"أسوشيتدبرس": إسرائيل وأمريكا تقتلان المدنيين
جو 24 : نادرا ما تسنح الفرصة للعالم كي يشاهد عن كثب هجوما منسقا تشنه قوة جوية ضخمة مستهدفة منطقة سكنية مأهولة، كما حدث إبان حرب غزة الصيف الماضي.
لكن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تقدم على قتل مدنيين خلال حرب، والقائمة طويلة، ابتداء من دريسدن وحتى اليابان ومن غروزني إلى الجزائر. الولايات المتحدة قتلت مدنيين في صراعاتها الأخيرة - في العراق وأفغانستان طيلة العقد الماضي، وقبل ذلك في فيتنام والكوريتين أيضا.
الحرب الأهلية المستعرة في سوريا أودت بحياة ما لا يقل عن 220 ألف شخص على مدى قرابة أربعة أعوام، نصفهم تقريبا من المدنيين، وكثير من اولئك الضحايا سقطوا جراء قصف الجيش السورى نفسه.
وإسرائيل نفسها قتلت مدنيين قبل ذلك، إبان حملات سابقة استهدفت فلسطينيين وعمليات أخرى في لبنان. وجاء تأسيس محاكم جرائم الحرب والمحكمة الجنائية الدولية في الأعوام الأخيرة بغية إجبار القادة على التوقف، غير أن الملاحقة القضائية عملية معقدة سياسيا والمجازر لا تتوقف.
خلال الصيف الماضي خاضت إسرائيل حربها ضد غزة طيلة شهري يوليو وأغسطس تقريبا، بنهاية الحرب كان 2205 فلسطينيا استشهدوا وبينهم ما لا يقل عن 1483 مدنيا بحسب إحصاءات أولية للأمم المتحدة.
وعلى الجانب الإسرائيلي سقط 67 جنديا قتلى إضافة إلى خمس مدنيين. وكالة "الأسوشيتد برس" راجعت 247 غارة استهدفت مجمعات سكنية بحسب شهود وزيارات ميدانية، والمراجعة خلصت إلى أن تلك الغارات أسفرت عن استشهاد 844 فلسطينيا بينهم 508 أشخاص بين طفل وسيدة وشيخ - في مناطق جغرافية تعرف بوجه عام على أنها مناطق مدنية.
بعض أمثلة من التاريخ الحديث لصراعات استهدف فيها المدنيون:
هجمات الولايات المتحدة والحلفاء على طوكيو ودرسدن: القنابل النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة فوق هيروشيما وناجازاكي 1945 قتلت نحو 130 ألف شخصا، وضمنت استسلام اليابان وأنهت الحرب العالمية الثانية. لكن المعروف بشكل أقل، هي العملية ميتنجهاوس، وفيها قصفت طوكيو بالقنابل الحارقة قبلها بخمسة أشهر. ويعتقد أنها قتلت نحو مائة ألف شخص، مما يجعله الحدث الوحيد الأكثر دموية في تلك الحرب. وقبل ذلك بشهر، قتل حوالي 25 ألف شخص في قصف مدبر قام به الحلفاء على مدينة درسدن الألمانية، مما دمر معظم المدينة التي كانت مركزا صناعيا رئيسيا يسهم في جهود الحرب النازية. وقتل الألمان أكثر من 28 ألف شخص فى الحرب الخاطفة، قصف لندن، فضلا عن ملايين آخرين خلال الحرب العالمية الثانية.
قصف الناتو لصربيا:
وعلى مدار ثلاثة أشهر عام 1999، شن الناتو حملة قصف على صربيا دون موافقة الأمم المتحدة، كانت تهدف إلى إجبار قوات الأمن الصربية على الانسحاب من كوسوفو، التي تتمتع بأهمية تاريخية للصرب لكنها كانت تؤوي الأغلبية الألبانية التي تسعى إلى الانفصال. وصدر تقرير من المحكمة الجنائية الدولية عن يوغوسلافيا السابقة يقول إنه يبدو أن ما يقرب من خمسمائة مدني قتلوا وأشار إلى أن الأهداف تضمنت "فئات ذات تصنيف واسع مثل بنية تحتية عسكرية- صناعية ووزارات حكومية وبعض الفئات التي تثير مشكلات محتملة مثل الإعلام ومصفات النفط".
