الى الأخ والصديق والزميل الفاضل حامد سليمان
أزجي هذه الكلمات الى أخٍ عزيزٍ، وزميلٍ فاضلٍ، بعدما ترجّل عن صهوة جواده لأخذ قسط من الراحة بعد عقود طويلة من العمل الجاد والمخلص والمندفع حباً وولاءً لهذا الوطن الذي أحبّ، فكان تقاعده من العمل في الملكية الأردنية التي أعطى لها من وقته وجدّه واخلاصه لما زيد على ثلاثين عاماً نهض خلالها بأداء ما استودعه فيه الوطن بكل ضمير وتضحيةٍ وتفانٍ قلّ نظيره.
كان الأخ حامد نموذجاً صادقاً للشخص المنتمي والغيور، وما هذه الكلمات القليلة بحقّه سوى محاولهً للتعبير بحق عن الأحاسيس والمشاعر الصادقة والاحترام والإجلال الذي أكنّه لهذا الصديق الذي افتقدتهُ اسرة الملكية الأردنية, وأعلم أن كلماتي هي أقل ما يمكن القيام به في حق هذا الانسان، وهي عرفانٌ تجاه شخصٍ صحيحٌ أنه تقاعد عن العمل، لكنه لم يتقاعد عن العطاء والعمل في خدمة وطنه، فالخير ما زال وسيبقى معقوداُ به ومرجواً منه في اضافة المزيد من الخدمات الجليلة لوطنه وأمته.
قضيتُ مع ابي عبدالله مراحل من حياتي، ما عرفتُ فيه إلا الجد والغيرة الوطنية، كان يقدم مصلحة الوطن ومصلحة الملكية الأردنية، قبل مصلحته الشخصية، وأتعقد أننا مهما تكلمنا، فإننا لا نستطيع أن نفيه حقه، وانني لأحسبه من الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى :" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "، اذ أنه ضحى بوقته من أجل الآخرين، وأسأل الله تعالى أن يبارك له في عمره حتى يستمر في العطاء لما فيه خير وطنة.
ما يئنُّ في النفس، أن ثلاثة وثلاثين عاماً من العمل الجاد، لم تسعف بقبول الابن البكر للأخ حامد" عبد الله" كطيّارٍ في الملكية، لفارق علامة واحدة فقط عن المعدل المطلوب وهو 70 %، مع مراعاة أن جميع الشروط الأخرى متوفرة في هذا الشاب اليافع الذي هو امتداد لسيرة ومسيرة والده، أدباً وخلقاً وانتماءً.
أكتب عن حامدٍ الذي كان زميلي في العمل والمعروف بعلاقاته الاجتماعية والإنسانية مع زملائه فهو صديق الجميع, وما اتسم به من أخلاق أخذها عن عائلته و عشيرته الكريمة.
ختاماً ادعوا لأخي حامد، بطول العمر, وأن يبارك الله له في أهله وأسرته وأن يتقبل أعماله ويجعله من عباده الصالحين المصلحين، وأن يجعل خير أعماله آخرها، وأن يرزقه القبول وحسن المأل على أحسن وأتم حال، انه نعم المجيب.