سيناريوهات الخروج من الأزمة السورية
جو 24 : د. حسن البراري - دخلت الأزمة السورية منعطفا جديدا بعقد مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول هذا اليوم وبخاصة مع تأييد قوى اقليمية هامة للمعارضة السورية ومنح رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية. فحضور أكثر من سبعين دولة للمؤتمر يعني أن الضغط الدولي بدأ بتضييق الخناق على رقبة النظام الذي لم يعد يمتلك ترف تجاهل الموقف الدولي وإن ما زال غارقا في المقاربة الأمنية.
النقطة الرئيسة في مؤتمر اصدقاء سوريا تتمحور حول الدعوة لوضع اطار زمني لتنفيذ خطة كوفي عنان ووقف العنف فورا وهذا ما سيخلق ديناميكية جديدة لأن النظام السوري الذي وصل نقطة اللا عودة غير قادر على تطبيق أمين لبنود خطة كوفي عنان. لذلك لا بد من تمحيص السيناريوهات المحتملة لتطور الأزمة السورية والخيارات المتاحة امام المجتمع الدولي.
ونشير هنا إلى تقرير حديث صادر عن المعهد الالماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين يؤكد ان ارتفاع منسوب العنف في الأزمة السورية (بعد فشل مهمة مراقبين الجامعة العربية) ينبيء عن امكانية تطور الأزمة السورية لتنفجر على مصراعيها. وحسب التقرير الألماني، ثمة أربعة سيناريوهات لتطور الأزمة القائمة الآن في سوريا إذا سلمنا باستحالة العودة إلى حالة من الهدوء أو وقف العنف.
والسيناريو الأول يفيد بأن النظام ما زال الأقوى في مواجهة معارضة ضعيفة نسبيا وبالتالي سينتصر في نهاية الأمر. غير أن النظام سيعاني من عزلة دولية وسيحكم شعبا أكثر فقرا وبؤسا نتيجة للعقوبات، وهذا ربما يدفع ما يتبقى من المعارضة لأعمال العنف والارهاب. السيناريو الثاني يتمحور حول فكرة الانهيار الداخلي (implosion) وما يتضمن ذلك من توتر طائفي ومذهبي وتفكك للجيش، وفي هذه الحالة يلجأ النظام لقوات خاصة تعمل لصالحه لكنها ستكون خارج سيطرته في مرحلة من المراحل وعندها يستبطن النظام بقرب زواله ثم يخرج من البلد للمنفى، وإذا رافق ذلك انقسامات في الاجهزة الأمنية وفي الجيش فعلى الأرجح أن يتطور الأمر إلى سيناريو ثالث هو سيناريو الحرب الأهلية.
ويفسح سيناريو الحرب الأهلية المجال لحروب الوكالة بين دول اقليمية متناحرة، كما يمكن للصراع أن يخرج عن حدود سوريا ليورط دول مجاورة أخرى. أما السيناريو الرابع فيتعلق بالتدخل العسكري الخارجي. فالمجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج الآن لا يمكن له الاستمرار بهذا الموقف في ظل تطور الاوضاع واستمرار المذابح والمجازر في سوريا، عندها يمكن أن يتم التدخل حتى دون تفويض من مجلس الأمن.
ويرى التقرير أن السيناريو الثاني (الانهيار) هو الأفضل بالنسبة للمجتمع الدولي وبالتالي فإن المجتمع الدولي يحسن صنعا إن شدد العقوبات والعزلة على النظام والعمل على ضم روسيا والصين لموقف المجتمع الدولة، غير أن ذلك يستلزم أخذ الصراع بعيدا عن قالب الحرب الباردة وكأن موسكو تقف في مواجهة مع الغرب. وعلاوة على ذلك يوصي التقرير بأن يعمل المجتمع الدولة باتجاه منع تصعيد العنف الانتقالي بعد الأسد، فعلى القيادة الجديدة أن تفرض سيطرتها بأسرع وقت ممكن على الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة وعلى المتمردين. لذلك يجب دعم المعارضة السورية لتأهيلها لكي تعمل بكفاءة في اليوم الذي يلي رحيل النظام السوري، وهنا يتحدث التقرير عن ضرورة وجود خطة استراتيجية امنية تعالج مسائل متعلقة بالعدالة الانتقالية.