فرنسا في الجزائر:
كانت امبراطورية فرنسا الممتدة في أنحاء العالم تنكمش في الخمسينات، لكن الدولة قاتلت في أكثر معاركها وحشية للفوز بقطعة من مضمار ثمين: الجزائر، التى استعمرت بداية من 1830. استمرت الحرب للحفاظ على درة التاج الباريسية سبع سنوات، حتى 1962. ومازال عدد الجزائريين الذين قتلوا غير معلوم، لكن التأريخ الفرنسي للحرب يقول إن حوالي 350 ألف إلى 400 ألف جزائري قتلوا. وفي نذير وحشى للحرب، في انتفاضة 1945 في مدينة سطيف، يقول الجزائريون إن حوالي 45 ألف شخص ربما يكونوا قد قتلوا على أيدى القوات الفرنسية أثناء محاولة إخماد الثورة، أما التقديرات الفرنسية فتقول إن عدد القتلى من الجزائريين هناك يتراوح بين 15 ألف إلى 20 ألف جزائري.
روسيا في الشيشان:
خلال الحروب التي شنتها روسيا ضد انفصاليين في الشيشان، هاجمت القوات المسلحة الروسية في بادئ الأمر العاصمة غروزني، وذلك في أواخر عام 1994 ومطلع عام 1995، فيما اعتبر حينئذ حملة القصف الأعنف في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كما هاجمت القوات الروسية غروزني عام 1999، وسوت المدينة بالأرض قبل أن تطرد المتمردين.
وقال نشطاء حقوقيون وعمال إغاثة إن عدة آلاف من المدنيين قتلوا في الهجمات الروسية، ولكن لا يزال العدد الدقيق للضحايا مجهولا.
الحرب الأهلية في جواتيمالا:
يشهد تاريخ أمريكا اللاتينية المعاصر على صراعات اتهمت فيها حكومات باستهداف المدنيين، بما في ذلك الصراع الذي شهدته تشيلي بعد انقلاب عام 1973 ضد سلفادور ألندي، أو ما شهدته الأرجنتين في ظل الحكم الديكتاتورى في الفترة بين عامي 1976 و1983. والمثال الفظيع كان الحرب الأهلية في جواتيمالا "1960 – 1963"، حيث قتل ما يصل إلى 200 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين من السكان الأصليين المايا، والذين تم استهدافهم على وجه الخصوص لتحالفهم المزعوم مع ميليشيات يسارية.
انتقام الجيش النيجيرى من هجمات بوكو حرام:
يواجه الجيش النيجيرى اتهامات بتعمد استهداف المدنيين في هجمات انتقامية من حركة بوكو حرام المتطرقة التي استهدفت الجيش مرارا. وفي واحد من أسوأ الأمثلة على هذا، قتل مئات الأشخاص وأحرقت مئات المنازل في بلدة باما العام الماضي، بعدما قتل شخص يشتبه في كونه من عناصر بوكو حرام أحد جنود الجيش.
نقلا عن: اليوم السابع
لكن إسرائيل ليست الدولة الوحيدة التي تقدم على قتل مدنيين خلال حرب، والقائمة طويلة، ابتداء من دريسدن وحتى اليابان ومن غروزني إلى الجزائر. الولايات المتحدة قتلت مدنيين في صراعاتها الأخيرة - في العراق وأفغانستان طيلة العقد الماضي، وقبل ذلك في فيتنام والكوريتين أيضا.
الحرب الأهلية المستعرة في سوريا أودت بحياة ما لا يقل عن 220 ألف شخص على مدى قرابة أربعة أعوام، نصفهم تقريبا من المدنيين، وكثير من اولئك الضحايا سقطوا جراء قصف الجيش السورى نفسه.
وإسرائيل نفسها قتلت مدنيين قبل ذلك، إبان حملات سابقة استهدفت فلسطينيين وعمليات أخرى في لبنان. وجاء تأسيس محاكم جرائم الحرب والمحكمة الجنائية الدولية في الأعوام الأخيرة بغية إجبار القادة على التوقف، غير أن الملاحقة القضائية عملية معقدة سياسيا والمجازر لا تتوقف.
خلال الصيف الماضي خاضت إسرائيل حربها ضد غزة طيلة شهري يوليو وأغسطس تقريبا، بنهاية الحرب كان 2205 فلسطينيا استشهدوا وبينهم ما لا يقل عن 1483 مدنيا بحسب إحصاءات أولية للأمم المتحدة.
وعلى الجانب الإسرائيلي سقط 67 جنديا قتلى إضافة إلى خمس مدنيين. وكالة "الأسوشيتد برس" راجعت 247 غارة استهدفت مجمعات سكنية بحسب شهود وزيارات ميدانية، والمراجعة خلصت إلى أن تلك الغارات أسفرت عن استشهاد 844 فلسطينيا بينهم 508 أشخاص بين طفل وسيدة وشيخ - في مناطق جغرافية تعرف بوجه عام على أنها مناطق مدنية.
