jo24_banner
jo24_banner

بان كي مون: النزاع في سورية تحول لحرب بالوكالة

بان كي مون: النزاع في سورية تحول لحرب بالوكالة
جو 24 :

أقرّت الجمعية العامة للامم المتحدة بأغلبية واسعة الجمعة مشروع قرار بخصوص سوريا طرحته الجامعة العربية يدين استخدام الحكومة السورية الأسلحة الثقيلة وينتقد عجز مجلس الأمن عن التحرك في إطار الأزمة الجارية في البلاد.

وصاغت السعودية مشروع القرار الذي نال تأييدا واسعا من الدول العربية والغربية وتم إقراره بموجب 133 صوتا مقابل 13 صوتا رافضا وامتناع 33 بلدا عن التصويت من أصل 193 بلدا اعضاء في المنظمة الدولية.

وغداة استقالة المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان انتقد القرار "عجز مجلس الأمن عن الاتفاق على إجراءات تلزم السلطات السورية باحترام قراراته". وبرر انان استقالته بغياب دعم الدول الكبرى لمهمته.

ومنذ اندلاع الازمة السورية في اذار/مارس 2011 عرقلت روسيا والصين جميع المحاولات الغربية في مجلس الامن الدولي للضغط على النظام السوري عبر تهديده بعقوبات.

وقرار الجمعية العامة رمزي بشكل اساسي نظرا الى انه لا يمكنها إصدار اكثر من توصيات على عكس قرارات مجلس الامن الدولي الملزمة.

من جهة أخرى، اعتبر امين عام الامم المتحدة بان كي مون الجمعة ان النزاع في سوريا تحول الى "حرب بالوكالة مع لاعبين اقليميين ودوليين يسلحون طرفا او آخر"، داعيا الدول الكبرى الى تجاوز "خلافاتها" والتوصل الى "هامش توافق" لايجاد حل ينهي النزاع الدامي.

واكد ان في افتتاح جلسة للجمعية العامة للامم المتحدة لمناقشة قرار حول سوريا ان النزاع السوري اكد التوقعات "الفظيعة" التي اعرب عنها خبراء قبل 18 شهرا وتفيد بأنه سيتحول الى "حرب بالوكالة، مع لاعبين اقليميين ودوليين يسلحون طرفا او آخر".

واوضح ان هؤلاء الخبراء اعتبروا انه ان ردّت الحكومة السورية على التظاهرات السلمية بالقمع العنيف فالنتيجة ستكون "التشدد والتطرف والارهاب"، الى جانب "حرب بالوكالة".
الامم المتحدة بان كي مون

ولم يحدد بان من يقصد باللاعبين في هذه "الحرب بالوكالة".

وقال انه بات يخشى "الاحتمال المؤسف لحرب اهلية على المدى الطويل".

وتابع "الان بعد تفاقم الوضع الميداني ينبغي تغليب المصالح الفورية للشعب السوري على الخلافات او الصراعات من اجل النفوذ".

واعرب عن اسفه حيال "الانقسامات التي شلت عمل المجلس" بخصوص سوريا، في اشارة الى استخدام روسيا والصين حق النقض ثلاث مرات لمنع صدور مشاريع قرارات غربية تدين دمشق.

وختم بالقول ان "الازمة في سوريا هي تجربة" للامم المتحدة "ينبغي الا تفشل". وتابع "اريد ان نظهر جميعا للشعب السوري وللعالم اننا حفظنا دروس سربرينيتسا" حيث قتلت قوات صرب البوسنة الاف المسلمين في تموز/يوليو 1995. ولم تتدخل قوة هولندية صغيرة تابعة للقبعات الزرقاء لمنع المجزرة بسبب قلة عديدها وتسليحها.

وزار بان البلقان مؤخرا وتوقف في موقع المجزرة.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة ان روسيا "قلقة جدا من التطور الخطير" للوضع في سوريا.

وقالت الوزارة في بيان ان "موسكو قلقة جدا من التطور الخطير للوضع في سوريا واستمرار اعمال العنف والاستفزازات الرامية الى توسيع حجم النزاع ووحشيته" في سوريا، مؤكدة ان "معاناة المدنيين السوريين تزداد باستمرار".

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان "فرنسا ترحب بتبني قرار في الجمعية العامة للامم المتحدة حول سوريا"، وذلك بعيد التصويت على قرار ينتقد عجز مجلس الامن الدولي عن ممارسة ضغط على دمشق.

واضاف فابيوس في بيان ان "هذا القرار، الذي استنفرت من اجله فرنسا بقوة، يجدد تأكيد عزم المجتمع الدولي على ايجاد سبيل لانهاء الازمة في سوريا في شكل ذي صدقية".

واعتبر انه مع هذا القرار، "فان المجتمع الدولي يدين الانتهاكات الكبيرة والمنهجية لحقوق الانسان في سوريا واستخدام النظام لاسلحة حربية ضد شعبه".

وأشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة ب"الرسالة الواضحة" التي وجهها قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الى النظام السوري، داعيا اعضاء مجلس الامن الى التحرك لوقف النزاع في سوريا.

وقال هيغ في بيان ان "هذا القرار الذي قدمته السعودية وايدته الجامعة العربية يوجه رسالة واضحة مفادها ان العالم موحد لادانة انتهاكات حقوق الانسان المنهجية من جانب النظام السوري ولمحاسبته".

واضاف الوزير "ما دام النزاع في سوريا متواصلا فان الضغط الدولي سيتصاعد".

واكد هيغ ان "هذا القرار يعبر بوضوح عن الحاجة الى حل سياسي، ينبغي ممارسة ضغط دولي كثيف على النظام لاجباره على التحرك اولا وعلى (بشار) الاسد ان يتنحى".

وتابع "سنضاعف جهودنا في الاسابيع المقبلة لوضع حد لاعمال العنف وفق هذه القاعدة وندعو جميع اعضاء مجلس الامن الى تلبية نداء التحرك الذي تضمنه هذا القرار".

وقال هيغ ايضا ان "المجتمع الدولي يطلب ان يقوم النظام السوري بالخطوة الاولى لوضع حد لاعمال العنف المتصاعدة ويدعو جميع الاطراف الى تطبيق خطة الانتقال السياسي للامم المتحدة والجامعة العربية".

الى ذلك، اعتبر السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان القرار الذي تبنته الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة يشكل "دعما صارخا للمعارضة السورية المسلحة" بذريعة انسانية.

وقال تشوركين "خلف واجهة الخطاب الانساني ثمة دعم صارخ للمعارضة السورية المسلحة" من جانب دول "تسلح وتمول" هذه المعارضة وتقدم اليها "مرتزقة".

واضاف "ليست صدفة ان تكون هذه الدول نفسها المروج الاكبر لهذا القرار"، في اشارة ضمنية الى دول الخليج وفي مقدمها السعودية.

ورفض تشوركين فرضية ان يكون الفيتو الروسي والصيني قد ادى الى شل عمل مجلس الامن، مؤكدا ان المجلس "كان يتوصل الى تفاهم حين كان يبحث قرارات متوازنة ومتوافقا عليها سياسيا".

واعتبر ان القرار "يقلص فرص التوصل الى تسوية سياسية" يقودها السوريون انفسهم و"يفاقم المواجهة" في هذا البلد.

وكان تشوركين صرح في وقت سابق لوسائل الاعلام الروسية ان هذا القرار لا ينطوي على "معنى عملاني" وليس سوى "محاولة اضافية لممارسة ضغط سياسي ودعائي على سوريا".

بدوره، رأى مساعد السفير الصيني وانغ مين ان "ممارسة ضغوط على معسكر واحد لا يمكن ان تساعد في حل" النزاع في سوريا.

واضاف "على العكس، هذا الامر سيعرقل التسوية السياسية للازمة وسيؤدي الى تصعيد وسيجر دولا اخرى في المنطقة" الى هذه الازمة.

نائب رئيس الوزراء السوري: رحيل الاسد لن يحل الازمة

أكد نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل الجمعة في موسكو ان رحيل الرئيس السوري بشار الاسد لن يحل الازمة في سوريا.

وقال جميل خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الروسية "لنفرض انه ستكون هناك استقالة، ماذا بعد؟ فالاطراف لا تستطيع الاتفاق حتى حول بدء حوار والجلوس الى طاولة المفاوضات"، مضيفا انه ينبغي فتح حوار لحل الازمة سياسيا، مشيرا الى انه في حال رحل الاسد فلن يكون طرف يمكن التفاوض معه.

واتهم جميل الولايات المتحدة التي تصر على رحيل الاسد على غرار ما تفعل المعارضة السورية "بالنفاق".

وقال "الغرب لديه موقف منافق، اذ انه لا يساهم في إنشاء شروط للحوار، ولا يرغب في أن يكون هناك سلام، بل يريد استمرار نزيف الدم".

سيدا: قرار الامم المتحدة يؤكد ان النظام فقد شرعيته

اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا ان القرار الذي اقرته الجمعية العامة للامم المتحدة حول سوريا الجمعة يؤكد ان النظام السوري "فقد شرعيته".

وقال سيدا في مؤتمر صحافي في اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق ان القرار الذي يدين استخدام الحكومة السورية الاسلحة الثقيلة وينتقد عجز مجلس الامن "يؤكد ان هذا النظام قد فقد شرعيته ولم يعد المجتمع الدولي يؤمن بشرعيته".

ورأى سيدا الذي اجرى خلال الايام الماضية محادثات مع قيادات كردية سورية في اربيل حضرها ايضا وزير خارجية تركيا احمد داود اوغلو ان "مجلس الامن (...) ما زال اسير الفيتو الروسي".

ويسعى النظام السوري للتوصل الى وسيلة لتجاوز نتائج العقوبات الغربية ويعتمد على الدعم الاقتصادي الروسي حيث يتفاوض البلدان حاليا على قرض مالي، بحسب جميل الذي لم يحدد قيمة القرض الذي طلبته دمشق من موسكو.

واتفقت موسكو ودمشق على تسليم شحنات من الغاز والمازوت الروسي الى سوريا، كما اضاف نائب رئيس الوزراء السوري.

واكد المسؤول السوري ان روسيا تكفلت مساعدة سوريا اقتصاديا وان بلاده ستبذل كل ما يمكنها لتجاوز الازمة.(الفرنسية)

تابعو الأردن 24 على google news