل بيل كلينتون ورونالد ريغان".
تصريحات عنصرية
فلسطينيا، انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية اعتراف رومني بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو تصريح أتبعه المرشح الجمهوري بتصريح جديد عدّ فيه المشاكل الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية نتاج "ثقافة" سائدة.
وقالت حماس إن تصريحات رومني بخصوص القدس "عنصرية ومتطرفة ومنكرة للحق الفلسطيني"، كما وصفتها بـ"رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان".
كذلك قالت السلطة -التي تريد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة- على لسان نبيل أبو ردينة -أحد أبرز مستشاري رئيسها محمود عباس- إن التصريحات "تناقض المواقف السابقة للإدارة الأميركية".
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات من جهته إن "من يتحدثون عن حل الدولتين عليهم أن يعرفوا أنه لن يكون ممكنا قيام دولة فلسطينية دون القدس الشرقية"، واتهم رومني بتأجيج التطرف والعنف والكراهية في المنطقة.
محطة ثالثة
ويزور رومني بولندا كثالث محطة في جولة يهدف من خلالها إلى تسويق نفسه على مستوى الخارج وإظهار أنه سيكون بديلا ممكنا للرئيس باراك أوباما على الساحة العالمية.
وسيحاول تفادي أي مشاكل جديدة في جولته بعد أن ارتكب "أخطاء" في المحطة الأولى من جولته، ففي بريطانيا هاجمته أوساط سياسية وإعلامية بشدة بعد أن أدلى بتصريحات وصفت بغير الدبلوماسية بشأن استعدادات لندن لاستضافة بطولة الألعاب الأولمبية 2012.
وضمن هذا الأساس، يسعى رومني لكسب بعض النقاط لصالحه من خلال استمالة بولندا حيث وصف روسيا بأنها "أكبر خصم على النطاق العالمي" للولايات المتحدة، مقدما نفسه كبديل عن أوباما.
ومن المتوقع أن يلقي المرشح الجمهوري اليوم خطابا في وارسو يعرض فيه لبعض من ملامح سياسته الخارجية مع التركيز فيه على انتقاد روسيا وذلك بعد أن كسب تأييد الرئيس البولندي السابق المناهض للشيوعية ليش فاليسا. الجزيرة