طقوس إلكترونية في الشهر الفضيل
يجاري الفضاء الإلكتروني طقوس شهر رمضان المبارك، فانتشرت على المواقع المعروفة فيه؛ مثل "فيسبوك" و"تويتر"، عبارات التهنئة بصور وأشكال مختلفة عن تلك التقليدية التي اعتاد عليها الناس لزمن طويل.
مواقع أخرى عديدة، أطلقت حملات إلكترونية للاحتفاء بالشهر الفضيل، منها موقع "لها أون لاين"، الذي أطلق حملة بعنوان "فضائل شهر رمضان الكريم"، و"صوموا تصحوا"، إلى جانب بث فضائل الصيام وأثرها على الفرد دينيا وصحيا.
وتوسعت الصفحات بين المجموعات التي أسسها شباب من الوطن العربي تزامنا مع الشهر الفضيل؛ منها: رمضان كريم، شهر رمضان على الفيسبوك، رمضان يجمعنا على الفيسبوك، برامج مواقيت مسلسلات رمضان، وجميعها تناقش المواضيع الرمضانية وتقرب بين الطقوس والحضارات المختلفة.
وتشمل الصفحة الواحدة عدة مواضيع يشارك فيها رجال ونساء يطرحون استفساراتهم عبر الصفحة، في أجواء رمضانية مميزة، وتناقش جلها كيفية الموازنة بين العمل والعبادة وكسب الأجر.
راما (33 عاما)، وهي ربة منزلة متزوجة منذ 3 أعوام، بادرت إلى الانضمام للصفحات الرمضانية المتخصصة على "فيسبوك"، وهو الموقع الأكثر شعبية واستخداما في الأردن بين نحو 2.6 مليون مستخدم نشط مع نهاية النصف الأول من العام الحالي.
تلك الصفحات تعرِّف راما على فضائل كل يوم في رمضان؛ حيث تطرح الصفحة مواضيع مختلفة، تتم مناقشتها مع العديد من الأعضاء بهدف توسيع مداركهم بمزايا الشهر الفضيل.
وتستغل راما بقاءها في المنزل لوقت طويل قبل إعداد الطعام، للمشاركة في الصفحة، مبينة أنها تسعى إلى التعرف على عادات الشعوب العربية المختلفة في رمضان وطقوسها، إضافة إلى المشاركة بالمواضيع المتاحة والصور الجميلة والأدعية التي ينشرها الأعضاء في الأيام الفضيلة.
لكن الشاب علي العبدالله (23 عاما)، يلجأ إلى صفحات "فيسبوك" في الشهر الفضيل، لتقليص وقت الفراغ، مبينا أنه يقضي وقته بعد عودته من العمل بالجلوس على موقع التواصل الاجتماعي لمشاركة الأصدقاء مناقشاتهم بأهم الأمور الرمضانية.
نصائح كثيرة يتلقاها العبدلله من أصدقائه فيما يتعلق بالشهر الفضيل، وأخرى للترفيه بالنقاش حول أهم المسلسلات التي تعرض في رمضان. ولم يتوقع العبدالله، الذي يستخدم الفيسبوك منذ أقل من عام، أنْ يجد كل ذلك الإقبال والتفاعل الذي يصفه بالبنّاء في تواصل الشباب والأعضاء في الشهر الفضيل، وبالذات في المواضيع التي يحصل فيها خلاف في الرأي.
وتنشر صفحات فيسبوكية، أهم أحداث شهر رمضان في الأردن، ومجريات الحياة اليومية والتعليق عليها، وبالذات ما يتعلق بالأزمات الخانقة في الشوارع، وجهود مراقبي السير في محاولة للحد من تلك الأزمات، إلى جانب تناول الأخبار السياسية والاجتماعية التي لم تغب عن تلك الصفحات بين أعضاء الفيسبوك وأصدقائهم.
العشرينية تمارا، تتفاعل أيضا عبر صفحتها لمناقشة أهمِّ الأحداث التي تتضمنها المسلسلات التي تتابعها، بمشاركة الأصدقاء. وتقول: "تتباين الآراء بين مختلف الأطراف، لكنها بمجملها آراء تنم عن تواصل جميل يتيح حرية احترام مختلف الطروحات".
وتختار تمارا، يوميا، مسلسلا من قائمة المسلسلات التي تتابعها، وتعلّق مجريات ما يحدث من تفاصيل، فيشاركها الأصدقاء في آرائهم، ومنهم من يقوم بدعم كلماته بالصور والتعليقات المسلية، ما يجعلها تستمتع بوقتها حتى ساعات السحور.
وفي المقابل، أوقفت ديما (29 عاما) صفحتها مؤقتا على الفيسبوك للتفرغ للدراسة والروحانيات، مبينة أنها تقضي دوما ساعات طويلة على الإنترنت، وخوفا من أن يؤثر ذلك عليها وعلى واجباتها الدينية، علقت الحساب مؤقتا إلى حين العودة ما بعد الشهر الفضيل.
ولكنها رغم ذلك، لا ترفض جلوس الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي بما أن لديهم القدرة على التنسيق بين واجباتهم الدينية والحياتية.
الغد