لبنان : لم تكتمل فرحة رشا في عيد الحب..
جو 24 : سلوى أبو شقرا - لم يُمهل القدر إيهاب للاحتفال بزفافه في شهر أيار القادم، وهو لم يتح له كذلك التحضير لمناسبة عيد الحب، فتاريخ الرابع عشر من شباط 2015 لن يكون كمثيله من السنوات السابقة، إذ إنَّه سيكون محملاً بوجع ومأساة ووحدة. ومن الأكيد أنَّ الإنفصال عن حبيب أمر صعب خصوصاً في أسبوع عيد الحب، إلاَّ أنَّ الأصعب خسارة حبيب إلى الأبد، والإدراك أنَّ ذرف الدموع لن يعيده أبداً.
الزفاف في أيار
تخبر رشا خطيبة إيهاب أنها تعرفت إليه منذ 6 سنوات "كنت زميلة شقيقته في الصف الدراسي نفسه، وكنت أزورها في المنزل للدرس سوياً، فتولَّد الإعجاب الذي أدَّى بنا إلى الارتباط منذ 4 سنوات، كنت حينها في سن الثمانية عشر. أنا فتاة وحيدة ولديَّ شقيقان، وأهلي كانوا متعلقين جداً بإيهاب، وهو كذلك كان يحبهم كثيراً، ويقوم بمساعدة والدي في المحل الذي يملكه، كما قام بمساندة شقيقي للحصول على وظيفة. طوال هذه السنوات كنت فرحة جداً وإياه ومرتاحة معه، وإلاَّ لما بقينا 6 سنوات معاً. تخرجت من كلية إدارة الأعمال هذا العام وهو كان يعمل في شركة الكهرباء، كنا نخطط لإقامة العرس في شهر أيار المقبل وقمت ببعض الحجوزات اللازمة من فستان زفاف ومطعم وأمور أخرى تحضيراً للزفاف قبل أن يداهمنا الوقت".
هذا اليوم غيَّر حياتي
يوم الثامن عشر من شهر كانون الثاني قرَّر إيهاب ابن الثامنة والعشرين عاماً تمضية يومٍ على الثلج برفقة خطيبته وأقاربه لكنَّ هذا اليوم مرَّ على عكس توقعات الجميع. تقول رشا: "وصلنا وبدأنا الركض وتراشق كرات الثلج، كانت ضحكاتنا تغمر المكان، وعند محاولته النزول أرضاً لأخذ كميات إضافية من الثلج شعر إيهاب بالتعب، فطلبت منه الجلوس إلى كرسيٍّ كي يرتاح. وفجأةً لم يعد يتحرك، قمنا فوراً بنقله إلى المستشفى وطوال الفترة التي أمضيناها على الطريق كنت أظنُّ أنه لا يزال على قيد الحياة آملة في أنه سيتعافى، إلاَّ أنَّ الطبيب أخبرنا أنه كان ميتاً على الكرسي جراء تعرضة لأزمة قلبية. غريبةً هي الدنيا، كان يضحك ويلعب ولم يقم بأي مجهود وبعد برهة مات بين يديّ على الرغم من أنه لم يكن يعاني من أية عوارض صحية. ولم تفارقه الضحكة يوماً، بل كان محباً ومبتسماً دوماً، لم يكن يحب أن يرى أحداً حزيناً، حتى لو اختلفنا كان يبادر هو إلى إرضائي، إنَّه القضاء والقدر، وفي ثانية واحدة انتهى كل شيء".
الحسرة ستبقى في قلبي
لا زالت رشا ترتدي خاتم الخطوبة على رغم مرور شهر على رحيل إيهاب "لو كان الخاتم وارتداء الأسود كفيلان بإعادته لارتديتهما طيلة حياتي". وتضيف: "لم يكن يحب أن يراني حزينة، وصحيح أنَّ الحياة ستستمر إلاَّ أنَّ الحسرة ستبقى في قلبي". كان يخطط إيهاب للسهر وأقاربه وأصدقائه ليلة عيد الحب في أحد المطاعم للاحتفال بهذا اليوم المميز إلى جانب حبيبته وشريكة حياته إلاَّ أنَّ القدر عاكس آمالهما وأحلامهما. تتابع رشا: "لا تمرَّ ليلة من دون أن أفكر فيه، فكيف مع قدوم عيد الحب، أقول له "تركتني بكير"، وأنا لن أتمكن من النظر إلى الأمور بالطريقة نفسها، سأعيش كل يوم على حدى، لن أخطط مجدداً للمستقبل وللأيام القادمة، فلا أحد يعلم ماذا ينتظره، كنا نضحك ونتكلم، وفي ثانية واحدة مات".
