jo24_banner
jo24_banner

وزير التربية والتعليم: أحادية التفكير وغياب التعدديّة يولّدان التطرّف

وزير التربية والتعليم: أحادية التفكير وغياب التعدديّة يولّدان التطرّف
جو 24 : قال وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات إن التطرف ظاهرة عالمية وليست محلية، مشيرا الى ان هناك سببين رئيسيين في ذلك، أولاها سيطرة الانظمة الشمولية وأحادية التفكير في كثير من البلاد العربية، وغياب التعددية وما أفرزته من ظلم واحتكار للرأي ومصادرة حق الاخر في التعبير، أما السبب الآخر فهو الخلل العالمي في تطبيق معايير حقوق الانسان من بلد إلى آخر ومن تجمع بشري الى اخر، وعدم الاحترام مبادئ العدالة والمساواة في كثير من مجتمعاتنا العربية والاسلامية.

واضاف في كلمته خلال مؤتمر "نحو إستراتيجية شاملة لمحاربة التطرف.. فرص التوافق الوطني وتحدياته"، الذي ينظمه مركز القدس للدراسات السياسية، "التطرف لم يدخل بلدنا عن طريق التعليم بل عن طريق الفضاء المفتوح والانترنت ونقل ممارسات خارجة عن مجتمعنا الى الداخل".

وأكد ان التطوير والتغيير في المناهج الأردنية لم تكن ردة فعل على أحداث مرت او تمر بها المنطقة في اي يوم من الايام، مشيرا الى ان هذه المناهج تبنى وتطور وتعدل وفق معايير مستمدة من الدستور وقانون التربية والتعليم وتعزيز الانتماء الوطني وفهم الصحيح للاسلام للتصدي للغلو والارهاب وتحصين أبنائنا ضد الغلو، لتعميق مبادئ التسامح والاعتدال والتعايش واحترام الاخر وصون النفس البشرية وفق ما جاءت به رسالة عمان.

واضاف ان وزارة التربية والتعليم قامت بدراسة مسحية للمناهج بهدف إخراج أي تعديل يدعم الغلو والتطرف والارهاب، داعيا الى ادراك مجموعة من الامور خلال الحديث عن المناهج الاردنية، من دون جلد الذات، رافضا في المقابل اطلاق شعارات مغايرة للواقع ما يجعل الساحة تقع في الارباك، كأن نتكلم عن مناهج خفية وظاهرة في المناهج الاردنية.

وأكد على ان المنهاج الاردنية مناهج حيادية ليست مسيسة، مشيرا الى ان المملكة لا يوجد فيها نظام احادي شمولي. وتابع ان المناهج الاردنية مبنية على اسس تربوية راسخة وفق معايير عالمية تراعي كل الجوانب وبناء شخصية الطالب الاردني في جميع المناحي، مشيرا الى ان تطوير المناهج جاء ليس لاننا نعاني من عجز بل لان ذلك اسلوب مستمر للتطوير.

وأكد أن المناهج الاردنية زاخرة بالمفاهيم التي تحث على الاعتدال واحترام الاخر وهي موجودة في كثير من المباحث بشكل متكامل، من البداية الى اخر الصفوف المدرسية.

واشار الى ان الوزارة تعمل على تطوير استراتيجياتها عبر مؤتمر اصلاح التعليم وأنها تعكف حاليا على تنفيذ برامج لا منهجية للتوعية ومحاربة الغلو وافكار التطرف وتأهيل معلمي التربية الاسلامية وتوظيف الاذاعة المدرسة لتعزيز مفاهيم التربية والوطنية، مشيرا الى ان محاربة التطرف هي مسؤولية متكاملة للاعلام والاسرة والمجتمع، فهي مسؤؤولية وطنية.

وقال ان المملكة قد واجهت موجات بشرية اثقلت عليه بالافكار الغريبة عنه وهو ما انعكس سلبا على جزء من ثقافة المجتمع، مشيرا في المقابل الى ان المملكة بلد ديمقراطي نصير للامة العربية، وهذا النهج على مدى تاريخ الاردن وضعه أمام مسؤولية تاريخية.

ولفت الى ان عجز المجتمع الدولي عن تقديم حل للقضية الفلسطينية ولد شعورا بالظلم والاضطهاد.

