الطراونة: اننا في الاردن وعن سابق إرادة وتصميم نخوض الحرب ضد الارهاب
قال رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة في كلمة الاردن التي القاها في افتتاح اعمال الدورة العاشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي المنعقدة في مدينة اسطنبول التركية: "اننا في الاردن وعن سابق إرادة وتصميم نخوض الحرب ضد الارهاب".
وأضاف في المؤتمر الذي افتتحه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاربعاء ان خوضنا للحرب ضد الارهاب ياتي من منطلقات ثابتة ترتكز على تحصين ديننا الاسلامي من تهم التطرف والغلو وقتل الاخر، وارتكاب جرائم ابادة وتشريد للسكان وخطف للأطفال والنساء، وحفظ امننا وامن دول الجوار، وامن الاقليم من كل إرهاب يهدد مجتمعاتنا وأمنها، ومن منطلق الواجب في حماية الاجيال القادمة من هذا الخطر الكبير (الارهاب والتطرف).
ونوه الطراونة اننا في الاردن، نؤكد وباستمرار نهجنا الراسخ في ان اولى حصون امننا الوطني الأردني هي امن الجوار والإقليم من توغل وتمدد وتوسع الحركات الارهابية في مجتمعاتنا، وهو ما يتطلب منا جهدا عسكريا دوليا، وامنيا إقليميا، وجهدا فكريا على مستوى البيئات المحلية، وهو ما يؤكد عليه جلالة الملك عبد الله الثاني في كل زياراته الرسمية لمختلف دول العالم الشقيقة منها والصديقة.
وقال لأننا لا نعيش في مجتمعات معزولة، فعلينا التنسيق المفتوح والتعاون على ما فيه خير دولنا ومجتمعاتنا، وتحصينها بالاستقرار أولا؛ والأمن دائما.
واضاف نلتقي في هذا البلد الطيب، ونجتمع على كلمة سواء ضد الارهاب وأهله، الارهاب بشتى منابته وأصوله ودياناته وأفكاره، فعلى أقل واجب لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي معقودي الألسن، أمام ما يتعرض له ديننا الحنيف من اتهامات، ونظل نهرول ونركض وراء تثبيت براءته من تلك الاعمال التي يمارسها حفنة من المتطرفين، فيشوهون قيم الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش في ديننا الاسلامي، ويسيؤون لأكثر من مليار و300 مليون مسلم في العالم.
وتابع قائلا أننا في منظمة التعاون الاسلامي، مطلوب منا التشارك في المسؤولية، وعلينا ان نبدع في إيجاد الحلول؛ أمام هذه المخاطر المحدقة، كما علينا ان نقف جميعا كسد منيع، في وجه كل من يحاول النيل من قيم الاعتدال والوسطية في ديننا السمح الذي يعترف بالآخر ويجيره ويحميه، ولا يخرجه من نطاق التعامل الإنساني.
وبين انه قد يكون واحد من هذه الحلول السريعة والعاجلة؛ هو تبني مقترح الاشقاء في مجلس النواب العراقي بدعم مبادرة إصدار تشريع متوافق عليه، يجرم الارهاب ويتعامل معه وقائيا وعلاجيا، وليكون هذا التشريع هو القاسم المشترك بين جهودنا جميعا في مكافحة الإرهاب، على أن يُطبق بيننا كدول لها ذات الهدف في دحر المتطرفين ووأد اوساطهم وبيئاتهم.
وطالب الطراونة المجتمعين التأكيد على أن التطرف الإسرائيلي هو أساس تطور أشكال الإرهاب ومدارسه وأفكاره، فما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسكان مدينة القدس، والاعتداء المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المسجد الأقصى والقدس، ما هو إلا السبب الرئيس لهذه النتائج التي نعيشها.
