في ذكرى وفاة الحسين.. على دربه ماضون "فيديو"
بثت صفحة الديوان الملكي الهاشمي على تويتر اليوم السبت، مقطع فيديو يتناول محطات عدة في حياة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
جاء ذلك بالتزامن مع احياء الأردنيين ذكرى الوفاء للملك الراحل الحسين بن طلال، والذي فُجع العالم برحيله في السابع من شباط عام 1999، لتنتقل السلطات الدستورية إلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
وجاء في رسالة الحسين طيب الله ثراه، الوداعية، لنجله الملك عبدالله الثاني: "عرفت فيك وانت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي حب الوطن والانتماء اليه والتفاني في العمل الجاد المخلص ونكران الذات وحب الظهور، والعزيمة وقوة الارادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم المستند الى تقوى الله اولا ومحبة الناس والتواضع لهم والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم وتوقير كبيرهم والرحمة بصغيرهم والصفح عن مسيئهم حيثما كان مجال للصفح وكرم النفس والخلق والحزم عندما يستقر الرأي على قرار ووضع مصلحة الوطن والامة فوق كل المصالح والاعتبارات".
في ذكرى رحيل الحسين نستذكر سجلا تاريخيا لمسيرة الدولة الاردنية منذ العام 1952 حين نودي بالحسين طيب الله ثراه ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية مرورا بكل المراحل الدقيقة في السنوات الصعاب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي التي رفع جلالته طيب الله ثراه خلالها شعار « فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الامة»، الى مراحل سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي التي شهدت تحولا في القضايا الاقليمية واستئناف الحياة الديمقراطية في المملكة بعودة الانتخابات النيابية، الى مرحلة التسعينيات في ذلك القرن التي خاض الاردن فيها معركة السلام .
وفي الثاني من أيار 1953 أتم الحسين الثامنة عشرة من عمره، فاقسم اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة ثم قال :
« أبناء وطني ألا وان العرش الذي انتهى إلينا ليستمد قوته بعد الله من محبة الشعب وثقته».
تجاوز الاردن بقيادة حكيمة وثاقبة خمسينيات القرن الماضي بكل ما فيها من تقلبات وتطورات متسارعة فكانت، اولى الخطوات الشجاعة والمؤثرة :تعريب قيادة الجيش العربي عام 1956، والغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 لإكمال السيادة الوطنية والاعتماد على الذات في مواجهة المستقبل. وفي احد لقاءاته بابناء شعبه في محافظة عجلون قال الحسين :» تعود بي الذاكرة الى تعريب قيادة الجيش العربي ..الى الغاء المعاهدة التي كانت تحمل معها الدعم المادي للاردن والذي كان في ذلك الوقت يبلغ عشرة ملايين دينار في السنة، تساءل الناس كيف سنعيش ونصمد ونبني ونتوسع والحمد لله مكانة الاردن مكانتكم في هذا العالم العربي والاسلامي وفي الدنيا باسرها وما بذلناه من جهد اثمر بهذه الصورة وهذا الواقع الذي نعيشه الآن دون نفط ودون خيرات اخرى كثيرة ندعو الله سبحانه وتعالى ان يهيئها لنا في المستقبل او شيئا منها وسواء تحقق ما نتمناه وكلنا امل بان يتحقق فيسظل انساننا هو المفتاح وهو السر وهو الاساس» .بعد حرب العام 1967 تمسك الاردن بالسلام العادل والشامل والدائم القائم على القانون الدولي كما هو معبر عنه في قراري 242 و338 وبقي ثابتا في هذا الالتزام والتعاون مع كل مبادرة تحقق هذا الهدف .
ومضى جلالة الملك الحسين رحمه الله في محو آثار تلك الحرب حتى جاء يوم الحادي والعشرين من آذار عام 1968 ليكون يوما لاستعادة الكرامة العربية والثقة بالانتصار حين صد جيشنا الباسل قوات الاحتلال الاسرائيلي الغاشم في معركة تاريخية سطر فيها الاردنيون اروع معاني التضحية والفداء والدفاع عن ارض الاردن الطهور .
ادى الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 الى ايجاد توتر سياسي وعوائق لوجستية عرقلت الانتخابات النيابية لان الناخبين عن نصف مقاعد البرلمان الاردني يعيشون تحت نير الاحتلال، وفي اواسط ثمانينيات القرن الماضي اجريت تعديلات على الدستور لازالة العوائق امام اعادة الحياة، وتم عام 1988 اتخاذ قرار فك الارتباط القانوني والاداري مع الضفة الغربية ما مكن من اجراء الانتخابات البرلمانية في السنة التالية بعد انقطاعها منذ العدوان الاسرائيلي عام 1967 .
في حربه على الارهاب والتطرف ومنذ نشأة هذا البلد الصامد قدم الاردن تضحيات جساما وارواحا بريئة كان همها الاول والاخير خدمة هذا الوطن وخدمة هذه الامة، ولم يكن آخر هذه التضحيات الروح الطاهرة التي انتقلت الى باريها يوم استشهاد المغفور له الملك عبدالله المؤسس طيب الله ثراه في رحاب المسجد الاقصى المبارك، ولا اغتيال رئيس الوزراء هزاع المجالي في مكتبه وهو يقدم خدماته للمواطنين، وكذلك اغتيال رئيس الوزراء وصفي التل رحمهم الله جميعا.
بعد استشهاد وصفي التل قال الراحل الحسين :»هناك رد واحد على كل هذه الجرائم والاثام اطلبه من كل واحد منكم رجلا كان او امرأة عسكريا كان او مدنيا هو المزيد من الايمان بالوحدة الوطنية والمزيد من التمسك بها والحفاظ عليها، عندها ستمضي سفينتنا بعزم وايمان مهما غاب عنها من وجوه الرفاق الاحباء.
كان الراحل الكبير، الحسين بن طلال، دائم التواصل مع أبناء أسرته الأردنية الواحدة يزورهم في مضاربهم ومدنهم ومخيماتهم، يتفقد أحوالهم ويتلمس احتياجاتهم ويصدر توجيهاته للحكومات لتنفيذ المشروعات التنموية وتوزيع مكتسباتها بعدالة على الجميع ليمضي عبدالله الثاني على ذات الدرب وليكون الملك القريب من ابناء شعبه يكاشفهم ويصارحهم ويتلمس حاجاتهم وقضاياهم عن قرب يستمع الى الشيوخ والشباب ويناقش معهم كل القضايا الوطنية مسترشدا ومستمعا لوجهات نظرهم واخذا بعين الاعبتار آراءهم وتطلعاتهم.