بايرن ميونخ والسقوط .. أسباب وتفاؤل وتشاؤم
جو 24 : تعثر بايرن ميونخ من جديد، سقط في فخ التعادل أمام شالكه، وعانى من ظروف صعبة خلال اللقاء، ليخسر نقطته الخامسة في ظرف أيام فقط، ولكن فولفسبورج لم يستغل السقوط الثاني بعد أن كان سبب الأول، فاستمر الفارق 8 نقاط بينه وبين المتصدر البافاري.
وقضية دخول فريق بحجم بايرن ميونخ إلى أزمة، تجعل من الجمهور يشك بما يحدث معه، تحتاج لتدقيق وتفصيل للوصول إلى أفكار واضحة تتعلق فيها، ونستعرضها معكم في هذا التقرير.
كثرة الخطط .. تعقد الحسابات
لا يعاني بايرن ميونخ هجومياً في العادة، فهو قادر دوماً على هز الشباك وخلق الفرص، وازدادت هذه الحالة مع وصول مدرب يؤمن بكرة القدم في اتجاه واحد مثل بيب جوارديولا، لكن الحسابات تتعقد مع وجود مشاكل دفاعية.
وصف زلاتان إبراهيموفتش مدربه السابق بيب جوارديولا بالفيلسوف، ويبدو أن الأخير يريد تأكيد ذلك مع بايرن ميونخ، فكثرة تغيير أشكال اللعب بين 3-4-3 إلى 4-3-3 ثم 4-2-3-1 و4-1-4-1 يجعل الفريق غير قادر على أخذ شكل ثابت خصوصاً فيما يتعلق بالدفاع.
فالأفراد في بايرن ميونخ قادرون على التعامل مع كل الظروف في المنطقة الأمامية، فموهبة آرين روبن وجوتزه وريبيري قادرة على اختراق الدفاعات، لكن الدفاع يحتاج للتنظيم والعمل الجماعي، وهو الأمر الذي لم يستطيع بايرن ميونخ الوصول إلى ذروته حتى الآن بسبب عدم وجود شكل ثابت ونتيجة الأدوار المتغيرة.
تشابي الونسو .. تذبذب مدريد
تشابي الونسو قنبلة موقوتة، فعندما يكون في يومه يدفع المدربين إلى الاعتماد عليه، ويبنون الخطة حوله، ولكن مشكلته التي عرفها المدريديون كانت "التذبذب"، فهو مايسترو أنيق يؤمن الدفاع، لكنه يهبط بشكل مفاجىء، ولأن الفريق يعتاد عليه يكون الهبوط جماعياً.
الموسم الماضي لريال مدريد بدأ بشكل سيء دفاعياً، حتى عاد تشابي الونسو من الإصابة، فتطور دفاع الفريق الملكي، واستطاع تقديم مباريات مميزة، لكن فجأة انخفض مستواه، فكان أحد أسباب الخسارة أمام برشلونة 3-4 في الكلاسيكو، ولعب مباراة سيئة أمام بروسيا دورتموند في دور الثمانية خلال لقاء العودة أخفاها الأداء الكارثي يومها من ايارامندي ودي ماريا، وهذا أمر طبيعي للاعب بعمره المتقدم.
مسألة الونسو دائما ما تكون مؤقتة، فاللاعب يعود لمستواه لامتلاكه قوة ذهنية فائقة، وبالتالي فإن اختلال التوازن الحالي من المتوقع أن يختفي بعد أسابيع.
بايرن ميونخ بلا عقل .. وإصابات المدافعين
يفتقد بايرن ميونخ مع استكمال الموسم لخدمات كل من فيليب لام وفرانك ريبيري، القائد غاب في أواخر نوفمبر وخضع لعملية جراحية في الكاحل ستبعده حتى نهاية الشهر الحالي، في حين أن فرانك ريبيري سيغيب لمدة أسبوعين بعد إصابته قبيل مواجهة فولفسبورج.
غياب لام وريبيري يعني أن الفريق يفتقر لأذكى لاعبيه، وهما القادران على فرض الشخصية في الملعب وإدارة الأزمات التي قد تنشأ أمام الخصوم، وكأننا نقول أن الفريق يلعب الآن بعضلاته ومهاراته من دون عقله المدبر مما يسهل عملية خداعه ومباغتته.
