jo24_banner
jo24_banner

البقاء لله وللوطن

النائب طارق خوري
جو 24 : ما زلت ﻻ أصدق و ما زلت ﻻ أفهم كيف يمكن ﻹنسان كان جنينا ثم بدأ يحبو و كبر و هو يضحك و يقبل يد أبويه وأن يتحول لقاتل ﻻ تسعفني مفردات العالم كله بوصفه؟

كيف ﻹنسان أن يكون أسوء من حيوان مفترس لحظة جوعه و عطشه؟
البقاء لله و للوطن
فمعاذ خسارتنا كلنا و خسارة كل شريف، لكن ما يعزينا أننا نعجز عن ابتكار كلمة تناسب عريس الشهداء
العريس الشهيد الذي حرق قلوب قاتليه بشموخ جسده و استقباله للموت كعاشق له
اﻵن معاذ يجمعنا و روح معاذ توحدنا لنبحث و نفكر كيف سننتقم لمعاذ و كيف نحمي وطننا من خسارات ﻻ تعوض مهما كان اﻹنتقام
لنبحث عن المستفيد مما جرى و يجري في منطقتنا سنرى أن عدونا الصهيوني هو المستفيد الوحيد و سنرى أن داعش و النصرة و القاعدة هم جنود لصالح الكيان الصهيوني و هم ارتكبوا جرائمهم الكثيرة في كل أصقاع اﻷرض ما عدا فلسطين المحتلة
و اذا دققنا أكثر سنعرف أن جريمة قتل معاذ هي نسخة مصورة من جريمة قتل الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير من خطف و تعذيب و حرق ثم قتل
(فابتكار )أسلوب القتل هو صهيوني مئة بالمئة و تنفيذه بأيدي صهيونية مئة بالمئة
اليوم علينا أن نعيد ترتيب أوراقنا و معرفة الصديق من العدو
الصهاينة لن يكونوا أصدقاء و أميركا تبيع اﻷردن و العرب كلهم من أجل ربيبتها الصهيونية و هذا كلنا نعرفه تمام المعرفة
و لكن ماذا عن تركيا التي يدافع عنها البعض ؟
تركيا التي هي مقر و ممر لداعش من كل أنحاء العالم ،تركيا التي هدمت داعش كل المقامات بحجة الشرك بالله لكنها لم تقترب من مقام سلطان عثماني على اﻷراضي السورية ﻷنه من سلالة أحد سلاطين العثمانيين
و تركيا التي أعادت داعش مجموعة كبيرة من مخطوفيها اﻷتراك بعناية فائقة.
بل و أعادتهم مع هدايا كثيرة
تركيا كان باستطاعتها أن تمنع هذه الجريمة بكلمة واحدة
معاذ ابننا و ابن كل شريف و ابن كل من يحارب الظلم لكنه ليس ابن أميركا راعية الظلم و مشجعته
علينا أن نحارب داعش هنا أولا فإطفاء حريق البيت و من في البيت من سكان أولى من محاربتها بعيدا
و محاربة فكر داعش بمحاربة من يتحدث بطائفية و إعدام الفقر و التخلف هو إعدام لمسببات انتشار داعش و النصرة و القاعدة
و صمتنا عن قتل الشهيد رائد زعيتر على يد الصهيوني يشجع المتصهينين على اﻹعتداء علينا
رائد زعيتر و معاذ الكساسبة قتلتهما يد واحدة و عدو واحد
فاﻷول عدلنا و الثاني جيشنا و اﻹثنان كرامتنا و عزتنا و علينا معاقبة القتلة و حماية المجتمع من تغلغل أفكار القتلة.
رحمك رب الرحمة يا معاذ و إن كانت روحك تسمعنا قل لمشهور حديثة الجازي و لفراس العجلوني و لكل الشهداء والابطال أن دمهم و دمك لن يضيع و أن حقك و حقهم سيعود طالما هناك من يطالب به
يا معاذ قل للشهيد زعيتر أن من قتله هو من قتلك و لكنه بدل القناع فقط
ﻷهلك الصبر و العزاء
و للوطن العمل و الدعاء أن نتخلص من مشوهي الدين و تجاره
و اﻹسلام براء من إسلام قاتليك و اﻹسلام براء من جرائمهم الصهيونية
رحمك الله يا نسرنا معاذ ،و تذكروا أن النسر يموت واقفا.

طارق سامي خوري.
تابعو الأردن 24 على google news