مع رحيل الحبيب نبحث عن صدى كلمة "أحبك" لتؤجج العشق في داخلنا، حكماً ستشتاق رشا لإيهاب في غيابه، إلاَّ أنَّها ستبقى متسلحةً بمجموعة ذكرياتٍ منقوشة على جدران قلبها وذاكرتها، وبأحلامٍ اندثرت برحيله. إيمانها وحده كفيل بإبقائها صامدةً فيما تحاول دموع عينيها أن تروي ابتسامة لا زالت تشق جاهدةً الطريق إلى ثغرها.
المصدر: "النهار"
الزفاف في أيار
تخبر رشا خطيبة إيهاب أنها تعرفت إليه منذ 6 سنوات "كنت زميلة شقيقته في الصف الدراسي نفسه، وكنت أزورها في المنزل للدرس سوياً، فتولَّد الإعجاب الذي أدَّى بنا إلى الارتباط منذ 4 سنوات، كنت حينها في سن الثمانية عشر. أنا فتاة وحيدة ولديَّ شقيقان، وأهلي كانوا متعلقين جداً بإيهاب، وهو كذلك كان يحبهم كثيراً، ويقوم بمساعدة والدي في المحل الذي يملكه، كما قام بمساندة شقيقي للحصول على وظيفة. طوال هذه السنوات كنت فرحة جداً وإياه ومرتاحة معه، وإلاَّ لما بقينا 6 سنوات معاً. تخرجت من كلية إدارة الأعمال هذا العام وهو كان يعمل في شركة الكهرباء، كنا نخطط لإقامة العرس في شهر أيار المقبل وقمت ببعض الحجوزات اللازمة من فستان زفاف ومطعم وأمور أخرى تحضيراً للزفاف قبل أن يداهمنا الوقت".
هذا اليوم غيَّر حياتي
يوم الثامن عشر من شهر كانون الثاني قرَّر إيهاب ابن الثامنة والعشرين عاماً تمضية يومٍ على الثلج برفقة خطيبته وأقاربه لكنَّ هذا اليوم مرَّ على عكس توقعات الجميع. تقول رشا: "وصلنا وبدأنا الركض وتراشق كرات الثلج، كانت ضحكاتنا تغمر المكان، وعند محاولته النزول أرضاً لأخذ كميات إضافية من الثلج شعر إيهاب بالتعب، فطلبت منه الجلوس إلى كرسيٍّ كي يرتاح. وفجأةً لم يعد يتحرك، قمنا فوراً بنقله إلى المستشفى وطوال الفترة التي أمضيناها على الطريق كنت أظنُّ أنه لا يزال على قيد الحياة آملة في أنه سيتعافى، إلاَّ أنَّ الطبيب أخبرنا أنه كان ميتاً على الكرسي جراء تعرضة لأزمة قلبية. غريبةً هي الدنيا، كان يضحك ويلعب ولم يقم بأي مجهود وبعد برهة مات بين يديّ على الرغم من أنه لم يكن يعاني من أية عوارض صحية. ولم تفارقه الضحكة يوماً، بل كان محباً ومبتسماً دوماً، لم يكن يحب أن يرى أحداً حزيناً، حتى لو اختلفنا كان يبادر هو إلى إرضائي، إنَّه القضاء والقدر، وفي ثانية واحدة انتهى كل شيء".
الحسرة ستبقى في قلبي
لا زالت رشا ترتدي خاتم الخطوبة على رغم مرور شهر على رحيل إيهاب "لو كان الخاتم وارتداء الأسود كفيلان بإعادته لارتديتهما طيلة حياتي". وتضيف: "لم يكن يحب أن يراني حزينة، وصحيح أنَّ الحياة ستستمر إلاَّ أنَّ الحسرة ستبقى في قلبي". كان يخطط إيهاب للسهر وأقاربه وأصدقائه ليلة عيد الحب في أحد المطاعم للاحتفال بهذا اليوم المميز إلى جانب حبيبته وشريكة حياته إلاَّ أنَّ القدر عاكس آمالهما وأحلامهما. تتابع رشا: "لا تمرَّ ليلة من دون أن أفكر فيه، فكيف مع قدوم عيد الحب، أقول له "تركتني بكير"، وأنا لن أتمكن من النظر إلى الأمور بالطريقة نفسها، سأعيش كل يوم على حدى، لن أخطط مجدداً للمستقبل وللأيام القادمة، فلا أحد يعلم ماذا ينتظره، كنا نضحك ونتكلم، وفي ثانية واحدة مات".
مع رحيل الحبيب نبحث عن صدى كلمة "أحبك" لتؤجج العشق في داخلنا، حكماً ستشتاق رشا لإيهاب في غيابه، إلاَّ أنَّها ستبقى متسلحةً بمجموعة ذكرياتٍ منقوشة على جدران قلبها وذاكرتها، وبأحلامٍ اندثرت برحيله. إيمانها وحده كفيل بإبقائها صامدةً فيما تحاول دموع عينيها أن تروي ابتسامة لا زالت تشق جاهدةً الطريق إلى ثغرها.
المصدر: "النهار"