نزعة الاتّهام والتشويه في "برنامج المناظرات العربية"
جو 24 : في كتابه (حضارة الموجة الثالثة )، يقول الفن توفلر: "السؤال الصحيح خير من الجواب الصحيح للسؤال الخطأ". عبارة استوقفتنا عندما أعلن منظّمو "برنامج المناظرات العربية الجديدة"، الذي أطلقه الإعلامي البريطاني تيم سباستيان -منذ بدء الربيع العربي- اعتزامهم عقد "مناظرة" تحت عنوان مريب، هو: "هل تشجّع الشعوب العربية التطرف؟".
سؤال يحمل في طيّاته أوضح ملامح الخبث، يريد البعض فرض أحكام مسبقة عبر طرحه، وكأن الشعب العربي في قفص الاتّهام دائما، وعليه الدفاع عن نفسه أم تهمة جاهزة، تستند إلى استنتاجات اعتباطيّة تستبق أي "مناظرة" أو "نقاش".
عندما تعنون مناظرتك بمثل هذا السؤال، فإن الإجابة مرفوضة مهما كانت، لأنّك بكلّ بساطة تحاول استباق الإجابة بهذه الصيغة التي علكت بها ما اعتبرته "سؤالا"، يستهدف في حقيقة الأمر إلصاق تهمة "التطرّف" و"الإرهاب" بالشعب العربي، ولا نقول "الشعوب العربيّة".
هل تريد حقّاً التحدّث عن "التطرّف". حسن ماذا بشأن "يهوديّة" الدولة التي يحاول الغرب تحقيقها على أرض فلسطين المحتلّة؟ وماذا بشأن حركة "بيجيديا" العنصريّة التي تطرح الفكر النازي علانيّة في كافّة أنحاء القارّة العجوز؟ وماذا بشأن البوليس الأمريكي الذي يطلق النار على "مواطن" في بلاد اليانكيز لمجرّد كونه داكن البشرة؟ وماذا بشأن اليمين الفرنسي المتطرّف، وتاريخ باريس الكولونيالي الدموي، وموقفها المتعجرف الرافض -حتّى اليوم- تقديم الاعتذار اللائق عن قتل أكثر من مليون جزائريّاً؟! فهل تشجّع شعوب "العالم المتحضّر" التطرّف؟
المصيبة أن المسألة لا تقف عند هذا الحدّ، بل تتجاوزه إلى منظومة تشويه متكاملة، فعندما تحاول بعض الجهات التي تطلق على نفسها اسم "مؤسّسات المجتمع المدني" قراءة الواقع العربي بعيون غربيّة، الأجدى أن تغيّر اسمها قبل أيّ شيء آخر، فمؤسّسات المجتمع المدني هي المؤسّسات المتأصّلة في مجتمعها والمدركة لواقعه، أمّا نزعة الاستشراق والعقول المبرمجة غربيّاً، والتي تعتبر أن "التطوّر" هو استنساخ التجارب الأخرى وفرضها على واقع لا تليق به، فلا يمكنها تقديم أيّ حلول لما يطرأ من مشكلات، بل هي ما يصنع الأزمات بصناعة الوهم، والاستناد إليه في القفز إلى استنتاجات عبثيّة.
سؤال يحمل في طيّاته أوضح ملامح الخبث، يريد البعض فرض أحكام مسبقة عبر طرحه، وكأن الشعب العربي في قفص الاتّهام دائما، وعليه الدفاع عن نفسه أم تهمة جاهزة، تستند إلى استنتاجات اعتباطيّة تستبق أي "مناظرة" أو "نقاش".
عندما تعنون مناظرتك بمثل هذا السؤال، فإن الإجابة مرفوضة مهما كانت، لأنّك بكلّ بساطة تحاول استباق الإجابة بهذه الصيغة التي علكت بها ما اعتبرته "سؤالا"، يستهدف في حقيقة الأمر إلصاق تهمة "التطرّف" و"الإرهاب" بالشعب العربي، ولا نقول "الشعوب العربيّة".
هل تريد حقّاً التحدّث عن "التطرّف". حسن ماذا بشأن "يهوديّة" الدولة التي يحاول الغرب تحقيقها على أرض فلسطين المحتلّة؟ وماذا بشأن حركة "بيجيديا" العنصريّة التي تطرح الفكر النازي علانيّة في كافّة أنحاء القارّة العجوز؟ وماذا بشأن البوليس الأمريكي الذي يطلق النار على "مواطن" في بلاد اليانكيز لمجرّد كونه داكن البشرة؟ وماذا بشأن اليمين الفرنسي المتطرّف، وتاريخ باريس الكولونيالي الدموي، وموقفها المتعجرف الرافض -حتّى اليوم- تقديم الاعتذار اللائق عن قتل أكثر من مليون جزائريّاً؟! فهل تشجّع شعوب "العالم المتحضّر" التطرّف؟
المصيبة أن المسألة لا تقف عند هذا الحدّ، بل تتجاوزه إلى منظومة تشويه متكاملة، فعندما تحاول بعض الجهات التي تطلق على نفسها اسم "مؤسّسات المجتمع المدني" قراءة الواقع العربي بعيون غربيّة، الأجدى أن تغيّر اسمها قبل أيّ شيء آخر، فمؤسّسات المجتمع المدني هي المؤسّسات المتأصّلة في مجتمعها والمدركة لواقعه، أمّا نزعة الاستشراق والعقول المبرمجة غربيّاً، والتي تعتبر أن "التطوّر" هو استنساخ التجارب الأخرى وفرضها على واقع لا تليق به، فلا يمكنها تقديم أيّ حلول لما يطرأ من مشكلات، بل هي ما يصنع الأزمات بصناعة الوهم، والاستناد إليه في القفز إلى استنتاجات عبثيّة.