غياب خافي مارتينيز كان منذ بداية الموسم، واستطاع الفريق التعامل معه بالتعاقد مع مهدي بن عطية وتشابي الونسو، والدفع بفيليب لام إلى خط الوسط، ومع هذه الغيابات باتت تظهر عدم ملائمة مواصفات دانتي وجيروم بواتينج لمتطلبات العمل في نظام جوارديولا.
أما الغياب الذي أثر هجومياً ودفاعياً على بايرن ميونخ، فهو إصابة رافينيا قبل مباراة فولفسبورج، فرودي كان الأسوأ على الإطلاق في مواجهة السقوط 1-4، في حين نجح الشاب ميتشيل فيزر بتقديم صورة أفضل أمام شالكه، وإن تم استبداله.
بايرن ميونخ يفتقد حالياً لأربعة لاعبين من الوزن الثقيل الذي اعتاد الاعتماد عليهم، بالإضافة إلى الغائب ثياجو الكانتارا، وبالتالي فإن بيب جوارديولا يتمنى نهاية شهر فبراير الذي كان في الماضي سيئاً عليه مع برشلونة أيضاً، ويستعيد هذه الكتيبة القادرة على تصحيح الأوضاع.
شفانيستايجر لم يعد نمراً مع جوارديولا
لا يخفى على أحد أن بيب جوارديولا لم يكن يفضل باستيان شفاينستايجر كلاعب خط وسط، ودخل منذ وصوله في أزمة مع وسائل الإعلام والألمان عندما أظهر بوادر إجلاسه احتياطياً، وهو أمر تدخل فيه المدير الرياضي ماتيوس زامر وقال "ليس هناك عاقل يفكر بالاستغناء باستيان".
ومنذ عودة شفاينستايجر لم يظهر بالشكل المطلوب والمتوقع منه، فالثنائية مع تشابي الونسو لم تعمل بشكل جيد، والمساحات باتت أكبر من ذي قبل في خط الوسط، وهناك ما يمكن وصفه بـ "نشاز" العزف في إيقاع اللعب فيما بينهما.
اللاعبان يمتازان بجودة عالية، لكن الأداء فيما بينهما لا يبدو كما كان الحال عندما لعب فيليب لام بجانب المايسترو الإسباني، وكأن جوارديولا أمام خيار التضحية بأحدهما إن لم يجد حلا.
تفاؤل وتشاؤم .. والزمن يحكم
جماهير بايرن ميونخ انقسموا إلى شقين؛ قسم تفاءل بما يحدث، وقالوا إن الخسائر جاءت في بطولة محسومة نظرياً بسبب الفارق الكبير، وأنه من الجيد أن يحصل الآن ويضيق الفارق، حتى لا تحسم البطولة بشكل رسمي ومبكر كما حصل الموسم الماضي، الأمر الذي أثر في النهاية على تركيز لاعبي بايرن ميونخ.
"التعلم مجاناً"، هذا هو الوصف الذي يمكن وضعه لما يحدث مع بايرن ميونخ، فرغم ضياع 5 نقاط في بضعة أيام، فما زال الفارق 8 نقاط مع فولفسبورج، والفريق وقف على بعض عيوبه ويستطيع العمل عليها قبل مواجهة شاختار التي لن يكون ممكناً معها استدراك أي هفوات وسقوط مفاجىء، وتحضيراً لمباريات أخرى مستقبلاً في ذات البطولة.
أما المتشائمون فلهم رأي آخر، فهم يعتقدون حتى الآن أن أسلوب جوارديولا خلق ليطبق في برشلونة وليس بايرن ميونخ، وهم لا يفهمون كيف لفريقهم أن يتلقى نتائج كبيرة كلما عانى في اللقاء أمام فريق يباغته تكتيكياً، فهذا تكرر أمام ريال مدريد وبروسيا دورتموند وفولفسبورج، خصوصاً في ظل امتلاك البافاري لواحدة من أفضل التشكيلات في العالم.
