jo24_banner
jo24_banner

نجوى كرم كما نحبّ أن نراها

نجوى كرم كما نحبّ أن نراها
جو 24 : تتبدّل نجوى كرم لضرورات التطوُّر، ويبقى الصوت صلباً لا يتبدّل. وقد تبالغ في نفض الصورة الكلاسيكية وتمجيد الإيقاع السريع، لكنّ النبرة المتينة تشفع. "عَالصخرة" اختيارٌ جيّد. وخليطٌ من نجوى الأمس واليوم.

تعكس إحساساً بانكسار القلب، إذ لم يحصر المخرج فادي حداد جلّ أولوياته، هذه المرّة، بإظهار الفنانة عارضة أزياء فحسب. نعتاد نجوى كرم بفساتين كثيرة على مَشاهد قليلة، وأحياناً بعض التضخيم في إثبات الشباب. في "عَالصخرة" تحافظ على قالبها وتُبدِّل في وضعيات قلبها. القلب حزينٌ يُذكِّر بـ"نِدمانة"، والملامح، على رغم المكياج الطافح، كئيبة. نبحث في الكليبات عن مقوّمات نجاحٍ غير الصورة المبذولة جهودٌ عليها. كلّ الفنانات فاتنات وإن تفاوتت درجات "الفتنة". يميّز الأعمال مدى متانة أُسسها. لا يكفي الاستعراض لنقول للفانز ها إنّ الكليب أُنجِز. المُراد وسط الطفرة لمعةٌ لاحت في العمل مشهداً يجسّد حالات النفس المتقلّبة: نجوى كرم في حفل عرض أزياء، وإذ تمرّ عارضةٌ بفستان الزفاف، تنكئ لها جراحها. تتخذ من الجدار سنداً يحول دون انهيارها، ويكفهرّ الوجه كأنّه في حضرة شبح. عدا ذلك، ركضٌ مُكرَّر. تُقدِّم دوراً يُقنِع، فالخارج كلّه غارق في الوحدة، والخُطى بأسرها تائهة، شأنها كالشوارع من غير ناسها وخفوت الضوء.
يمسي المكان انعكاساً لداخلٍ مُحطَّم، والخارج، هو الآخر، خاضعاً لمنظورٍ نسبي. تحضر مَشاهد تستدعي تذكُّر فلسفة تقول إنّ المرء لا يرى الأشياء على حقيقتها، بل كما يحبّ أن يراها. لا تُبصِر العيون الحزينة سوى الأحزان أينما حلّت. في الكليب حالة. أحاسيس من مدّ وجَزر، ووضعية انكماش فاضت على الوجه فحوّلته قناعاً يتيح افتعال البسمة على رغم الوجع.
الأغنية (كلمات سيف خلفان، وألحان جورج مارديروسيان، وتوزيع طوني عنقة) رغبةٌ في أن يمرّ الوقت سريعاً فتُنسى الآهات. ترجمه حداد بتوحّش الساعات على الجدران، بينما نجوى كرم تغني: "والله عمري ما جرحتك، جرحتلي قلبي ومشيت".النهار - فاطمة عبدالله

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير