jo24_banner
jo24_banner

خمس ساعات لدى الصهاينة

النائب طارق خوري
جو 24 : كنت كطفل ينتظر عودة أمه و أبيه على نافذة بيته وقد وعداه أن لا يتأخرا وأن يحضرا له معهما ثياب العيد وألعاب الدنيا.

كيف لا والطريق إلى فلسطين؟

قطعنا الجزء اﻷول من الطريق بكل سلاسة وقلبي يخفق أكثر كلما اقتربت من الحبيبة فلسطين، حتى كدت أشعر أنه سيقف قبل أن أكحل عيني برؤيتها.

وﻷن اﻷحلام غير الواقع أيقظني توقف السيارة أمام وجوه بلا لون وبلا حياة لقد وصلت الى جسر الملك حسين وهنا كان جنود الصهاينة يقفون ليحمون ما سرقوه وكان معي هنا السيد عزت الفريحات موظف السفارة الاردنية في رام الله.

خمس ساعات وأنا محجوز هنا بين لصوص مدججين بالسلاح ومتسلحين بالكره والبغضاء لكل ما هو غير صهيوني.

خمس ساعات وأنا من تحقيق ﻵخر ومن موظف ﻵخر للمراقبة واﻹستفزاز.

إنهم ذاتهم داعش وهم ذاتهم من يخطفون نسرنا معاذ.. تذكرتك يا معاذ كثيرا وأنا بين هؤلاء الوحوش وتألمت عليك أكثر أنا بينهم لساعات حسبتها عمرا فكيف بك وأنت بينهم منذ أكثر من شهر أعادك الله ﻷهلك ووطنك سالما ومعززا ومكرما.

حاولوا استفزازي بشتى الطرق وربما كانوا ينتظرون أن أفقد أعصابي وأتهجم عليهم ليطلقوا النار علي بحجة الدفاع عن النفس.

خمس ساعات وأنا نائب في برلمان اﻷردن فكيف يتعاملون مع أي مواطن؟

هل اتفاقية الذل والعار تنص على اذلال المواطن اﻷردني أو الفلسطيني وتنص أيضا على تدليل الصهيوني عندما يدخل اﻷردن؟

هل اتفاقية الذل و العار تنص على أن يعامل الصهيوني أفضل معاملة بينما نعامل نحن معاملة سيئة لهذه الدرجة؟

هل تنص المعاهدة على عدم ازعاج أي صهيوني يدخل اﻷردن وتنص بالوقت ذاته على محاولة اذلال المواطن اﻷردني؟

ستقولون لا، وأجيبكم هذا ما يحدث وأقول لكم: اذا المعاهدة كلها موجودة لحماية الصهاينة ولدلالهم ورفاهيتهم بينما هي ضدنا من أكبر بند فيها إلى أصغر بند
عندما انتهينا من حجز الخمس ساعات لم أتذكر إلا الشهيد القاضي الدكتور رائد زعيتر الذي استشهد على معبر "الكرامة".

اﻵن عرفت تماما كيف قتلوه و لماذا قتلوه، لكني لم أعرف و لم أفهم كيف لم يعاقب القاتل حتى اﻵن.. اذا عرفتم أخبروني.
تابعو الأردن 24 على google news