الشقمان يودّع "الملكيّة" برسالة مؤثّرة
جو 24 : الكابتن أسامه شقمان وجّه رسالة وداع مؤثرة إلى زملائه في "الملكيّة الأردنيّة"، يعلن فيها انتقاله إلى عمله الجديد رئيسا للجنة التأسيسية لنقابة الطيارين الاردنيين.
وقال شقمان في رسالته: "اذ أحمل أمتعتي تاركاً الملكية الأردنية الأم الحاضنة بعد رحلة عمر طويلة، فان انتقالي للعمل في مكان آخر لا يعني بحال قطع أوصال المحبة والوصال ولا يعني إلقاء الذكريات معكم في غياهب الجب والنسيان".
وتاليا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
زملائي الأعزاء في الخطوط الجوية الملكية الاردنية،،
تحية طيبة وبعد
بين العام 1980 وكانون الثاني من العام 2015، خمسة وثلاثين عاماً، هي حصيلة مسيرتي العملية في مهنة أخذ حبها من مساحات قلبي الشيء الكبير، انتهت من حيث بدأت في رحاب الملكية الاردنية، بعد أن أمضيت بشرف زمالتكم أياماً وسنوات طوال، ستبقى تعيش بداخلي ولن تبرح ذاكرتي ما حييت، لكنها اللحظة التي لا بد منها:
نبكي على الدنيا وما من معشرٍ... جمعتهم الدنيا ولم يتفرقوا
وأنا أقلب صفحات الماضي الجميل، أشكر الله على نعمائه، بأن منّ عليّ بأخوة وزملاء وأصدقاء أمثالكم، اجتمعنا خلالها على المحبة والألفة، وكانت الملكية هي بيت العائلة الكبير الذي كنا نستظل بدفئه وحنانه، واليوم تأخذنا ذكريات الزمن الجميل الى تلك البدايات وكيف صنعت الارادة والعزيمة من الملكية، اسماً عالمياً كبرنا به وكبر بنا، فما كان هاجسنا دوماً سوى رضى الله ورضى الضمير وإعلاء شأن هذه المؤسسة التي أعطتنا الكثير، وسيبقى ما تحقق للملكية الأردنية مدعاة فخر واعتزاز لكل أردني بالنسور البواسل الذين حملوا الأردن على أجنحتهم مدججين بالإرادة والقوة والإيمان، وإنني لأجزم أنه لولا هذه السواعد لما كان للشركة أن تدخل ميدان التنافسية العالمية وتحقق الرقم سبعة في الأمان.
واليوم، اذ أحمل أمتعتي تاركاً الملكية الأردنية الأم الحاضنة بعد رحلة عمر طويلة، فان انتقالي للعمل في مكان آخر، و من خلال موقعي الجديد (رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الطيارين الاردنيين) فان ذلك لا يعني بحال قطع أوصال المحبة والوصال ولا يعني إلقاء الذكريات معكم في غياهب الجب والنسيان، وكيف لي نسيانكم والنسيان يعداكم، وأنتم الأحبة وأنتم الموئل وأنتم الأعزاء الذين استوطنت محبتكم كلّ ما في، وسوف تكونوا دائما أصحاب المكانة عالية، والمحبة الخالصة ما حييت.
لقد منّ الله عليّ، بأن أنزلني في قلوب أحبتي منزلة قوامها الصدق والاحترام، وهو ما أعتبره اليوم وسام عز وقلادة شرف أثمن عندي من كل شيء، فذلك التقدير من كل واحد منكم لي هو الثروة التي لا تعادلها ثروة والغنى الذي لا يوازيه غنى، وان كان لي من نصيحة الى أخوتي وأحبتي الذين يقودون هذه المؤسسة اليوم هو أن يسعى كلاً منهم لكسب هذه القيمة النبيلة، المحبة والاحترام ولا شيء سواهما.