وأكد ان التشريعات والوثائق التربوية نصت على استخدام لغة العقل والحفاظ على كرامة الانسان واستيعاب مبادئ العقيدة واحترام الاديان الاخرى، والاسلام نظام فكري سلوكي يرفض العصبية والاقليمة وكافة اشكال التعصب، ويدعو الى التسامح والايمان بالوسطية، كما نصت التشريعات التربوية على تنمية الحس الوطني والتركيز على التربية المتوازنة.

وتابع ان كل ذلك لا يتحقق بمجرد ان تكتب في الوثائق الرسمية بل يتطلب ترجمة الى اجراءات عملية وتضمينها في المناهج، ومن هنا – يقول وزير التربية - شرعت الوزارة في مراجعة المناهج ابتداء من الصفوف الأولى لتعليم القيم الانسانية والمواطنة والتعددية والاعتدال والوسطية وقبول الاخر.

وتابع لقد تم توظيف قصص الاطفال وتضمنت خطط الوزارة تطوير المناهج للصفوف لادماج وادخال مفاهيم العدالة الاجتماعية وسيادة القانون ونبذ التطرف وثقافة الحوار والتسامح الديني وصون حياة الانسان، لبناء شخصية الطالب وربطها بمجموعة من الانشطة.

واشار الى وجود خطط لمعالجة ظاهرتي التسرب والمدارس المنزلية وتفعيل التشريعات التربوية وتفعيل الرقابة على نشاطات المدارس العامة والمدارس الخاصة، والتأكيد ان هذه النشاطات تنسجم مع فلسفة وزارة التربية والتعليم لمواجهة الفكر المتطرف.

وقال: أعددنا دراسة للنظر في مناهج اللغة العربية والتربية الاسلامية والتربية الوطنية. وقال نحن لا نتحدث عن الرياضيات والفيزياء بل عن مناهج معينة.

وأضاف طلبت الوزارة من اللجان ان تستخرج اي مفاهيم تتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان، وان تركز على مبادئ التسامح وقبول الاخر.

واوضح ان الوزارة طلبت من بعض كتاب قصص الاطفال وضع قراءات اضافية للاطفال، بشكل قصص قصيرة، بحيث يرفع الطالب الى الصف الخامس بعد أن يكون قد اخذ البذرة التي تساعده على الفهم.

بدوره قال وزير التربية الاسبق د. إبراهيم بدران، مستشار رئيس جامعة فيلادلفيا للعلاقات الدولية الذي أدار الجلسة، ان المسألة الأساسية التي نحن بصددها اننا عندما نتحدث عن الارهاب والعنف نتحدث عن عقلية تم صياغتها لتكون مستعدة للتجاوب مع العنف والخروج على القانون والدولة والاعراف الانسانية.

واضاف إن التربية والتعليم المصنع الرئيس لتكوين العقلية المجتمعية التي تصنعها التربية والتعليم والاعلام والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وافرازاتها.

وتابع التربية والتعليم هي الاخطر، متسائلا أي نوع من العقلية تشكل المناهج واي عقلية تشكل المدارس وما هي الاسس التي يقوم عليها العقل في المدرسة وهل للعقل والعلم الدور الاساسي في المدرسة ام ان النقل والدراسة والعادة تلعب دور رئيسا ؟ وقال: هي اسئلة يجب الاجابة عليها بصراحة.

وتابع المنطقة دخلت في مرحلة لا تستطيع ان تستمر في المواربة، وهذا يستدعي تعديل المناهج وان يكون هناك تركيز على أمور لم يكن عليها تركيز مثل التعددية.

وعاد وتساءل ما هي القاعدة التمييزية المعرفية التي ننشئ الطالب عليها؟ وقال: كثير من ما يكتب دائما يشار الى ان لدينا خصوصية، حقوق الانسان صحيحة، داعيا الى تأصيل التاريخ الماضي والحاضر والمستقبل.

وقال: الامر مختلط لأن التاريخ اختلط بالتاريخ والكتابات التاريخية، وبالتالي اصبح هناك نوع من الخلط، حتى ان الوطن والدولة كثيرا ما نراها غائبة في الكتب وتم التركيز على الأمة الاسلامية والعربية ونادرا لم اجد اشارة الى الدولة الوطنية.