وقال ان التطرف بدأ يضرب بكل الاتجاهات، وها هي الرسوم المسيئة لنبي الرحمة تذكرنا بأننا امام استحقاق خطير، هو مواجهة الفتنة بالحكمة والبصيرة، وذلك يحتم علينا حسن التصرف، وليس محاكاة بعض صنوف التطرف.وعلينا ان لا نتبع جنون بعض الغلاة فنخسر ونندم، ما يحتم علينا عقلنة تصرفاتنا وافكارنا وحسن تدابيرنا.
وتابع قائلا لقد سبق لنا في الاردن أن وحدنا جهود علماء المذاهب الإسلامية ورجال الدين المسيحي ممثلي مجالس الكنائس والطوائف، وصنعنا حاجزا منيعا للدفاع على الدين الإسلامي من شبهات الغلو والتطرف، وتم التعبير عن هذا التوافق العريض عبر رسالة عمان التي جاءت كرد فصيح على كل من يحاول إلصاق التهم بديننا، وها نحن نواصل ذات الجهد بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.
وقال ريس مجلس النواب لا نعرض الحرب على الإرهاب من منطلق الاسترخاء، بل هي حرب فيها تضحيات، وتتعرض أرواح أبنائنا في الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الجيش العربي للمخاطر، لكننا مصرين على استكمال المسيرة حتى بلوغ الاهداف، فحق الأجيال القادمة في الحياة يتطلب حتما تضحيات منا جميعا.وإننا في الأردن سنبقى ممسكين على دورنا دفاعا عن أمن وطننا ودول الجوار من حولنا، والإقليم كله.
وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد افتتح اعمال المؤتمر بكلمة نوه فيها الى الدور الذي يجب ان تلعبه برلمانات الدول الاسلامية في الضغط على حكوماتها لاتخاذ مواقف تتسق مع ما تريده الشعوب.
وقال يجب علينا طرح مختلف المشكلات التي تواجه العالم الاسلامي والتشاور بشانها مع بعضنا البعض، بالحوار والتمسك بالعقيدة الاسلامية، لافتا انه بالوحدة نستطيع التوصل لحل مشاكل الدول الاسلامية دون الحاجة للغرب للتدخل في المشاكل التي تنشأ في تلك الدول.
ونبه الى ان هناك عملية استهداف كبيرة تمارس ضد العالم الاسلامي من باكستان الى ليبيا وفلسطين والعراق وسوريا والصومال وغيرها من الدول الاسلامية.
ونوه ان منظمة المؤتمر الاسلامي هي الممثل للعالم الاسلامي ولا يمثله اولئك الذين يقتلون باسم الدين كمنظمة داعش التي لا تمت للاسلام بصلة، فالاسلام يقوم على اساس الرحمة والسلام والمحبة.
ودعا الى الوحدة والتوحد وترك الخلافات الطائفية والمذهبية والاثنية جانبا لنتمكن من تجاوز كل المشكلات والتحديات التي تواجه العالم الاسلامي ودوله وشعوبه.
وقال ان الاعتداءات على المساجد والرموز الاسلامية تشكل استفزازا لمشاعر مليار ونصف مسلم داعيا لاهمية الذهاب الى فكرة تقارب وتحالف الحضارات وليس الى تصادم الحضارات مع بعضها البعض.
واذ ادان اردوغان نشر المجلة الفرنسية صور مسيئة لسيد الخلق محمد (ص)، معتبرا ان هذا العمل لا يتعلق بالحريات وحق التعبير، ذكر بانه يتوجب على الذين يدعون لعدم المساس بالسامية ان لا يسيئوا للديانات.
واستعرض الرئيس التركي الاوضاع في الدول الاسلامية خاصة في فلسطين والعراق وسوريا وافغانستان، واوضاع الاقليات المسلمة في دول العالم، منددا بما ترتكبه قوات الاحتلال الاسرائبلي من حصار وتجويع للشعب الفلسطيني، واعتداءاتها المتكررة على المقدسات.