زملائي الأعزاء:
لقد أتيحت لي الفرصة خلال المسار الوظيفي في الشركة والتي بدأت من مهندس طيار ومساعد طيار الى كابتن و مدرب وفاحص والى تسلمي مسؤولية ادارة العمليات الجوية في الشركة الحاملة لشعار التاج الملكي، وهي آخر مسؤولية شغلتها الى التعرف على تحولات وتحديات التي رافقت عملية ادارة الشركة فكان منا ان يسرنا بعضها ونفرنا من بعضها الآخر، لقناعتنا الشخصية ان الحياة بحد ذاتها جامعة يتعلم منها الجميع وصاحب الحظ السعيد هو من يكسب منها العلاقات الطيبة والمحبة والأُلفة ممن عمل معهم بعيدا عن الأحقاد.
ان ما قدمته خلال عملي لمواقع مسؤولية مختلفة في الشركة ما كان إلا نتاج تعليمات وضعت من قبل الجهات المسؤولة وما كان موقفي وموقفكم منا إلا الالتزام بها وتطبيقها والعمل بموجبها والتي حفظت لمهنة الطيار شرفها، وبأدراكي لهذا أخذت من الاستقامة والصدق والقوة والأمانة والحِلم والحزم والانضباط والتسامح منهجاً رئيسياً في طريقه عملي، فالاستقامة والأمانة تمليان علينا أن الرقيب الحقيقي على السلوك – بعد الله تعالى- هو الضمير اليقظ والحس الناقد اللذان لا ترقى إلى مستواهما أية رقابة، يضاف إليها اجتهادات ذاتية راكمتها الخبرات السابقة.. فإن أحسنت فمن الله بعونه وقدرته.. وإن أسأت فمن نفسي، وصدق الحبيب محمد عليه السلام" لكل مجتهد نصيب، ان أصاب له أجران، وان أخطأ فله أجرٌ واحد".
وأخيراً أرجو أن تتقبلوا مني فائق الاحترام والمحبة، والمعذرة من كل واحد منكم ان بدر منا لا قدر الله وعن غير قصد، ما أساء الى أي منكم أيها الأخوة الأعزاء
عن سيدنا علي رضي الله عنه وكرم وجهه:
عليك بأخوان الصفاء فإنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور -
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم
كابتن أسامه شقمان
وقال شقمان في رسالته: "اذ أحمل أمتعتي تاركاً الملكية الأردنية الأم الحاضنة بعد رحلة عمر طويلة، فان انتقالي للعمل في مكان آخر لا يعني بحال قطع أوصال المحبة والوصال ولا يعني إلقاء الذكريات معكم في غياهب الجب والنسيان".
وتاليا نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
زملائي الأعزاء في الخطوط الجوية الملكية الاردنية،،
تحية طيبة وبعد
بين العام 1980 وكانون الثاني من العام 2015، خمسة وثلاثين عاماً، هي حصيلة مسيرتي العملية في مهنة أخذ حبها من مساحات قلبي الشيء الكبير، انتهت من حيث بدأت في رحاب الملكية الاردنية، بعد أن أمضيت بشرف زمالتكم أياماً وسنوات طوال، ستبقى تعيش بداخلي ولن تبرح ذاكرتي ما حييت، لكنها اللحظة التي لا بد منها:
نبكي على الدنيا وما من معشرٍ... جمعتهم الدنيا ولم يتفرقوا
وأنا أقلب صفحات الماضي الجميل، أشكر الله على نعمائه، بأن منّ عليّ بأخوة وزملاء وأصدقاء أمثالكم، اجتمعنا خلالها على المحبة والألفة، وكانت الملكية هي بيت العائلة الكبير الذي كنا نستظل بدفئه وحنانه، واليوم تأخذنا ذكريات الزمن الجميل الى تلك البدايات وكيف صنعت الارادة والعزيمة من الملكية، اسماً عالمياً كبرنا به وكبر بنا، فما كان هاجسنا دوماً سوى رضى الله ورضى الضمير وإعلاء شأن هذه المؤسسة التي أعطتنا الكثير، وسيبقى ما تحقق للملكية الأردنية مدعاة فخر واعتزاز لكل أردني بالنسور البواسل الذين حملوا الأردن على أجنحتهم مدججين بالإرادة والقوة والإيمان، وإنني لأجزم أنه لولا هذه السواعد لما كان للشركة أن تدخل ميدان التنافسية العالمية وتحقق الرقم سبعة في الأمان.