وينصح التقرير بعدم تسليج الجيش السوري الحر، وعلى الأوروبيين أن يعارضوا هذا السيناريو ويثنوا العرب من السير في هذا المسار، فعسكرة الانتفاضة السورية لا تغير من موازين القوى القائمة وسيرفع من فاتورة القتلى السوريين، كما أن توزيع السلاح يعني صعوبة استعادة الاستقرار في حال سقوط النظام. ويطالب التقرير بتحسين الوضع الإنساني في سوريا، وبالفعل تقوم المنظمات الدولية بتقييم الوضع وهي تستعد للتعامل مع اعداد كبيرة جدا من اللاجئين إلى دول مجاورة، غير أن هذا الجهد بحاجة إلى تعاون دولي. وعلى أوروبا أن تدعم كوفي عنان وتبذل قصارى جهدها للضغط للسماح لمنظمات دولية من الوصول للمناطق المتأثرة بالعنف. لكن هناك دائما امكانية أن يتدهور الوضع الإنساني لمستوى كارثي ما يضغط على بعض الدول اعضاء الناتو المجاورة (وهنا الحديث عن تركيا) للتدخل لإنهاء التقتيل. لذلك يرى التقرير بأن على حلف الناتو أن يعمل مع المنظمات الدولة ومع الدول العربية لتحضير خطة طواريء في حال التدخل. وعند هذه النقطة يجب أن يكون هناك خطط عسكرية واضحة للتدخل، واتفاقية واضحة حول الخطط العملية والاهداف الاستراتيجية للتدخل.
والخلاصة هي أن مبادرة عنان سيكون مصيرها على الأرجح الفشل، والنظام يسابق الريح حتى ينهي الثورة السورية قبل أن يتم اجتراح خطة دولية واضحة للخلاص من النظام، بيد أن فشل خطة عنان سيطرح اسئلة مختلفة على المجتمع الدولي قد تفضي إلى صوغ موقف لن يقوى على مواجهته النظام الذي مازال مستفيدا من تردد المجتمع الدولي ووقوفه موقف المتفرج على المجازر والمذابح التي ترتكب بحق المواطنين السوريين.
النقطة الرئيسة في مؤتمر اصدقاء سوريا تتمحور حول الدعوة لوضع اطار زمني لتنفيذ خطة كوفي عنان ووقف العنف فورا وهذا ما سيخلق ديناميكية جديدة لأن النظام السوري الذي وصل نقطة اللا عودة غير قادر على تطبيق أمين لبنود خطة كوفي عنان. لذلك لا بد من تمحيص السيناريوهات المحتملة لتطور الأزمة السورية والخيارات المتاحة امام المجتمع الدولي.
ونشير هنا إلى تقرير حديث صادر عن المعهد الالماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين يؤكد ان ارتفاع منسوب العنف في الأزمة السورية (بعد فشل مهمة مراقبين الجامعة العربية) ينبيء عن امكانية تطور الأزمة السورية لتنفجر على مصراعيها. وحسب التقرير الألماني، ثمة أربعة سيناريوهات لتطور الأزمة القائمة الآن في سوريا إذا سلمنا باستحالة العودة إلى حالة من الهدوء أو وقف العنف.
والسيناريو الأول يفيد بأن النظام ما زال الأقوى في مواجهة معارضة ضعيفة نسبيا وبالتالي سينتصر في نهاية الأمر. غير أن النظام سيعاني من عزلة دولية وسيحكم شعبا أكثر فقرا وبؤسا نتيجة للعقوبات، وهذا ربما يدفع ما يتبقى من المعارضة لأعمال العنف والارهاب. السيناريو الثاني يتمحور حول فكرة الانهيار الداخلي (implosion) وما يتضمن ذلك من توتر طائفي ومذهبي وتفكك للجيش، وفي هذه الحالة يلجأ النظام لقوات خاصة تعمل لصالحه لكنها ستكون خارج سيطرته في مرحلة من المراحل وعندها يستبطن النظام بقرب زواله ثم يخرج من البلد للمنفى، وإذا رافق ذلك انقسامات في الاجهزة الأمنية وفي الجيش فعلى الأرجح أن يتطور الأمر إلى سيناريو ثالث هو سيناريو الحرب الأهلية.
