سورية: ذخيرة "الحر" تنفد.. والعفو الدولية تلوح بالمساءلة الجنائية لطرفيّ الصراع
عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها حول سلامة المدنيين في مدينة حلب السورية، خاصة بعد نشر صور فضائية تظهر استخداما متزايدا للاسلحة الثقيلة من قبل طرفي النزاع.
وتقول المنظمة إن تلك الصور تكشف عن وجود اكثر من 600 اخدود من المرجح ان تكون من آثار القصف المدفعي.
وحذرت العفو الدولية إن كلا الطرفين - الحكومة والمعارضة - قد يتعرضان للمساءلة الجنائية لتقاعسهما في توفير الحماية للمدنيين.
وقالت المنظمة في بيان ان الصور التي التقطت لحلب والمناطق المجاورة لها "تظهر استخداما مكثفا للاسلحة الثقيلة حتى في المناطق السكنية."
واضافت ان بعضا من تلك الصور تكشف عن وجود "اكثر من 600 اخدود من المرجح ان تكون من آثار القصف المدفعي"، وخاصة في بلدة عندان القريبة من حلب.
وقالت إن واحدا من هذه الاخاديد كان قريبا جدا من مجمع سكني في البلدة.
وقال كريستوف كويتل، المسؤول في المنظمة، "إن منظمة العفو الدولية تبعث برسالة واضحة الى جانبي الصراع تقول فيها إن اي هجمات قد يشنانها على المدنيين ستوثق من اجل احالة المسؤولين عنها الى القضاء.
واضاف "ان تحويل اكثر مدن سوريا اكتظاظا بالسكان الى ساحة للحرب سيكون له عواقب كارثية بالنسبة للمدنيين. ان الفظائع تتصاعد في سوريا."
ولم يعلق اي من الجانبين على ما جاءت به المنظمة
هذا وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 257 شخصا على الأقل قتلوا أمس الثلاثاء بنيران الجيش السوري معظمهم في حلب ودمشق وريفها وحمص. وبينما تشهد أحياء في وسط مدينة حلب اشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر، قال الأخير إن ذخيرته قاربت على النفاد.
فقد قال نشطاء سوريون إن معظم قتلى الثلاثاء سقطوا في دمشق وريفها وحلب وحمص بوسط البلاد، من بينهم خمسة أطفال قضوا في تواصل للقصف المدفعي على حي دير بعلبة بحمص، كما لقي أربعة مدنيين حتفهم أثناء قصف على مزارع مدينة الرستن بريف حمص.
كما أفاد ناشطون في محافظة درعا بأن ستة أشخاص قتلوا بينهم أربعة أطفال وجرحت عشر نساء إثر استهداف دبابة تابعة للجيش السوري مساء أمس الثلاثاء لسيارتين تقل نازحين من منطقة بصر الحرير.
وحسب نفس المصدر، فإن الضحايا الذين كانوا يحاولون الهرب من المنطقة التي تتعرض لقصف متواصل منذ خمسة أيام ينتمون إلى عائلة الحريري.
في هذه الأثناء، تستمر المواجهات في حلب بين جنود الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر الذين أعلنوا أن ذخيرتهم قاربت على النفاد، فقد قال أبو جميل -وهو من مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن المدينة- "ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها إلى خط الجبهة".
بدوره قال زميله أبو علي -قائد ميداني- إن الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا من صعوبة إرسال تعزيزات إلى جبهة القتال، مضيفا أن "دبابات الأسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع".
وبينما لم تشهد أجزاء من المدينة القديمة أي اشتباكات على الإطلاق، يدافع الجيش الحر عن مواقع عدة بحلب من بينها حي صلاح الدين، في المقابل تحاول قوات الجيش النظامي التقدم على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى المدينة من الجنوب الغربي.
وفي وصفه لوتيرة المعارك الدائرة بين الطرفين، قال الشيخ توفيق وهو أيضا قائد في الجيش السوري الحر لوكالة رويترز للأنباء "كل يوم الهجمات من الجيش السوري تصبح أكثر شراسة".
وأضاف "يعتقد النظام أنه سيكون إحراجا كبيرا له إذا لم يتمكن من اقتحام صلاح الدين، إنه البوابة إلى حلب. إذا تمكن من الدخول من هذه المنطقة فإن كل مراكز الشرطة المحررة ونقاط التفتيش والأماكن الأخرى داخل حلب ستصبح تحت سيطرتهم".
من ناحية أخرى اقتحمت قوات الجيش الحر مبنيي الأمن الجنائي والجيش الشعبي، وقتلت وأصابت أكثر من عشرين عنصرا من الأمن والشبيحة. وأضاف أن عدة أحياء في المدينة تتعرض لقصف بالطائرات والدبابات.
وبعيدا عن حلب، هاجمت عناصر من الجيش الحر حقلا نفطيا في ريف دير الزور في شرقي سوريا واشتبكت مع قوات الجيش النظامي مما تسبب بمقتل ستة من عناصره وأربعة في صفوف القوات المهاجمة، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد بأسر عدد من عناصر القوات النظامية أثناء العملية.
وشملت الاشتباكات الثلاثاء منطقة باب أنطاكية وأحياء باب جنين والعزيزية والسبع بحرات في وسط حلب.
وفي شرق البلاد، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية بأن "كتائب المجلس العسكري الثوري للمنطقة الشرقية بمساعدة كتائب أخرى من الثوار سيطرت ظهر اليوم على مفرزة الأمن العسكري في مدينة الميادين".
ونقل نفس المصدر أن "اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل أربعة من عناصر المفرزة بينما انسحب باقي عناصر المفرزة إلى مقري كتيبة الهجانة (حرس الحدود) وكتيبة المدفعية المتواجدين في المدينة".
كما ذكر أن السيطرة على مقر الأمن العسكري في المدينة تأتي بعد السيطرة على مقري الأمن السياسي وأمن الدولة، و"بالتالي لم يبق في الميادين من مقرات أمنية وعسكرية للنظام سوى مقري الهجانة وكتيبة المدفعية".
وأوضح عبد الرحمن أن هذه المفارز الأمنية الثلاث أصبحت خالية، شارحا أنه "لا يمكن للثوار أن يستقروا فيها، لأن هذا يعني تعرضهم للقصف" من قبل القوات النظامية.
وبينما تتواصل المعارك أعلن عدد من ضباط وزارة الداخلية في عدة محافظات سورية انشقاقهم عن النظام وانضمامهم إلى صفوف الثوار، ومن بين هؤلاء العميد نجيب أحمد الشلاف قائم مقام منطقة المالكية في محافظة الحسكة والعميد أديب الشلاف قائم مقام منطقة الطبقة في محافظة الرقة.
وقد عزا هؤلاء الضباط انشقاقهم لما وصفوه "بأعمال القمع والقتل بحق الشعب الأعزل" في جميع المحافظات السورية. (وكالات)