امريكا : محجبة تتعرض للتمييز والإهانة خلال رحلة على متن طائرة "فيديو"
في 2 شباط/فبراير، صعدت السيدة دارلين حيدر، وهي مسلمة أمريكية محجبة، الطائرة المتوجهة من مدينة فورت لودرديل في فلوريدا إلى ولاية ديترويت. وما إن جلست في مقعدها حتى أخذت إحدى المسافرات تضايقها ظنا منها أنها أجنبية. وقد قام أحد الركاب بتصوير المشهد...
لقد كانت رحلة لن تنسى بالنسبة إلى هذه السيدة! فما إن استعدت الطائرة للإقلاع حتى انتبه المسافرون لها بسبب طفلها المريض ذي التسعة أشهر الذي لم يتوقف عن البكاء. فلما علت الأصوات تدخلت إحدى المسافرات قائلة: إننا "في أمريكا!". ثم تلا ذلك المشهد الذي صوره أحد المسافرين .
وحاولت المضيفة تهدئة الأجواء فطلبت من هذه السيدة أن تجلس هي وأطفالها الأربعة في مقعد خلفي بالطائرة، ثم هددتها قائلة: "أنا أراقبك وفي المرة القادمة التي ستحدثين فيها ضجيجا سأطردك خارجا"، هذا ما روته دارلين حيدر لموقع BuzzFeed في نسخته الأمريكية. فانهارت السيدة ولكنها قالت بأنها شعرت بفيض من التعاطف من بعض المسافرين الذين صدموا مما جرى.
والمصادفة أن أخوها عابد أيوب كان يسافر معها وهو رئيس اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز. وقد نشر صورة على "تويتر" أثارت العديد من ردود الفعل. وتظهر في الصورة أخته ويدها على وجهها مع تعليق يقول: "هل تعرفون ماذا تفعل بكم شركة الطيران ديلتا إذا تعرضتم لمضايقة من الركاب؟ سترسلكم مع أطفالكم للجلوس في المقاعد الخلفية للطائرة." ومنذ أن نشرت هذه التغريدة تداولها المغردون نحو 5000 مرة.
"أصبح من الصعب على بعض الناس أخذ الطائرة"
فرانس24 اتصلت بالسيد عابد أيوب الذي قال:
تصلنا بانتظام شكاوى من مسلمين يتعرضون للمضايقات أو للتمييز. وللأسف فقد أصبح هذا يحدث باستمرار للعرب أو المسلمين أو كل من يعتبر كذلك، لدرجة أنه أصبح من الصعب على هؤلاء الأشخاص أخذ الطائرة من الخوف.
إضافة لحوادث التمييز، يحكي بعض الأشخاص أنهم يتعرضون عند السفر إلى تطبيق تدابير تحديد السمات الشخصية للأفراد عن طريق أجهزة حكومية مثل إدارة أمن النقل (Transportation Security Agency).
"هذه الحوادث تتعرض لها غالبا المحجبات"
جو من الريبة والاشتباه يؤكده إبراهيم هوبر، مدير قسم التواصل والإعلام في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR).
هذه الحوادث تتعرض لها غالبا المحجبات. وطبعا هناك تداعيات أحداث 11 أيلول ولكن هذا النوع من التمييز يتزايد عندما تتوتر الأوضاع في البلدان الإسلامية، كما حدث اليوم مع ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية". أما تدابير تحديد السمات الشخصية للأفراد التي اتخذتها السلطات فقد جاءت لتعزيز جو الريبة بالاشتباه الدائم.
وتقول مصادرنا إن المقصود بتحديد السمات الشخصية للأفراد هو التدابير التي اتخذتها سلطات إدارة أمن النقل عام 2010 والتي تفرض التفتيش والمرور من جهاز المسح الضوئي على أي مسافر سبق له أن سافر إلى البلدان الأربعة عشر التي هي بلدان إسلامية في معظمها، باستثناء كوبا، والتي صنفتها السلطات الأمريكية في قائمة وهي إيران والسودان وسوريا وأفغانستان والجزائر ولبنان وليبيا والعراق ونيجيريا وباكستان والمملكة العربية السعودية والصومال واليمن.
وآنذاك استنكر السيد نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية قائلا: "هذه القواعد تجعل أي أمريكي يسافر لزيارة العائلة أو الأصدقاء أو يذهب إلى الحج يخضع حتما لإجراءات تفتيش خاصة."
ولكن حالات التمييز في الولايات المتحدة الأمريكية لا تقتصر على المطارات. حسب استطلاع أنجزه مركز بيو للأبحاث عام 2011 فإن 56% من المسلمين المتراوحة أعمارهم بين 18 و29 سنة والمقيمين في الولايات المتحدة يقولون إنه تعرضوا لمعاملة فيها ريبة واشتباه من عناصر قوات حفظ النظام، حتى أنهم تعرضوا أحيانا لسوء معاملة جسدية. وحسب استطلاع أجراه معهد عرب أمريكا تداولته وكالة رويترز فإن 27% من الأمريكيين فقط عندهم فكرة حسنة عن المسلمين.
وفيما يتعلق بحالة المواطنة الأمريكية دارلين حيدر فقد حاولت شركة الطيران ديلتا أن تضع حدا للجدل. وأوضح المتحدث باسم الشركة السيد براين كروس على موقع ديترويت فري بريس (ديترويت للصحافة الحرة) أن الشركة "على اتصال بهذه الزبونة". وأوضح ""نحن بصدد تسوية هذه المسألة وشركة ديلتا لا تتقبل أي حديث عن التمييز". وقد أكد السيد عابد أيوب اتصال الشركة وقال: "نحن نعول على تعاون ديلتا لحل هذه المشكلة."
ترجمة: عائشة علون