الفايز تردّ على بيان البرلمان
أعربت النائب هند الفايز عن تفاجئها من صدور بيان عن مجلس النواب موقعا باسم رئيس المجلس، يتعرض لحديث الفايز الصحفي لوسائل الإعلام.
وقالت الفايز: "انني في الوقت الذي ادين فيه هذا التصريح ومن يقف خلفه فانني أؤكد على ان مجلس النواب لم يستمع لرأيي حول هذا الموضوع، وكان من المفترض ان ادلي بموقفي تحت القبة في جلسة يوم الثلاثاء".
وأضافت: انني في الوقت الذي اؤكد فيه على اهمية ان يكون لنا موقف وطني موحد في قضية الطيار الرهينة، يعزز موقفنا التفاوضي لتحرير طيارنا، فانه في الوقت نفسه يجب ان يكون لنا أيضا موقف وطني موحدا، رافض لأي ضغوطات تمارس على الاردن من منطلق عدم التفاوض مع الارهابيين، والمتمثل في موقف الامريكي الذي برز مؤخراً، وكذلك ان يكون لنا نفس الموقف الموحد في رفض انجرار الاردن لاي تدخل جديد في الحرب الدائرة في سوريا، ورفض اي ضغوطات تمارس علينا مهما كان مصدرها.
وتابعت الفايز: وفيما يلي موقفي الواضح من قضية الطيار الرهينة وتطوراتها. ...
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمنِ الرَّحيمِ
لقدْ تناولتُ في أكثرِ من تصريحٍ في الفترةِ الماضيةِ موضوعَ طيارِنا الأُردنيّ الرهينةِ لدى التنظيمِ الإرهابيِّ المعروفِ بداعش, وقدْ حذرتُ بوضوحٍ من أبعادِ وخطورةِ هذهِ القضيةِ التي تشغلُ بالَ جميعِ الأردنيين, فجميعنا يعلمُ ما تمرُّ بهِ منطقتنا من واقعٍ تقسيميٍّ جديدٍ يهددُ مستقبلها, ونعلمُ جميعُنا أنّ وطنَنا الأُردنُّ الذي صمدَ رغمَ كلِّ الضغوطاتِ معرضٌ لتهديدٍ أكبرَ وأنَّ جيشنا العربيُّ هوَ المؤسسةُ الوحيدةُ والأهمُ القادرةُ على حمايةِ كياننا الوطنيّ, ونعلمُ جميعنا خطورةَ استهدافِها أو النيلِ منها -لا سمحَ الله- ولنْ أذيعَ سراً إذا قلتُ أنَّ الكثيرينَ تناولوا قضيةَ إسقاطِ الطائرةِ وأنَها لمْ تكنْ بمحضِ الصدفةِ وهيَ استكمالٌ لمخططٍ اقليميٍّ يهدفُ لخلطِ الأوراقِ وإلى مزيدٍ منَ الضغطِ على الأردنِّ لتهيئتِهِ للقيامِ بدورٍ أكبرَ وتدخلٍ مباشرٍ في الشأنِ السوريِّ.
وأما بيانُ الجيشِ العربيِّ الأولِ حولَ إسقاطِ الطائرةِ ورسالتهِ الواضحةِ لمنْ يقفُ خلفَ داعش إلّا دليلٌ واضحٌ وإدراكٌ منْ قيادةِ الجيشِ لهذا الخطرْ, وموقفي واضحٌ منْ أنَّ حكمةِ الملكِ القائدِ الأعلى للقواتِ المسلحةِ وبُعد نظرةٍ لنْ تسمحَ بتمريرِ مثلَ هذا المخططِ.
السادة النواب الأفاضل؛
تعلمون أن الدخول في التحالف الذي أعلنته أمريكا وحلفائها لم يكن لنا أي دور أو رأي فيه كمجلس نواب لا من قريب ولا من بعيد, ولا يمكننا أن نسلم كنواب أمة ووطن أن راعية الإرهاب والإجرام الأولى في العالم ستعمل على مكافحة الإرهاب واجتثاثه.
إن مكافحة الإرهاب والفكر التكفيري ..نعم هي حربنا نحن.. ولكن كيف!!!
هذا هو السؤال الذي لم نجب عليه إلى الآن, فكيف يا سادة تريدون أن نذهب إلى حرب عسكرية مباشرة نعرض فيها وطننا وجيشنا للخطر ونحن بين صفوفنا دعاة فكر الإجرام والتكفير ولا يوجد لدينا استراتيجية وطنية واضحة الأبعاد والمعالم لمحاربة هذا الفكر ودعاته, إن حرب امريكا وحلفائها لا ناقة لنا فيها ولا جمل وجيشنا العربي وُجِدَ وسار على عقيدة الدفاع عن الوطن من خطر مباشر يهدد كياننا, وهذا الخطر جاثم على حدودنا الغربية ممثلا بالكيان الصهيوني الذي يسعى إلى تفتيت وطننا العربي وما الحرب الطائفية والاثنية وما يجري على الساحة في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر ما هو إلا صنيعة هذا الكيان الصهيوني الذي يعمل جاهدا من أجل تعميق هذا الشرخ المذهبي لتفتيت وطننا إلى دويلات والسيطرة على ثروته.
إن جبهتنا الداخلية متمكنة وعصية على الإختراق أمام أي خطر خارجي مهما كان , والشعب الأردني بكل فئاته لن يتأخر يوما في الدفاع عن وطنه, برغم ما تعرض له هذا الشعب من تغول على لقمة عيشه نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة والحالية في التغاضي عن محاسبة الجناة الذين استنزفوا موارد هذا الوطن, وها هم يصولون ويجولون بملايينهم , ومواطننا يغرق في دين ليس مسؤولا عنه, فلنحاسب الفاسدين ولنعيد ثقة المواطن بمؤسسات دولتنا لتمكين جبهتنا الداخلية لتكون أقوى وعصية على أي اختراق.
فلنلتف قيادة وشعب ومؤسسات دولة حول الراية الأردنية التي تجمعنا بعيدا عن التربص وإثارة الفتن من أجل الأردن الرئة التي نتنفس كلنا من خلالها