بعض أمثلة من التاريخ الحديث لصراعات استهدف فيها المدنيون:
هجمات الولايات المتحدة والحلفاء على طوكيو ودرسدن: القنابل النووية التي أسقطتها الولايات المتحدة فوق هيروشيما وناجازاكي 1945 قتلت نحو 130 ألف شخصا، وضمنت استسلام اليابان وأنهت الحرب العالمية الثانية. لكن المعروف بشكل أقل، هي العملية ميتنجهاوس، وفيها قصفت طوكيو بالقنابل الحارقة قبلها بخمسة أشهر. ويعتقد أنها قتلت نحو مائة ألف شخص، مما يجعله الحدث الوحيد الأكثر دموية في تلك الحرب. وقبل ذلك بشهر، قتل حوالي 25 ألف شخص في قصف مدبر قام به الحلفاء على مدينة درسدن الألمانية، مما دمر معظم المدينة التي كانت مركزا صناعيا رئيسيا يسهم في جهود الحرب النازية. وقتل الألمان أكثر من 28 ألف شخص فى الحرب الخاطفة، قصف لندن، فضلا عن ملايين آخرين خلال الحرب العالمية الثانية.
قصف الناتو لصربيا:
وعلى مدار ثلاثة أشهر عام 1999، شن الناتو حملة قصف على صربيا دون موافقة الأمم المتحدة، كانت تهدف إلى إجبار قوات الأمن الصربية على الانسحاب من كوسوفو، التي تتمتع بأهمية تاريخية للصرب لكنها كانت تؤوي الأغلبية الألبانية التي تسعى إلى الانفصال. وصدر تقرير من المحكمة الجنائية الدولية عن يوغوسلافيا السابقة يقول إنه يبدو أن ما يقرب من خمسمائة مدني قتلوا وأشار إلى أن الأهداف تضمنت "فئات ذات تصنيف واسع مثل بنية تحتية عسكرية- صناعية ووزارات حكومية وبعض الفئات التي تثير مشكلات محتملة مثل الإعلام ومصفات النفط".
فرنسا في الجزائر:
كانت امبراطورية فرنسا الممتدة في أنحاء العالم تنكمش في الخمسينات، لكن الدولة قاتلت في أكثر معاركها وحشية للفوز بقطعة من مضمار ثمين: الجزائر، التى استعمرت بداية من 1830. استمرت الحرب للحفاظ على درة التاج الباريسية سبع سنوات، حتى 1962. ومازال عدد الجزائريين الذين قتلوا غير معلوم، لكن التأريخ الفرنسي للحرب يقول إن حوالي 350 ألف إلى 400 ألف جزائري قتلوا. وفي نذير وحشى للحرب، في انتفاضة 1945 في مدينة سطيف، يقول الجزائريون إن حوالي 45 ألف شخص ربما يكونوا قد قتلوا على أيدى القوات الفرنسية أثناء محاولة إخماد الثورة، أما التقديرات الفرنسية فتقول إن عدد القتلى من الجزائريين هناك يتراوح بين 15 ألف إلى 20 ألف جزائري.
روسيا في الشيشان:
خلال الحروب التي شنتها روسيا ضد انفصاليين في الشيشان، هاجمت القوات المسلحة الروسية في بادئ الأمر العاصمة غروزني، وذلك في أواخر عام 1994 ومطلع عام 1995، فيما اعتبر حينئذ حملة القصف الأعنف في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. كما هاجمت القوات الروسية غروزني عام 1999، وسوت المدينة بالأرض قبل أن تطرد المتمردين.
وقال نشطاء حقوقيون وعمال إغاثة إن عدة آلاف من المدنيين قتلوا في الهجمات الروسية، ولكن لا يزال العدد الدقيق للضحايا مجهولا.
الحرب الأهلية في جواتيمالا:
يشهد تاريخ أمريكا اللاتينية المعاصر على صراعات اتهمت فيها حكومات باستهداف المدنيين، بما في ذلك الصراع الذي شهدته تشيلي بعد انقلاب عام 1973 ضد سلفادور ألندي، أو ما شهدته الأرجنتين في ظل الحكم الديكتاتورى في الفترة بين عامي 1976 و1983. والمثال الفظيع كان الحرب الأهلية في جواتيمالا "1960 – 1963"، حيث قتل ما يصل إلى 200 ألف شخص، غالبيتهم من المدنيين من السكان الأصليين المايا، والذين تم استهدافهم على وجه الخصوص لتحالفهم المزعوم مع ميليشيات يسارية.
انتقام الجيش النيجيرى من هجمات بوكو حرام:
يواجه الجيش النيجيرى اتهامات بتعمد استهداف المدنيين في هجمات انتقامية من حركة بوكو حرام المتطرقة التي استهدفت الجيش مرارا. وفي واحد من أسوأ الأمثلة على هذا، قتل مئات الأشخاص وأحرقت مئات المنازل في بلدة باما العام الماضي، بعدما قتل شخص يشتبه في كونه من عناصر بوكو حرام أحد جنود الجيش.
نقلا عن: اليوم السابع