وكان رئيس المؤتمر السابق رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني قد سلم رئاسة المؤتمر في دورته الحالية لرئيس مجلس النواب التركي جميل تشيتشيك، حيث استعرض في كلمة مقتضية ما قامت به ايران خلال فترة رئاستها للمؤتمر، ودعا الى توحد المسلمين على كلمة سواء، وقال "كلنا مسلمين نؤمن باله واحد ونصلي باتجاه قبلة واحدة"، داعيا الى عدم العصبية بين المذاهب الاسلامية.
والقى رئيس مجلس النواب التركي كلمة بعد تسمله الرئاسة استعرض فيها التحديات التي تواجه الامة الاسلامية من ارهاب وصراعات داخلية اضافة الى ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات.
وشرع اعضاء الوفود المشاركة في اعمال المؤتمر البالغ عددهم 47 وفدا يمثلون الدولة الاسلامية بالقاء كلماتهم في المؤتمر مستعرضين ما تمر به بلدانهم ومواقفهم ازاء مجمل القضايا في المنطقة.
وشارك رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة في حفل الاستقبال الذي اقامه رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان لرؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر.
وخلال حفل الاستقبال نقل الطراونة تحيات وتقدير جلالة الملك عبد الله الثاني للرئيس التركي، الذي حمل الطراونة تحياته وتقديره لجلالة الملك.
وكان رئيس مجلس النواب قد شارك في الاجتماع التشاوري للمجموعة العربية الذي عقد عشية المؤتمر وفيه تم عرض الكثير من القضايا التي تهم المجموعة العربية، وطرح الطراونة في الاجتماع رؤية الاردن من تلك القضايا.
والتقى الطراونة على هامش اعمال المؤتمر برؤساء برلمانات كل من السعودية، وايران، والكويت والعراق والبحرين والامارات، كل على حدى، وتم خلال اللقاءات التاكيد على اهمية العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخاصة البرلمانية منها وضرورة تنسيق المواقف حيال القضايا المشتركة، وتوحيد الصف العربي والاسلامي لمواجهة القضايا التي تمر بها المنطقة وخاصة موضوع الارهاب الذي يضرب في العديد من دول التعاون الاسلامي، واهمية ان تنعكس قرارات المؤتمر ايجابا على شعوب تلك الدول.
وعلى هامش المؤتمر عقد الامناء العامون في الاتحاد اجتماعا مساء الثلاثاء، بحضور امين عام مجلس النواب حمد الغرير وامين عام مجلس الاعيان خالد اللوزي تم فيه الاتفاق على انشاء جمعية للامناء تنعقد اجتماعاتها بشكل دوري ضمن أعمال المؤتمر.
وتهدف الجمعية بحسب الغرير لتقوية التواصل بين الامناء العامين وزيادة التعاون والزيارات وتبادل الخبرات بين الجهاز الاداري التابعة للامانات العامة في مجالس اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي.
واضاف امين عام مجلس النواب انه تقرر في الاجتماع انشاء موقع الكتروني للجمعية وبنك معلوماتي للامتاء العامين، وتشكيل لجنة مصغرة لاعداد مسودة النظام الداخلي للجمعية.
وجرى انتخاب اعضاء اللجنة المصغرة لاعداد مسودة مشروع النظام الداخلي للجمعية، المشكلة من 9 اعضاء، وتم توزيع الاعضاء على مجموعات جغرافية حيث فاز امين عام مجلس النواب حمد الغرير بالانتخاب بعضوية اللجنة عن المجوعة العربية النواب اضافة الى ممثلي الامارات والمغرب.
وقدم امين عام مجلس الاعيان خالد اللوزي مقترحات حول جدول اعمال الاجتماع، وخاصة فيما يتعلق بالية عمل اللجنة ونظامها الداخلي، واليات تفعيل سبل التواصل بين الاعضاء، ولاقت تلك المقترحات تثمين من قبل المشاركين.