واوضح عندما اتكلم حول التربية والتعليم فانا اتكلم عن المناهج الظاهرة والخفية، فاخطر ما يوجد في المناهج المنهج الخفي الذي لا يتحدث صراحة لكنه يوحي ويؤكد وهذه قضايا مهمة.

واشار الى ان من هذه القضايا المهمة التي تكون عقلية الطالب هي الفنون. وقال: حاولت ان أجعل الفنون حصتين فقيل لي انها مسألة صعبة للغاية، والرياضة كذلك. وأضاف: يجب ان نتخيل ما هي مشاعر الطفل عندما تكون الرياضة والفنون مهملة.

ودعا الى تدريس الفلسفة والمنطقة التي كانت جزء من مناهج التربية والتعليم وحذفت بقرار من لجنة التربية. وقال: هذه مسألة لا بد من اعادتها لانه لا يمكن ان يتغير الوضع الى وضع افضل ما لم يكن هناك عقلية علمية ويتدرب الطفل ان العلم والعقل هو مناطق العقل على الأمور.

وتابع: اذا استطعنا تربية الطفل على كل ذلك التسامح وان دينه جزء واحد من الاديان السماوية، سنغلق من جزء كبير من الباب امام حركات التطرف التي تجتذب الاطفال والشباب بايحاءات مشوهة.

واشار الى انه لا يمكن ان يتحقق كل ذلك ما لم يعط المعلم الاهتمام الكافي في التأهيل والتدريب والمكانة الاجتماعية.

من جانبه قال النائب بسام البطوش رئيس لجنة التربية والتعليم والثقافة النيابية: نحن ندرك ان صياغة الفرد تتم في جزء كبير بمؤسسات التربية والتعليم، وتحديدا المناهج التي يتعرض لها الطلبة، لكن علينا الانتباه ان ما يصنع الارهاب والغلو عوامل متداخلة سياسية واقتصادية واعلامية واجتماعية وثقافية، تكمل بعضها البعض من دون ان نستطيع فصل هذه الاسباب عن بعضها.

وحول الهجوم على الاسلام قال: ان مع الهجوم على التطرف من دون استثناء لكن ارجو ان لا تلتقط هذه اللحظة للهجوم على الاسلام. وهذا ما بتنا نلحظه لدى الاعلام والمؤسسات، مشيرا إلى ان استغلال الهجمة على التطرف – وكلنا مع هذه الهجمة – شيء وان محاولة ابعاد الاسلام عن التأثير في الجيل شيء اخر.

وأكد ان هناك من يريد ان يجفف منابع الاسلام لدى البعض، متسائلا كيف يمكن للطالب الجامعي ان تلغى من خطته مادة الثقافة الاسلامية، ونقول اننا نريد ان نحارب التطرف.

واضاف، من موقعي كنائب قدمت مذكرة نيابية الى وزير التعليم العالي لاعادة تدريس مادة الثقافة الاسلامية كمتطلب اجباري في الجامعات.

واوضح ان الاجيال تتخرج من المدارس والجامعات لا تعرف شيئا عن الاسلام سيأتيها من يدعي عن الاسلام ويثثقفها بما يريد لان الطبيعة ترفض الفراغ.

وقال وزارة الأوقاف تقول إن لديها 6 الاف منزل كثير منها بلا أئمة، ومنها بلا اي موظف فكيف تعمل هذه المساجد.

واضاف تقدمنا كنواب لوزارة التعليم العالي فاذا لدينا كل هذه الحاجة للائمة فلماذا ترفع القبول في كليات الشريعة الى 70% وطالبنا بتخفيض الدرجة.

ونفى ان تكون المناهج الاردنية تصنع التطرف كما انها لا تصنع الاعتدال ايضا فلدينا عقلية محافظة، لكننا بحاجة الى مزيد من الجرأة للمعالجة.

بدوره قال الاب حنا كلداني في مداخلته إن الاصلاح يبدأ في البيت والمدرسة، مشيرا الى وجود اخطاء تاريخية في المناهج الاردنية.

وقال: هناك الغاء كامل لتاريخ المسيحي العربي وما قبل الاسلام، مشيرا الى ان المناهج الاردنية تخلو من ذكر المبادرات التي قام بها الاردن.

كما اشار الى عدم ذكر الاماكن المسيحية في القدس، باقتصار الحديث عن الاماكن الاسلامية. كما اكد على خلو مؤلفو المناهج من الشخصيات المسيحية، كما تخلو لجان الاشراف من هذه الشخصيات.

