جامعة الشرق الاوسط ترسم "خارطة طريق" في خلوتها الرابعة
في خلوتها العلمية الرابعة، حددت جامعة الشرق الأوسط "خارطة الطريق" لمسيرتها الاكاديمية من منطلق "تفكير استراتيجي يبني على الانجازات ويتجاوز العقبات ويرنو لتحقيق التطلعات".
في هذه الخلوة، كاشف رئيس مجلس الامناء الدكتور يعقوب ناصر الدين، ورئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ماهر سليم الجميع من أعضاء مجلس الامناء، وعمداء ورؤساء الاقسام في الكليات حول نقاط القوة التي تتمتع بها الجامعة من سمعة طيبة وموثوقة، لكن حتما لا يلغي ضرورة الحث على تجاوز نقاط الضعف.
في هذه الخلوة، ولاول مرة، القطاع العام الاكاديمي، كان حاضرا وممثلا بالامين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور هاني الضمور الذي شدد على ضرورة تشخيص الواقع الاكاديمي المطالب بانتاج المعرفة " فالمجتمع يترقب من الجامعات وخريجيها حلولا لمشكلات مجتمعية"، بحسبه.
أسئلة برسم الاجابة
لم يكتفي الدكتور الضمور بذلك، بل أثاراسئلة طالب المختصين في القطاع الاكاديمي أن يجيبوا عليها " وهي جزء من التفكير الاستراتيجي حول كيفية الوصول إلى الميزة التنافسية التي تحقق الديمومة للجامعات في سوق العمل.
وتساءل :" ماذا نحن فاعلون بعد 50 سنة بالنسبة للتعليم العالي"، مشيدا بسنة جامعة الشرق الاوسط في المكاشفة والمراجعة الذاتية لضمان مسيرة تحقق أهداف الجامعة من منطلق رؤيتها.
لماذا تميزنا؟
رئيس مجلس الامناء الدكتور يعقوب ناصر الدين قال إن "التميز الذي ننشده في جامعة الشرق الأوسط يحتم علينا تسخير رأسمالها المادي والمعنوي لتعميق المعرفة لدى منتسبيها، باعتبارها قوة للبقاء والنماء والرقي".
وأضاف :"لقد وفرت الجامعة بيئة خاصة للتعليم، واستقطبت نخبة مميزة من الأساتذة المؤهلين، ووفرت الخطط الدراسية المعدة إعداداً دقيقاً من خبراء مختصين، ومنهاجاً مدروساً يربط بين الدراسة النظرية والواقع، ما يجعلها قادرة على احتضان طالب طموح، وتخريج قيادي مؤهل، للتنافس واثبات الذات وطنياً وعالمياً".
وتابع :" وما سمعة ومكانة الجامعة الطيبة التي تتبوأها، إلا نتاج ايمانها بمسؤولياتها ايمانا يتجاوز التنظير إلى الفعل الحقيقي الذي يلمسه القاصي والداني، فمن يمثل التعليم الجامعي هو الذي يعمل على تجويده وتطويره وصولا المخرجات الجامعية إلى تحقيق الهدف الاسمى وهو خدمة الوطن الذي نتطلع جميعا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للوصول به إلى مكانة عالمية مرموقة".
واقرت الجامعة في خلوتها الثالثة التي عقدت في البحر الميت استراتيجيتها للسنوات الخمس المقبلة (2014- 2019) ، التي جاءت في عشر محاور في مقدمتها الحاكمية والادارة الجامعية والبرامج الاكاديمبة، ومحور "الجامعة المنتجة" المقرر لغايات تطوير عملية البحث العلمي، وتوجيه الابحاث نحو الجانب التطبيقي.
التحديات والحلول
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ماهر سليم إن "التوصيات المقرر أن تخرج على ضوء ما يتوصل إليه الجميع في هذه الخلوة ستعرض على مجلس الامناء لإقرارها لتكون أرضيتنا وخارطة الطريق لمستقبلنا المشرق".