ويردد المتشائمون "الفريق لم يتعلم من أخطاء الماضي"، فما زال يتيح المساحات للخصوم، ولا يعرف كيف يعيش 90 دقيقة في حال واجه صعوبات في الملعب، فيظهر عنيداً على أسلوبه ليتم معاقبته هدفاً تلو الآخر، مع إصرار لدرجة السذاجة على لعب طريقة قد لا تناسبها الظروف في إحدى المباريات، وهم يخشون من تكرار الأمر في دوري أبطال أوروبا وما زالت في ذاكرتهم أكبر خسارة في تاريخ النادي على ملعبه في أوروبا، أمام ريال مدريد 0-4.كووورة - محمد عواد
وقضية دخول فريق بحجم بايرن ميونخ إلى أزمة، تجعل من الجمهور يشك بما يحدث معه، تحتاج لتدقيق وتفصيل للوصول إلى أفكار واضحة تتعلق فيها، ونستعرضها معكم في هذا التقرير.
كثرة الخطط .. تعقد الحسابات
لا يعاني بايرن ميونخ هجومياً في العادة، فهو قادر دوماً على هز الشباك وخلق الفرص، وازدادت هذه الحالة مع وصول مدرب يؤمن بكرة القدم في اتجاه واحد مثل بيب جوارديولا، لكن الحسابات تتعقد مع وجود مشاكل دفاعية.
وصف زلاتان إبراهيموفتش مدربه السابق بيب جوارديولا بالفيلسوف، ويبدو أن الأخير يريد تأكيد ذلك مع بايرن ميونخ، فكثرة تغيير أشكال اللعب بين 3-4-3 إلى 4-3-3 ثم 4-2-3-1 و4-1-4-1 يجعل الفريق غير قادر على أخذ شكل ثابت خصوصاً فيما يتعلق بالدفاع.
فالأفراد في بايرن ميونخ قادرون على التعامل مع كل الظروف في المنطقة الأمامية، فموهبة آرين روبن وجوتزه وريبيري قادرة على اختراق الدفاعات، لكن الدفاع يحتاج للتنظيم والعمل الجماعي، وهو الأمر الذي لم يستطيع بايرن ميونخ الوصول إلى ذروته حتى الآن بسبب عدم وجود شكل ثابت ونتيجة الأدوار المتغيرة.
تشابي الونسو .. تذبذب مدريد
تشابي الونسو قنبلة موقوتة، فعندما يكون في يومه يدفع المدربين إلى الاعتماد عليه، ويبنون الخطة حوله، ولكن مشكلته التي عرفها المدريديون كانت "التذبذب"، فهو مايسترو أنيق يؤمن الدفاع، لكنه يهبط بشكل مفاجىء، ولأن الفريق يعتاد عليه يكون الهبوط جماعياً.
الموسم الماضي لريال مدريد بدأ بشكل سيء دفاعياً، حتى عاد تشابي الونسو من الإصابة، فتطور دفاع الفريق الملكي، واستطاع تقديم مباريات مميزة، لكن فجأة انخفض مستواه، فكان أحد أسباب الخسارة أمام برشلونة 3-4 في الكلاسيكو، ولعب مباراة سيئة أمام بروسيا دورتموند في دور الثمانية خلال لقاء العودة أخفاها الأداء الكارثي يومها من ايارامندي ودي ماريا، وهذا أمر طبيعي للاعب بعمره المتقدم.
مسألة الونسو دائما ما تكون مؤقتة، فاللاعب يعود لمستواه لامتلاكه قوة ذهنية فائقة، وبالتالي فإن اختلال التوازن الحالي من المتوقع أن يختفي بعد أسابيع.
بايرن ميونخ بلا عقل .. وإصابات المدافعين
يفتقد بايرن ميونخ مع استكمال الموسم لخدمات كل من فيليب لام وفرانك ريبيري، القائد غاب في أواخر نوفمبر وخضع لعملية جراحية في الكاحل ستبعده حتى نهاية الشهر الحالي، في حين أن فرانك ريبيري سيغيب لمدة أسبوعين بعد إصابته قبيل مواجهة فولفسبورج.
غياب لام وريبيري يعني أن الفريق يفتقر لأذكى لاعبيه، وهما القادران على فرض الشخصية في الملعب وإدارة الأزمات التي قد تنشأ أمام الخصوم، وكأننا نقول أن الفريق يلعب الآن بعضلاته ومهاراته من دون عقله المدبر مما يسهل عملية خداعه ومباغتته.
غياب خافي مارتينيز كان منذ بداية الموسم، واستطاع الفريق التعامل معه بالتعاقد مع مهدي بن عطية وتشابي الونسو، والدفع بفيليب لام إلى خط الوسط، ومع هذه الغيابات باتت تظهر عدم ملائمة مواصفات دانتي وجيروم بواتينج لمتطلبات العمل في نظام جوارديولا.