واليوم، اذ أحمل أمتعتي تاركاً الملكية الأردنية الأم الحاضنة بعد رحلة عمر طويلة، فان انتقالي للعمل في مكان آخر، و من خلال موقعي الجديد (رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الطيارين الاردنيين) فان ذلك لا يعني بحال قطع أوصال المحبة والوصال ولا يعني إلقاء الذكريات معكم في غياهب الجب والنسيان، وكيف لي نسيانكم والنسيان يعداكم، وأنتم الأحبة وأنتم الموئل وأنتم الأعزاء الذين استوطنت محبتكم كلّ ما في، وسوف تكونوا دائما أصحاب المكانة عالية، والمحبة الخالصة ما حييت.
لقد منّ الله عليّ، بأن أنزلني في قلوب أحبتي منزلة قوامها الصدق والاحترام، وهو ما أعتبره اليوم وسام عز وقلادة شرف أثمن عندي من كل شيء، فذلك التقدير من كل واحد منكم لي هو الثروة التي لا تعادلها ثروة والغنى الذي لا يوازيه غنى، وان كان لي من نصيحة الى أخوتي وأحبتي الذين يقودون هذه المؤسسة اليوم هو أن يسعى كلاً منهم لكسب هذه القيمة النبيلة، المحبة والاحترام ولا شيء سواهما.
زملائي الأعزاء:
لقد أتيحت لي الفرصة خلال المسار الوظيفي في الشركة والتي بدأت من مهندس طيار ومساعد طيار الى كابتن و مدرب وفاحص والى تسلمي مسؤولية ادارة العمليات الجوية في الشركة الحاملة لشعار التاج الملكي، وهي آخر مسؤولية شغلتها الى التعرف على تحولات وتحديات التي رافقت عملية ادارة الشركة فكان منا ان يسرنا بعضها ونفرنا من بعضها الآخر، لقناعتنا الشخصية ان الحياة بحد ذاتها جامعة يتعلم منها الجميع وصاحب الحظ السعيد هو من يكسب منها العلاقات الطيبة والمحبة والأُلفة ممن عمل معهم بعيدا عن الأحقاد.
ان ما قدمته خلال عملي لمواقع مسؤولية مختلفة في الشركة ما كان إلا نتاج تعليمات وضعت من قبل الجهات المسؤولة وما كان موقفي وموقفكم منا إلا الالتزام بها وتطبيقها والعمل بموجبها والتي حفظت لمهنة الطيار شرفها، وبأدراكي لهذا أخذت من الاستقامة والصدق والقوة والأمانة والحِلم والحزم والانضباط والتسامح منهجاً رئيسياً في طريقه عملي، فالاستقامة والأمانة تمليان علينا أن الرقيب الحقيقي على السلوك – بعد الله تعالى- هو الضمير اليقظ والحس الناقد اللذان لا ترقى إلى مستواهما أية رقابة، يضاف إليها اجتهادات ذاتية راكمتها الخبرات السابقة.. فإن أحسنت فمن الله بعونه وقدرته.. وإن أسأت فمن نفسي، وصدق الحبيب محمد عليه السلام" لكل مجتهد نصيب، ان أصاب له أجران، وان أخطأ فله أجرٌ واحد".
وأخيراً أرجو أن تتقبلوا مني فائق الاحترام والمحبة، والمعذرة من كل واحد منكم ان بدر منا لا قدر الله وعن غير قصد، ما أساء الى أي منكم أيها الأخوة الأعزاء
عن سيدنا علي رضي الله عنه وكرم وجهه:
عليك بأخوان الصفاء فإنهم ... عماد إذا استنجدتهم وظهور -
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوكم
كابتن أسامه شقمان