وقال: دين الدولة الاسلامية لا تعني عدم التنوع، ففي مناهجنا الاردنية قفزات تاريخية غير مبررة، مشيرا الى ان منهاج الصف العاشر يغفل عن ذكر اي تاريخ مسيحي في المنطقة، كما تخلو المناهج من تاريخ الكنيسة بشكل عام، وهناك معلومات مغلوطة في المناهج عن المسيحية.

واستشهد بتدريبات منهاج اللغة العربية فقال: هناك جملة تقول ليس بالخبز وحده يحيى الانسان، مشيرا الى ان هذه آية انجيلية لكن لا تذكر انها اية انجيلية.

كما قال ان هناك ذكر لاوقات الصلاة في تطبيقات اللغة العربية في الصف الأول، داعيا الى الاشارة الى ان هذه الصلاة للمسلمين وليس للمسيحيين.

كما تطرق الى ملف السياحة في الاردن بالمنهاج فقال: هناك اثار جرش التي لا يذكر للطالب فيها ان هناك كنائس في هذه الاثار، اضافة الى موقع بترا التي يوجد فيها 10 كنائس، وان الانباط صاروا مسيحيين بعد ان كانوا وثنيين.

كما رفض القول ان من دوافع الاستعمار التبشير، وقال هذه معلومة مغلوطة، فالغربي هدفه الحصول على ثروات المنطقة.

بدوره دعا الخبير التربوي حسني عايش الى تعليم الفلسفة في المدارس وقال ان تعليم الفلسفة هي لعوامل ابرزها النزعة الفطرية او الميل الطبيعي عند الطفل لمعرفة جواب سؤال ماذا ولماذا؟ مؤكدا ان تفكير الطفل لنفسه حاجة وحق من حقوقه الاساسية.

وقال ان المطلوب هو التعلم من اجل تكوين تفكير ناقد، مشيرا الى ان تعليم الناقد النقدي للتلاميد هو وسيلة متينة وضرورية لبلوغ الكمال الاخلاقي والمواطنة المسؤولة.

وقال ان الجانب الفردي او الاناني من عقلنا والجانب الاجتماعي منه جاهزان دائما لقبول المعلومات الايجابية عمن نحب والسلبية عمن نكره، كما انهما يميلان بقوة لقبول كل ما يخدم مصالحنا الثابتة ويبررها او يضفي المشروعية على رغباتنا القوية.

واضاف لقد مر اكثر من اربعين سنة على تخلي وزارة التربية عن تعليم الفلسفةـ بما في ذلك نظريات المعرفة والمنطق في المدرسة، للخلاص من وجع الرأس الذي كانت تتسبب به.

وقال ان السلفيين الاسلاميين والاسلامويين واشكالهم في المجتمعات الاخرى هم الد اعداء للفلسفة والتفكير الناقد تعليما وتعلما.

وقال ههم لا يعترفون سوى بالحقيقة الواحدة او المطلقة التي يملكون، او لا يجوز شرعا، تعليم غيرها او تعلمها.

وكانت الجلسة الثالثة من جلسات المؤتمر قد رصدت لمناقشة المحاور التالية:

تنقيح المناهج الدراسية مما علق فيها من أفكار تتنافى مع قيم الديمقراطية والتعددية والتربية المدنية، وقيم ثقافة الحوار والتسامح والاعتراف بالآخر والعيش المشترك، وقيم المواطنة المتساوية وحقوق الإنسان في المناهج الدراسية، وتوسيع المعرفة بالثقافات والفلسفات والاديان والمذاهب، كوسيلة لتطوير المعرفة بالموروث الإنساني المشترك، ودور العملية التربوية في تنمية الشخصية المستقلة والتفكير النقدي وإطلاق الطاقات الابداعية للاطفال والاجيال الشابة، وكيف يمكن التنسيق بين مختلف الجهات ذات الصلة لتوسيع النشاط اللامنهجي للطلبة، ورصد العملية التربوية لمحاصرة أثر الافكار المتشددة التي قد يتولى معلمون ومعلمات بثها في المدارس، وتصميم برامج تدريب وتأهيل للمدرسين بما يتناسب مع أهداف عملية الإصلاح التربوي.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير