محللون: هجوم «شارلي ايبدو» يحمل توقيع أجهزة استخبارات
جو 24 : هل هي عملية لاجهزة الاستخبارات، او مؤامرة من وسائل الاعلام او ضد المسلمين؟ تكاثر الحديث عن نظريات المؤامرة على شبكة الانترنت بعد ساعات فقط على الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو في باريس. وعلى غرار ما حصل في 11 ايلول 2001، فقد انطلقت آلة اختلاق الشائعات على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد بث الصور الاولى للهجوم.
ومن ابرز تلك الشائعات، ان الاخوين كواشي استخدما عددا من السيارات، كما تؤكد ذلك المرايا الخلفية البيضاء في احدى الصور، قرب مكان الهجوم، ثم السوداء بعد قليل، بعد ترك السيارة. إلا اذا كان نوع السيارة المستخدمة مزودا بمرايا ملونة تتغير بفعل النور، كما قال الأخصائيون.
وتؤجج كل الدلائل نظريات المؤامرة، بدءا ببطاقة الهوية التي فقدها احد الاخوين كواشي، وسماعة الهاتف غير الموضوعة في مكانها الصحيح في متجر الاطعمة اليهودية الحلال لدى احتجاز الرهائن، بعدما استخدمه احمدي كوليبالي (4 قتلى)، او خريطة المسيرة الجمهورية في 11 كانون الثاني عبر باريس التي رسمت حدود اسرائيل.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال ايمانويل طيب استاذ العلوم السياسية في ليون والمتخصص في نظريات المؤامرة، ان الهجوم غير المسبوق على اسبوعية شارلي ايبدو الساخرة، «حدث يمثل خروجا على النظام الاجتماعي والسياسي. ومن الضروري التعامل مع هذه الصدمة عبر تفسيرات».
وتعليقا على الذين يرون في الهجوم مؤامرة اجهزة سرية او يرونه جزءا من مؤامرة يهودية-ماسونية في كل مكان، قال ان «القراءة السائدة كما قدمتها الشرطة ورجال السياسة والمحللون، تعتبر هزيلة ومخيبة للآمال. لذلك تسقط او تتعرض للتشكيك ليحل بدلا منها تحليل آخر اكثر اغراء ويسبب مزيدا من القلق».
واضاف «لقد قرأت ذلك على الانترنت»، موضحا ان هذا النوع من الحجج قد انتشر خصوصا في صفوف الاجيال الجديدة المولودة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مصدرها الرئيسي للاعلام التي نجد الشيء ونقيضه.
ويقول محمد تريا (49 عاما) المسؤول في مؤسسة ورئيس ناد لكرة القدم في لا دوشير، احد الاحياء الصعبة في ليون، ثالث مدينة في فرنسا، ان «تفسير احداث الاسبوع الماضي كان مختلفا في هذه الاحياء».
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس «جمعت حوالى 40 فتى من عمر 13 الى عمر 16 في النادي الذي ارأسه، ولقد صعقني ما سمعته... فلم يطلعوا عليها عبر الصحف، بل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، انها المصدر الوحيد المتوافر لهم ويعتقدون ان ما تقوله هو الحقيقة. انها نظرية المؤامرة الكبيرة، ولقد سمعت ذلك منهم مباشرة».
وخلال طاولة مستديرة مساء الاربعاء الماضي شارك فيها مواطنون في منطقة سارسل الشعبية في الضاحية الباريسية، توصل احد المربين الى هذا الاستنتاج: «قبل 30 عاما، كان 90% مما يتعلمه الاطفال يأتي من ذويهم او من المدرسة. اما الان، فيحصل العكس. اننا نحتاج الى تربية على وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال المحلل غيوم بروسار المؤسس الشريك لموقع هوكسبورستر.كوم الذي يتيح التأكد من صحة معلومات منتشرة على الانترنت، ان «المراهقة مرحلة عبور نحتاج خلالها الى تأكيد ذواتنا والتمرد على الكبار والنظام القائم والمجتمع، الخ ... لذلك فان النظريات البديلة مجال رائع للتعبير عن ذواتهم».
واضاف ان «انتشار وسائل التواصل الاجتماعي جعلت المناقشات في ملعب المدرسة تجرى الان عبر تويتر وسنابشات او الاينستاغرام. وعلاقات الانترنت التي اراد جميع مراهقي العالم اخفاءها دائما عن ذويهم، باتت في متناول الجميع على الفور عبر الهواتف الذكية».