أما الغياب الذي أثر هجومياً ودفاعياً على بايرن ميونخ، فهو إصابة رافينيا قبل مباراة فولفسبورج، فرودي كان الأسوأ على الإطلاق في مواجهة السقوط 1-4، في حين نجح الشاب ميتشيل فيزر بتقديم صورة أفضل أمام شالكه، وإن تم استبداله.
بايرن ميونخ يفتقد حالياً لأربعة لاعبين من الوزن الثقيل الذي اعتاد الاعتماد عليهم، بالإضافة إلى الغائب ثياجو الكانتارا، وبالتالي فإن بيب جوارديولا يتمنى نهاية شهر فبراير الذي كان في الماضي سيئاً عليه مع برشلونة أيضاً، ويستعيد هذه الكتيبة القادرة على تصحيح الأوضاع.
شفانيستايجر لم يعد نمراً مع جوارديولا
لا يخفى على أحد أن بيب جوارديولا لم يكن يفضل باستيان شفاينستايجر كلاعب خط وسط، ودخل منذ وصوله في أزمة مع وسائل الإعلام والألمان عندما أظهر بوادر إجلاسه احتياطياً، وهو أمر تدخل فيه المدير الرياضي ماتيوس زامر وقال "ليس هناك عاقل يفكر بالاستغناء باستيان".
ومنذ عودة شفاينستايجر لم يظهر بالشكل المطلوب والمتوقع منه، فالثنائية مع تشابي الونسو لم تعمل بشكل جيد، والمساحات باتت أكبر من ذي قبل في خط الوسط، وهناك ما يمكن وصفه بـ "نشاز" العزف في إيقاع اللعب فيما بينهما.
اللاعبان يمتازان بجودة عالية، لكن الأداء فيما بينهما لا يبدو كما كان الحال عندما لعب فيليب لام بجانب المايسترو الإسباني، وكأن جوارديولا أمام خيار التضحية بأحدهما إن لم يجد حلا.
تفاؤل وتشاؤم .. والزمن يحكم
جماهير بايرن ميونخ انقسموا إلى شقين؛ قسم تفاءل بما يحدث، وقالوا إن الخسائر جاءت في بطولة محسومة نظرياً بسبب الفارق الكبير، وأنه من الجيد أن يحصل الآن ويضيق الفارق، حتى لا تحسم البطولة بشكل رسمي ومبكر كما حصل الموسم الماضي، الأمر الذي أثر في النهاية على تركيز لاعبي بايرن ميونخ.
"التعلم مجاناً"، هذا هو الوصف الذي يمكن وضعه لما يحدث مع بايرن ميونخ، فرغم ضياع 5 نقاط في بضعة أيام، فما زال الفارق 8 نقاط مع فولفسبورج، والفريق وقف على بعض عيوبه ويستطيع العمل عليها قبل مواجهة شاختار التي لن يكون ممكناً معها استدراك أي هفوات وسقوط مفاجىء، وتحضيراً لمباريات أخرى مستقبلاً في ذات البطولة.
أما المتشائمون فلهم رأي آخر، فهم يعتقدون حتى الآن أن أسلوب جوارديولا خلق ليطبق في برشلونة وليس بايرن ميونخ، وهم لا يفهمون كيف لفريقهم أن يتلقى نتائج كبيرة كلما عانى في اللقاء أمام فريق يباغته تكتيكياً، فهذا تكرر أمام ريال مدريد وبروسيا دورتموند وفولفسبورج، خصوصاً في ظل امتلاك البافاري لواحدة من أفضل التشكيلات في العالم.
ويردد المتشائمون "الفريق لم يتعلم من أخطاء الماضي"، فما زال يتيح المساحات للخصوم، ولا يعرف كيف يعيش 90 دقيقة في حال واجه صعوبات في الملعب، فيظهر عنيداً على أسلوبه ليتم معاقبته هدفاً تلو الآخر، مع إصرار لدرجة السذاجة على لعب طريقة قد لا تناسبها الظروف في إحدى المباريات، وهم يخشون من تكرار الأمر في دوري أبطال أوروبا وما زالت في ذاكرتهم أكبر خسارة في تاريخ النادي على ملعبه في أوروبا، أمام ريال مدريد 0-4.كووورة - محمد عواد