jo24_banner
jo24_banner

لا تزعل يا فاين.. لا تبكي يا فاين

لا تزعل يا فاين.. لا تبكي يا فاين
جو 24 : "لا تزعل يا فاين.. لا تبكي يا فاين".. عبارة يعرفها كلّ من اعتاد النزول إلى وسط البلد، وخاصّة في أوقات المساء، حيث يشدو بها ضرير أكل عليه الدهر وشرب، عارضا بيع ما يحمل من أقلام حبر ومناديل "الفاين" بما يجود به الشاري.

بلغ من عمره عتيّا، ومازال يجوب زقاق وشوارع العاصمة عمان، علّه يكسب بضعة قروش تقيه النوم جوعاً.

لا نريد سبر غور حياة هذا الشيخ الذي يشدو بصوته الجميل كلّ يوم، فلا نعرف إن كان له أبناء أو أن العمر حكم عليه بالعيش وحيدا دون عائلة، ولكن أليس من حقّه على الدولة أن تحفظ كرامته في هذا العمر ؟ أليس من حقّه كإنسان –قبل أن يكون مواطنا- ألاّ يضطرّ إلى البيع متجوّلا حتّى وهو في خريف العمر ؟!

ظاهرة الباعة المتجوّلون، من نساء وأطفال وشيوخ، باتت تتفاقم وتعكس ما يعانيه الغالبيّة العظمى من أبناء شعبنا، في ظلّ سياسات التجويع والإفقار التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة، تلبية لشروط صندوق النقد والبنك الدوليين.

الفقر والبطالة تتسع دائرتهما لدرجة تنذر بالانفجار.. حسن إذا كانت السلطة التنفيذيّة مصرّة على الإمعان في سياسات الإفقار، فعلى الأقلّ ينبغي عليها إقرار بعض ما يحفظ منظومة الأمن الاجتماعي.

مؤسّسات الدولة كافّة، وفي مقدّمتها وزارة التنمية الاجتماعيّة، أمام مسؤوليّات لا يجوز تجاهلها، فمن حقّ المواطن العيش بكرامة وهو في نهايات العمر، ومن حقّ الطفل الذهاب إلى المدرسة، عوضا عن بيع "العلكة" على إشارات المرور.
تابعو الأردن 24 على google news