ويفسح سيناريو الحرب الأهلية المجال لحروب الوكالة بين دول اقليمية متناحرة، كما يمكن للصراع أن يخرج عن حدود سوريا ليورط دول مجاورة أخرى. أما السيناريو الرابع فيتعلق بالتدخل العسكري الخارجي. فالمجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج الآن لا يمكن له الاستمرار بهذا الموقف في ظل تطور الاوضاع واستمرار المذابح والمجازر في سوريا، عندها يمكن أن يتم التدخل حتى دون تفويض من مجلس الأمن.
ويرى التقرير أن السيناريو الثاني (الانهيار) هو الأفضل بالنسبة للمجتمع الدولي وبالتالي فإن المجتمع الدولي يحسن صنعا إن شدد العقوبات والعزلة على النظام والعمل على ضم روسيا والصين لموقف المجتمع الدولة، غير أن ذلك يستلزم أخذ الصراع بعيدا عن قالب الحرب الباردة وكأن موسكو تقف في مواجهة مع الغرب. وعلاوة على ذلك يوصي التقرير بأن يعمل المجتمع الدولة باتجاه منع تصعيد العنف الانتقالي بعد الأسد، فعلى القيادة الجديدة أن تفرض سيطرتها بأسرع وقت ممكن على الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة وعلى المتمردين. لذلك يجب دعم المعارضة السورية لتأهيلها لكي تعمل بكفاءة في اليوم الذي يلي رحيل النظام السوري، وهنا يتحدث التقرير عن ضرورة وجود خطة استراتيجية امنية تعالج مسائل متعلقة بالعدالة الانتقالية.
وينصح التقرير بعدم تسليج الجيش السوري الحر، وعلى الأوروبيين أن يعارضوا هذا السيناريو ويثنوا العرب من السير في هذا المسار، فعسكرة الانتفاضة السورية لا تغير من موازين القوى القائمة وسيرفع من فاتورة القتلى السوريين، كما أن توزيع السلاح يعني صعوبة استعادة الاستقرار في حال سقوط النظام. ويطالب التقرير بتحسين الوضع الإنساني في سوريا، وبالفعل تقوم المنظمات الدولية بتقييم الوضع وهي تستعد للتعامل مع اعداد كبيرة جدا من اللاجئين إلى دول مجاورة، غير أن هذا الجهد بحاجة إلى تعاون دولي. وعلى أوروبا أن تدعم كوفي عنان وتبذل قصارى جهدها للضغط للسماح لمنظمات دولية من الوصول للمناطق المتأثرة بالعنف. لكن هناك دائما امكانية أن يتدهور الوضع الإنساني لمستوى كارثي ما يضغط على بعض الدول اعضاء الناتو المجاورة (وهنا الحديث عن تركيا) للتدخل لإنهاء التقتيل. لذلك يرى التقرير بأن على حلف الناتو أن يعمل مع المنظمات الدولة ومع الدول العربية لتحضير خطة طواريء في حال التدخل. وعند هذه النقطة يجب أن يكون هناك خطط عسكرية واضحة للتدخل، واتفاقية واضحة حول الخطط العملية والاهداف الاستراتيجية للتدخل.
والخلاصة هي أن مبادرة عنان سيكون مصيرها على الأرجح الفشل، والنظام يسابق الريح حتى ينهي الثورة السورية قبل أن يتم اجتراح خطة دولية واضحة للخلاص من النظام، بيد أن فشل خطة عنان سيطرح اسئلة مختلفة على المجتمع الدولي قد تفضي إلى صوغ موقف لن يقوى على مواجهته النظام الذي مازال مستفيدا من تردد المجتمع الدولي ووقوفه موقف المتفرج على المجازر والمذابح التي ترتكب بحق المواطنين السوريين.