نجاحات أردنية أمام الملك "صور"
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، أهمية ترسيخ الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، مشددا على أن المواطنة هي بمقدار ما يقدمه الإنسان لبلده وليس ما ينتظره منه.
وقال جلالته، خلال لقائه، بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، نخبة من شباب وشابات الوطن ممن يمثلون قصص نجاح متميزة في الإنجاز "أنتم مثال يقتدى به في المواطنة الصالحة والفاعلة، فكل واحد منكم يمثل قصة نجاح أردنية، وهي دليل على الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها الإنسان الأردني".
ووصف جلالة الملك، خلال اللقاء الذي جرى في قصر الحسينية، الرياديين الذين أحدثوا تغييرا إيجابيا في المجتمع "بأنهم رموز مبدعة لجيل الشباب، ونماذج قادرة على مساعدة نفسها والآخرين".
وخاطب جلالته الرياديين الشباب "بإمكانكم مساعدة الأخرين في المجتمع حتى نسير بالاتجاه الصحيح. إن ما عرضتموه من إنجازات يعد إشارات مهمة على فكركم المبدع وعدم اعتمادكم على ما تقدمه الدولة لكم، وأنكم قادرون على العطاء قبل الأخذ".
وأضاف جلالة الملك "أعلم أن الطريق أمامكم كانت مليئة بالتحديات، إلا أن شعوركم بالمسؤولية والمواطنة الصالحة كان الدافع الأكبر لتحقيق أهدافكم"، مؤكدا جلالته أن "الأمل معقود عليكم وعلى زملائكم للمساهمة في بناء وتقدم الوطن في شتى الميادين".
وأشار جلالته إلى أن الأردن يتمتع بكفاءات بشرية مبدعة تشهد لها دول العالم أجمع، رغم محدودية موارده الطبيعية، معربا عن تقديره لجهود هؤلاء الشباب والشابات على ما حققوه من قصص نجاح حصدت جوائز إقليمية وعالمية.
وأعرب جلالته عن استعداد مختلف مؤسسات الدولة، بما فيها الديوان الملكي الهاشمي، لتقديم كل ما من شأنه النهوض بالجيل الجديد من شباب وشابات الوطن، خصوصاً في المناطق البعيدة عن الخدمات.
من جهتها، أشادت جلالة الملكة رانيا العبدالله، خلال اللقاء، بروح القيادة والريادة التي أبداها أصحاب المشاريع المتميزة، الذين قدموا أنموذجا إيجابيا لشباب وشابات الوطن، وعبروا عن قدرتهم على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.
وأعرب الشباب والشابات، خلال اللقاء، عن تقديرهم لجلالة الملك وجلالة الملكة، ودعمهما المتواصل للإبداع والمبادرات الريادية، التي تسهم في رفعة الوطن وتقدمه.
وقالوا، في هذا الإطار، إن هذا الدعم يشكل حافزا لطاقاتهم في العمل بجد، من أجل إنجاز الأعمال والمشروعات، والتي حصدت مجموعة من الجوائز العالمية، لتكون شاهدا على قدرة الإنسان الأردني على تحقيق النجاح والابتكار والتميز.
وعرض الشباب والشابات أمام جلالتيهما نتائج إنجازاتهم، والتي تحولت إلى قصص نجاح إقليمية وعالمية.
وقالت صاحبة مؤسسة الهدهد، شيماء البشتاوي، إنها وشريكها محمد البشتاوي، تمكنا من إحداث نقلة نوعية في مجال تعليم اللغة العربية لمرحلة الطفولة المبكرة ولغير الناطقين بها، وذلك بتطبيق نماذج مبتكرة تتضمن تحميل برامج تعليم اللغة العربية عبر تطبيقات إلكترونية على الحواسيب الذكية والأجهزة اللوحية يستخدمها نحو مليون شخص حول العالم.
