55 حالة اعتداء على المعلمين خلال عام
أكد نقيب المعلمين د. حسام مشة، أن "كرامة المعلم من كرامة الوطن، والاعتداء على المعلم أصبح ظاهرة مؤرقة وخطيرة ولا تحتمل التأجيل في ظل أعقاب الاعتداء اليومي على المعلمين، مشيرا إلى أن النقابة لن تتهاون في الدفاع عن معلميها والوقوف بجانبهم".
وأضاف مشة أن "النقابة قامت برصد إحصائية لعدد المعلمين الذين تم الاعتداء عليهم في عام 2014 وكيفيتها"، مبينا أن "55 حالة اعتداء تم رصدها من قبل النقابة في عام 2014، وأغلبها جاءت بمساندة من قبل أولياء الأمور وأقربائهم بالاعتداء الجسدي المبرح باليد وبآلات حادة من قنوة وسكين ومشرط وماسورة ماء و بالحجارة على المعلمين والمعلمات أيضا".
وأشار مشة إلى أن "بعض المعلمين لم يراجعوا النقابة لتقديم شكوى بالاعتداء عليهم، ولم يغطي حالاتهم الإعلام مما يدلل أن حجم حالات الاعتداء أعلى من الإحصائية المذكورة".
ويرصد رئيس لجنة التدريب في نقابة المعلمين الأستاذ يوسف المساعيد الأسباب التي أدت لتراجع هيبة المعلم بين الطلاب إلى "القوانين التي حدت من صلاحية المعلم بتربية وضبط الطالب داخل الغرف الصفية والتي ساعدت في تراجع مكانة المعلم بين طلابه"، مضيفا أن "أولياء الأمور أصبحوا أيضا شركاء في ضياع هيبة المعلم، بتشجيع أبنائهم ومشاركتهم بالاعتداء عليه".
وأضاف المساعيد أن "اكتظاظ الطلاب في الغرف الصفية ساعد أيضا في إنشاء مناخ اعتدائي على المعلمين".
وفي نفس السياق يقول التربوي علاء عمار، إن علاج هذه الظاهرة "يكمن في الإعلام الهادف وسائله الجديدة من برامج تربوية شبابية تساعد في زرع قدر المعلم بنفوسهم، وسن القوانين التي تقف مع المعلم، وتغليظ العقوبة لكل من يعتدي عليه"، متابعا: "أن الأسرة هي الأساس في محو هذه الظاهرة بتهذيب أبنائهم والوقف بجانب المعلم لا ضده".
ومن حالات الاعتداء على المعلمين يقول الأستاذ عمر، إنه "قام أحد الطلاب وأقربائه بالاعتداء الجسدي واللفظي عليّ لمنعي تسهيل الغش له أثناء مراقبتي لأحد امتحانات التوجيهي"، ويتابع: "عندما ذهبت للأجهزة الأمنية لتقديم شكوى بحقهم، تفاجأت بشكوى كيدية ضدي من قبل الطالب، وتم توقيفي في المركز الأمن كأني أنا المعتدي عليه، ولم يتم إطلاق سراحي من السجن إلا بعد الصلح بيني وبين الطالب، وضاع حقي". واصفا حالته بالمثل الشعبي "ضربني وبكى وسبقني واشتكى".
وفي السياق ذاته، نشرت العديد من وسائل الإعلام حادثة اقتحام عدد من المجرمين لمدرسة منشية الغياث الثانوية للبنين في محافظة المفرق بإطلاق النار على الزجاج والأبواب ، والاعتداء على المدير داخل المدرسة وفي المستشفى التي تم نقله إليه، في حين فشلت الأجهزة الأمنية بالقبض عليهم" وما زال الأمر معلقا .
وبين النقابة بأنه لم تعد صورة المعلم الأردني كما الحال في خمسينيات القرن الماضي، باحترامه وتقديره من قبل طلابه، والخوف بالارتعاش من هيبته التعليمية، التي تحمل في معناه مزيج الحب والخوف منه بالوقوف أمامه أو الحديث معه، حيث أصبح الاعتداء على المعلم في القرن الحالي ظاهرة انتشرت في أرجاء المملكة تؤرق المنظومة التعليمية.
"والله لأحكي للأستاذ بكره"، بهذه العبارات يصف المسن يوسف الفواعير تهديد أبيه له حين يخطئ، ويضيف: "كنا إذا سمعنا أن الأستاذ سيمر من الشارع الذي نحن فيه، ندخل إلى بيوتنا ولا نخرج لليوم التالي".
ويتفق معه المسن أحمد قدوره، ويقول: "كان صوتي يرتجف ويختفي وجسمي يرتعش ويذبل كما تذبل الزهرة حينما أتحدث مع أستاذي"، ويتابع: "إذا كلفنا الأستاذ بواجب ولم نتمكن من حله، نبكي ولا نستطيع النوم خوفا من الوقوف أمامه في المدرسة".
نقابة المعلمين – المكتب الإعلامي