ويقول اوليفييه اريتشايد، المسؤول عن المحاضرات في نانت (غرب) حول علوم الاعلام، ان «وسائل الاعلام المؤسسية، مثل صحيفة لوموند، تلقت ردا سريعا الى حد ما على وسائل التواصل الاجتماعي التي قدمت حججا مضصادة لكل هذه الشائعات».
لكن هذه النظريات لا تغري فقط الشبان، كما اكدت ذلك حالات معلمة طردت في بوبينيي قرب باريس، او موظفون بلديون عوقبوا في ليل «عاصمة» الشمال. فقد رأوا جميعا ان الاعتداء على شارلي ايبدو كان مؤامرة.
وقبل الاحتجاج على التصريحات المنسوبة اليه، انضم الرئيس الفخري للجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) جان-ماري لوبن، الى نظرية المؤامرة. ففي مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة كومسومولسكايا برافدا، قال ان الاعتداء على شارلي ايبدو «يحمل توقيع اجهزة الاستخبارات».
وواضح ان الهجوم الأخير على صحيفة «شارلي إيبدو»، من قبل مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة منح الفرصة للإسرائيليين لرفع الصوت من جديد في أوروبا بعد سلسلة من الانكسارات المتتالية للسياسة الصهيونية في أوروبا، ولحسن حظ الصهاينة فقد جاء الحدث في فرنسا التي تحتضن إحدى أكبر الجاليات اليهودية، الأمر الذي شجع (إسرائيل) على مطالبة اليهود الفرنسيين بالهجرة إليها. ليس ذلك فحسب، حيث وظفت إسرائيل ووسائل إعلامها أحداث فرنسا لتبرير جرائمها ضد الإنسانية، لا سيما ما جرى في الأشهر القليلة الماضية من شنها حرب ضروس على قطاع غزة، فضلا عن حشد الرأي العام العالمي ضد ما يسمى بـ الجماعات الإرهابية . فضلا عن تحريضهم على الإسلام، واعتبار المقاومة الفلسطينية، والتي أخذت الزخم الإعلامي من وراء الحادث؛ امتدادًا لما فعله المسلحون ضد الصحيفة، وتغطية في الوقت نفسه على جرائم إسرائيل المستمرة ضد الفلسطينيين.
إذن، هذه أبرز الملفات التي وظفها الساسة الإسرائيليون والعسكريون في استغلالهم حادث «شارلي إيبدو»، حيث تعاطفت معها الصحف الإسرائيلية بأبعاد كثيرة، وانعكاسات على مختلف المجالات الإسرائيلية مستقبلا. 1- الحرب على الإسلام المتطرف لعل أهم اقتراح أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرد فعل على الهجوم هو دعوته للغرب بضرورة شن حرب لا هوادة فيها على ما أسماه بـ الإسلام المتطرف على اعتبار أنه أخطر تهديد تواجهه الإنسانية في العصر الحالي . 2- التضييق على المسلمين في أوروبا، وتقليص النفوذ الإسلامي في القارة العجوز. 3- تعزيز الهجرة إلى إسرائيل وما يعرف بخطر الهجرة العكسية التي بلغت عشرات الآلاف منذ عام 2006 إلى الآن (أكثر من 800 مهاجر عكسي خلال عام 2014 وحده)، مما يشكل خطرًا ديموغرافيًا على الدولة العبرية في ظل ازدياد أعداد الفلسطينيين، وهو ما تصفه إسرائيل بالقنبلة الديموغرافية، وهذا هو السبب في تجرؤ إسرائيل على التصريح بأن دول أوروبا صارت غير آمنة، حيث يبدو أن دولة الاحتلال ترى مصلحتها في زيادة الهجمات المسلحة على أوروبا، من أجل استخدامها كفزاعة لتشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل. 4- زيادة الضغط على حماس وعكس مكاسبها مؤخرًا اتخذ البرلمان الأوروبي قرارًا برفع حركة حماس من على قوائم الإرهاب الأوروبية. 5- رد الضربة لدول أوروبا بعد تصويت بعضها على قانون منع الاحتلال لم يكن مستبعدًا أن تسعى الصحف العبرية إلى توظيف الحادث الأخير كسلاح مشهر في وجه أوروبا ردًا على دعمها الفلسطينيين في مجلس الأمن والتصويت بشأن قرار إنهاء الاحتلال مؤخرًا.
(وكالات)
ومن ابرز تلك الشائعات، ان الاخوين كواشي استخدما عددا من السيارات، كما تؤكد ذلك المرايا الخلفية البيضاء في احدى الصور، قرب مكان الهجوم، ثم السوداء بعد قليل، بعد ترك السيارة. إلا اذا كان نوع السيارة المستخدمة مزودا بمرايا ملونة تتغير بفعل النور، كما قال الأخصائيون.
وتؤجج كل الدلائل نظريات المؤامرة، بدءا ببطاقة الهوية التي فقدها احد الاخوين كواشي، وسماعة الهاتف غير الموضوعة في مكانها الصحيح في متجر الاطعمة اليهودية الحلال لدى احتجاز الرهائن، بعدما استخدمه احمدي كوليبالي (4 قتلى)، او خريطة المسيرة الجمهورية في 11 كانون الثاني عبر باريس التي رسمت حدود اسرائيل.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال ايمانويل طيب استاذ العلوم السياسية في ليون والمتخصص في نظريات المؤامرة، ان الهجوم غير المسبوق على اسبوعية شارلي ايبدو الساخرة، «حدث يمثل خروجا على النظام الاجتماعي والسياسي. ومن الضروري التعامل مع هذه الصدمة عبر تفسيرات».
وتعليقا على الذين يرون في الهجوم مؤامرة اجهزة سرية او يرونه جزءا من مؤامرة يهودية-ماسونية في كل مكان، قال ان «القراءة السائدة كما قدمتها الشرطة ورجال السياسة والمحللون، تعتبر هزيلة ومخيبة للآمال. لذلك تسقط او تتعرض للتشكيك ليحل بدلا منها تحليل آخر اكثر اغراء ويسبب مزيدا من القلق».
واضاف «لقد قرأت ذلك على الانترنت»، موضحا ان هذا النوع من الحجج قد انتشر خصوصا في صفوف الاجيال الجديدة المولودة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مصدرها الرئيسي للاعلام التي نجد الشيء ونقيضه.
ويقول محمد تريا (49 عاما) المسؤول في مؤسسة ورئيس ناد لكرة القدم في لا دوشير، احد الاحياء الصعبة في ليون، ثالث مدينة في فرنسا، ان «تفسير احداث الاسبوع الماضي كان مختلفا في هذه الاحياء».
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس «جمعت حوالى 40 فتى من عمر 13 الى عمر 16 في النادي الذي ارأسه، ولقد صعقني ما سمعته... فلم يطلعوا عليها عبر الصحف، بل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، انها المصدر الوحيد المتوافر لهم ويعتقدون ان ما تقوله هو الحقيقة. انها نظرية المؤامرة الكبيرة، ولقد سمعت ذلك منهم مباشرة».
وخلال طاولة مستديرة مساء الاربعاء الماضي شارك فيها مواطنون في منطقة سارسل الشعبية في الضاحية الباريسية، توصل احد المربين الى هذا الاستنتاج: «قبل 30 عاما، كان 90% مما يتعلمه الاطفال يأتي من ذويهم او من المدرسة. اما الان، فيحصل العكس. اننا نحتاج الى تربية على وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال المحلل غيوم بروسار المؤسس الشريك لموقع هوكسبورستر.كوم الذي يتيح التأكد من صحة معلومات منتشرة على الانترنت، ان «المراهقة مرحلة عبور نحتاج خلالها الى تأكيد ذواتنا والتمرد على الكبار والنظام القائم والمجتمع، الخ ... لذلك فان النظريات البديلة مجال رائع للتعبير عن ذواتهم».
واضاف ان «انتشار وسائل التواصل الاجتماعي جعلت المناقشات في ملعب المدرسة تجرى الان عبر تويتر وسنابشات او الاينستاغرام. وعلاقات الانترنت التي اراد جميع مراهقي العالم اخفاءها دائما عن ذويهم، باتت في متناول الجميع على الفور عبر الهواتف الذكية».