وعرض الاستاذ الدكتور ماهر سليم لرؤية الجامعة المؤمنة بها وهي أن تكون جامعة جادَّة وملتزمة وساعية للتعلُّم ، في حين أن رسالتها تنصب على إعداد القادة من خلال تهيئة بيئة محفزة على التعلُّم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، يبنما من أبرز أهدافها الاستراتيجية: تبني الحاكمية في إدارة الجامعة بفاعلية وكفاءة بما يحقق التميز المنشود. وتقديم برامج أكاديمية رائدة وفق معايير الجودة الشاملة. وتهيئة بيئة تعليمية تعلّميّة جاذبة ومحفزة للإبداع والتميز. ورفع كفاءة آداء كليات الجامعة وعماداتها ودوائرها ومراكزها ومكاتبها. والارتقاء بمستوى البحث العلمي والدراسات العليا وتعزيز البحث التطبيقي.
غير ان الحلول تكون ، من وجهة نظر الاستاذ الدكتور سليم، في تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس وتحسين الخدمات المقدمه لهم عبر زيادة مشاركة أعضاء هيئة التدريس في النشر العلمي الدولي لأبحاثهم والمشاركة في المؤتمرات الدولية ، ورفع المخصصات المالية،و تطبيق معايير الجودة وتقييم القدرة المؤسسية والفاعلية التعليمية للجامعة، وزيادة القدرة التنافسية لطلبة جامعة الشرق الأوسط عبر عقد برامج للتدريب التطبيقي المهني، وإنشاء مكتب متابعة الخريجين في كل كلية، واستحداث وحدات للارشاد النفسي، كذلك تطوير ودعم البحث العلمي عبر توجيهه نحو حل مشكلات المجتمع المحلي".
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الجامعة لوجود " تقصير" من ناحية البحث العلمي "رغم الدعم المقدم"، مشددا على ضرورة تطوير رسائل الماجستير وربطها بالواقع داعي لالغاء رسائل الاستبيانات".
وأوصى ان تكون في" كل كلية وحدة تدريب لاعداد الطلبة لسوق العمل"، مشيرا إلى أن "الطالب شريك للإدارة الجامعية في العملية التعليمية التعلمية".
و قالت نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتورة سناء شقوارة "أن التحديات التي تواجه الجامعة غير مسبوقة نتيجة العديد من المتغيرات التي حدثت خلال الآونة الأخيرة على الصعيد المحلي والعربي و العالمي مما يؤكد ضرورة وحتمية التفكير الإستراتيجي"، ومنها"( التحديات) زيادة المنافسة على المستويات المحلية والاقليمية والعالمية، التقدم غير المسبوق في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، تغير حجم سوق العمل وتركيبته ما يستدعي التغيير في مواصفات الخريج، والحاجة لأبحاث تطبيقية".
و في مداخلة لعضو مجلس الأمناء معالي العين المهندس شحادة أبو هديب أكد على ضرورة السعي الى التميز والابداع والابتكار، والتعليم المستمر، والعدالة والنزاهة، والشفافية والمساءلة، والتفاعل مع المجتمع، وضمان الجودة الشاملة.
و في هذا الصدد طالب عضو مجلس الأمناء معالي الدكتور صلاح البشير بانشاء وحدة لجودة الخريج و دعم الخريجين و متابعتهم مشيرا الى ضرورة دراسة سوق العمل و احتياجاته لتزويد الخريج بالمهارات التي يحتاجها.
نقاط القوة والضعف والتطلعات
وشهدت الخلوة تقارير قدمها نائب و مساعدوا رئيس الجامعة وعمداء الكليات ورؤساء الاقسام و مديروا الدوائر الإدارية و المراكز تضمنت عرضا صريحا لنقاط القوة والضعف ومنها الانتاج العلمي الذي لا يتناسب مع ما هو متوقع، والطاقة الاستيعابية لبعض الشعب، كما تناولت العروض التطلعات المستقبلية للكليات والدوائر، وتوصيات من أبرزها انشاء صندوق لدعم الخريج يمنح قروضا ميسرة لإقامة المشاريع الصغيرة.
وفي هذا الصدد عرض نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد الحيلة لأهداف مكتب الاعتماد ونقاط القوة والضعف في عمله وتطلعاته المستقبلية، كذلك عرض لعمل لجنة الترويج والاستقطاب وهدفها الرئيس في استقطاب نخبة متميّزة من الطلبة في برنامجي البكالوريوس والماجستير.
ودار نقاش مفتوح وصريح بين المشاركين في الخلوة، تكاشف فيه الحضور حول كيفية تجاوز التحديات في أجواء تسودها الشفافية والمسؤولية.