المطالبة بإلغاء التوجيهي.. "دلع" أم وجهة نظر ؟
أمل غباين- يشكل امتحان الثانوية العامة كابوسا للطلبة وأولياء امورهم على حد سواء، وما أن يبدأ العام الدارسي للطلبة التوجيهي، حتى تباشر الأسرة بعمل خطة طوارئ وتغيير بعض عاداتها.
وبين رافض ومؤيد للإبقاء على امتحان التوجيهي، يتطلع الطلبة وأولياء أمورهم إلى إيجاد حلّ جذري يخلصهم من معاناة الامتحان الذي يعتبر بوابة الحياة العلمية والعملية، فيما يرى خبراء في الشأن التربوي ضرورة الإبقاء على الامتحان مع تغيير في آلية التعليم.
المعاني: امتحان الثانوية العامة ضرورة وطنية
من ناحيته يرى وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور وليد المعاني ان وجود امتحان الثانوية العامة ضرورة وطنية تحقق العدالة بين الطلبة، مبينا أن المطالبات بإلغاء "التوجيهي" غير منطقية، خاصّة في ظلّ مجتمع يعتمد على الواسطات والمحسوبيات.
وقال المعاني: إن الدعوات المنادية بجمع علامات الطلبة منذ بداية مرحلة الثانوية والمقابلات الشخصية واعتمادها كأساس لنيل شهادة الثانوية العامة، ليست في اطارها السليم، حيث ستتدخّل مزاجيّة المعلّم والواسطات في القضيّة.
وأضاف: إن الحلّ المناسب لتطوير التوجيهي يتمثل بتقدم الطالب للامتحان في 10 مواد، بحيث تكون 4 منها أساسية وهي "اللغة العربية,اللغة الإنجليزية,التربية الدينية والتربية الوطنية"، إضافة الى المواد التخصصية التي تكون اختيارية، ضمن عدد من المجموعات.
وشدد على ضرورة تغيير المناهج بما يتوائم مع أهداف التعليم الحديث، من خلال استخدام التقنيات الحديثة.
الرواشدة: لا يوجد حتى الآن أي بديل منطقي لامتحان الثانوية العامة
ومن جانبه يرى نقيب المعلمين السابق النائب مصطفى الرواشدة أنه لا يوجد حتى الآن أي بديل منطقي لامتحان الثانوية العامة، مشيرا الى أن أي خيار آخر تنبغي دراسته بعناية فائقة، والأخذ بعين الاعتبار واقع التربية والتعليم في المملكة.
وقال إن أحد الخيارات المطروحة هو تقييم تراكم العلامات في المرحلة الثانوية أوالامتحان التقيمي في الجامعات، مشيرا الى أن هذا الخيار بعيد عن الواقع، خاصة في مجتمعنا، حيث سيترك الباب مفتوحا للمحسوبيات والمزاجيات، ما يغيّب العدالة.
وتابع: إن اضافة العلامات المدرسية لامتحان التوجيهي -والتي جرّبت سابقا- فشلت فشلا ذريعا، حيث منح غالبية الطلبة علامات عالية لا يستحقونها، مناشدا أولياء أمور الطلبة عدم تضخيم قضية التوجيهي، والتعامل معه كأي امتحان يتقدم به الطالب.
خمش: مطالبات إلغاء امتحان التوجيهي "دلع"
أما الخبير الاجتماعي رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الاردنية د. مجد الدين خمش، فيعتبر من ناحيته أن امتحان التوجيهي هو تحد للطالب يجب ان يخوضه لما تحمل هذه التجربة من دروس تربوية، تهيّئ الطلبة لخوض غمار الحياة العملية والعملية بقدرة عالية، بعد ان يكونوا قد مرّوا بضغوط خرجوا منها قادرين على تحمل المسوؤلية وتنظيم الوقت والاستقلالية.
ويرى خمش ان مطالبات الاهالي بإلغاء امتحان التوجيهي "دلع" مبالغ فيه، كونهم "يريدون لأبنائهم الحصول على علامات عالية، ودخول الجامعات دون تعب "،مؤكدا أن افضل تقييم للطلبة هو امتحان التوجيهي، الذي يخلق المساواة والعدالة بين أبناء الوطن.