ويقول اوليفييه اريتشايد، المسؤول عن المحاضرات في نانت (غرب) حول علوم الاعلام، ان «وسائل الاعلام المؤسسية، مثل صحيفة لوموند، تلقت ردا سريعا الى حد ما على وسائل التواصل الاجتماعي التي قدمت حججا مضصادة لكل هذه الشائعات».
لكن هذه النظريات لا تغري فقط الشبان، كما اكدت ذلك حالات معلمة طردت في بوبينيي قرب باريس، او موظفون بلديون عوقبوا في ليل «عاصمة» الشمال. فقد رأوا جميعا ان الاعتداء على شارلي ايبدو كان مؤامرة.
وقبل الاحتجاج على التصريحات المنسوبة اليه، انضم الرئيس الفخري للجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) جان-ماري لوبن، الى نظرية المؤامرة. ففي مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة كومسومولسكايا برافدا، قال ان الاعتداء على شارلي ايبدو «يحمل توقيع اجهزة الاستخبارات».
وواضح ان الهجوم الأخير على صحيفة «شارلي إيبدو»، من قبل مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة منح الفرصة للإسرائيليين لرفع الصوت من جديد في أوروبا بعد سلسلة من الانكسارات المتتالية للسياسة الصهيونية في أوروبا، ولحسن حظ الصهاينة فقد جاء الحدث في فرنسا التي تحتضن إحدى أكبر الجاليات اليهودية، الأمر الذي شجع (إسرائيل) على مطالبة اليهود الفرنسيين بالهجرة إليها. ليس ذلك فحسب، حيث وظفت إسرائيل ووسائل إعلامها أحداث فرنسا لتبرير جرائمها ضد الإنسانية، لا سيما ما جرى في الأشهر القليلة الماضية من شنها حرب ضروس على قطاع غزة، فضلا عن حشد الرأي العام العالمي ضد ما يسمى بـ الجماعات الإرهابية . فضلا عن تحريضهم على الإسلام، واعتبار المقاومة الفلسطينية، والتي أخذت الزخم الإعلامي من وراء الحادث؛ امتدادًا لما فعله المسلحون ضد الصحيفة، وتغطية في الوقت نفسه على جرائم إسرائيل المستمرة ضد الفلسطينيين.
إذن، هذه أبرز الملفات التي وظفها الساسة الإسرائيليون والعسكريون في استغلالهم حادث «شارلي إيبدو»، حيث تعاطفت معها الصحف الإسرائيلية بأبعاد كثيرة، وانعكاسات على مختلف المجالات الإسرائيلية مستقبلا. 1- الحرب على الإسلام المتطرف لعل أهم اقتراح أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرد فعل على الهجوم هو دعوته للغرب بضرورة شن حرب لا هوادة فيها على ما أسماه بـ الإسلام المتطرف على اعتبار أنه أخطر تهديد تواجهه الإنسانية في العصر الحالي . 2- التضييق على المسلمين في أوروبا، وتقليص النفوذ الإسلامي في القارة العجوز. 3- تعزيز الهجرة إلى إسرائيل وما يعرف بخطر الهجرة العكسية التي بلغت عشرات الآلاف منذ عام 2006 إلى الآن (أكثر من 800 مهاجر عكسي خلال عام 2014 وحده)، مما يشكل خطرًا ديموغرافيًا على الدولة العبرية في ظل ازدياد أعداد الفلسطينيين، وهو ما تصفه إسرائيل بالقنبلة الديموغرافية، وهذا هو السبب في تجرؤ إسرائيل على التصريح بأن دول أوروبا صارت غير آمنة، حيث يبدو أن دولة الاحتلال ترى مصلحتها في زيادة الهجمات المسلحة على أوروبا، من أجل استخدامها كفزاعة لتشجيع هجرة اليهود إلى إسرائيل. 4- زيادة الضغط على حماس وعكس مكاسبها مؤخرًا اتخذ البرلمان الأوروبي قرارًا برفع حركة حماس من على قوائم الإرهاب الأوروبية. 5- رد الضربة لدول أوروبا بعد تصويت بعضها على قانون منع الاحتلال لم يكن مستبعدًا أن تسعى الصحف العبرية إلى توظيف الحادث الأخير كسلاح مشهر في وجه أوروبا ردًا على دعمها الفلسطينيين في مجلس الأمن والتصويت بشأن قرار إنهاء الاحتلال مؤخرًا.
(وكالات)