وقالت روان بركات، الناشطة الاجتماعية التي أنشأت مؤسسة رنين، إنها عملت على إيجاد منظومة تعليمية لتنمية مهارات الاستماع لدى الأطفال وإنتاج الكتب الصوتية باللغة العربية وإنتاج قصص مسموعة للأطفال من سن 5 إلى 16 سنة باللغة العربية الفصحى، ما يسهم في تطوير مهارات السمع والإصغاء عند الأطفال وتطوير قدراتهم اللغوية ومهارات التواصل لديهم.
من جانبه، قال المخرج وكاتب نص فيلم ذيب، ناجي أبو نوار، إن الفيلم عكس فترة مبكرة من تاريخ المملكة، وتم تصويره في وادي رم ووادي عربة، بالاعتماد على فريق ممثلين من المجتمع المحلي، حيث حاز الفيلم على جوائز عالمية لدى عرضه في مهرجانات سينمائية في تورينتو ولندن وايطاليا والإمارات العربية المتحدة وقطر وكوريا الجنوبية، وحظي بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية.
وقالت ضحى عبد الحق، التي أسست شركة أسكدنيا للبرمجيات بالمشاركة مع نائل صلاح في عام 2000، إن الشركة أسهمت في تطوير قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في المملكة وطرح 27 منتجا الكترونيا في السوق المحلية والعالمية، خصوصا البرمجيات التي تتعلق بالموارد البشرية، وتوسيع نشاطاتها لتشمل مبادرات لتعليم الموسيقى في مدارس شرق عمان وكذلك مشروع تمكين المرأة في هذه المجتمعات.
وطرح المهندس عماد الدباس، الحائز على جوائز دولية في مجال المباني الصديقة للبيئة، مبادرة لتطوير دليل للمباني الخضراء تضمن كفاءة استخدام الطاقة والمياه، لافتا إلى البدء في تنفيذ مبادرة لزراعة مليون شجرة في المملكة بالتعاون مع الحكام الإداريين والبلديات إلى جانب مبادرة "عمان خضراء في 2020" بالتعاون مع أمانة عمان.
وأسس راكان الرواد مبادرة "معرفتي مستقبلي"، وقال أمام جلالة الملك إن الهدف من المبادرة هو تزويد الشباب الأردني بمهارات عملية تزيد من فرص الحصول على وظيفة، من خلال مجموعة واسعة من الدورات المجانية لمساعدة الشباب في بناء قدراتهم في المجالات اللغوية والإدارية وتكنولوجيا المعلومات والمهارات الحياتية.
وأطلقت لبنى العويدي مبادرة "أردن خال من التدخين"، وقالت إن المبادرة تعمل على تطبيق كامل لقانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة، ويحضر بيع السجائر لمن هم دون 18 عاما، لافتة إلى أن المبادرة أسهمت في نشر الوعي العام بمضار التدخين وصولا إلى التطبيق الكامل لمواد القانون.
وأطلق حمزة أرسابي، من خلال جمعية الثقافة العلمية، مبادرة للإبداع العلمي في الأردن لتشجيع الطلاب على استخدام أدوات البحث العملي ، وقال "نسعى من خلال الجمعية على نشر الوعي حيال المنهجيات العملية في الدراسات والمسوحات بالتعاون مع المدارس الحكومية وصولا إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة".
وأسست غفران الخطيب مبادرة "نشامى العقبة" لتنمية حس المسؤولية الاجتماعية حيال الشرائح الاجتماعية الأقل حظا في محافظة العقبة، حيث تسعى "المبادرة" بأبعادها التطوعية لتدريب الشباب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم من جهة، وزيادة مساهماتهم في خدمة المجتمع من ناحية أخرى.
وقالت ندى خروب، التي أطلقت مشروع "رحلة إلى الإبداع"، إن المشروع يهدف لمواجهة تحدي البطالة بين الشباب في المملكة، من خلال غرس ثقافة الريادة والابتكار، منوهة الى أن المشروع نظم مجموعة من ورش العمل والتدريب المهني والتشبيك مع الآخرين، لغايات تطوير مهارات الشباب الأردني وزيادة الطاقة الإيجابية لديهم.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك.
--(بترا)