شاهد - سمع والدته تتمنى موته!
أصيب مارتن بيستوريوس في جنوب أفريقيا عند بلوغه الثانية عشرة من عمره بمرضٍ غامضٍ أخضع جسمه بالكامل لرحمته. كانت عوارض المرض قليلة، لكن احتقاناً في الحلق لاحقاً كان كفيلاً بتمدّده، ما جعل مارتن ينام معظم الوقت، وخسر كلياً قدرته على الحركة.
حدّد الأطباء المرض بأنه التهاب السحايا، لكنهم لم يتمكنوا من مساعدته فأرسلوه إلى المنزل وقالوا لوالدَيه إن عليهما العناية به حتى موته.
فقام الوالدان بالعناية به من استحمام وطعام وملبس، وكان يقلبانه كل ساعتَين خلال نومه كي لا يُصاب بتقرّحات. وفي أوقات العمل، وُضِعَ مارتن في مركز للعناية الطبية.
بعد سنتَين في الغيبوبة، بدأ مارتن يستعيد وعيه، وعندما بلغ السادسة عشرة من عمره، أصبح واعياً كلياً ومدركاً لحالته، لكنه لم يتمكن من تحريك جسمه أبداً. فظلّ كذلك لفترة عشرة أعوام قبل أن يتواصل مع أحد.
لكن الحقيقة المرّة هي أن موظفي العناية الطبية لم يعيروه اهتماماً، حتى إنهم عنّفوه. وهو أخبر أن الأمر كان مريعاً: "إذ كانوا يشدّون شعري بقوّة، فتغرورق عيناي بالدموع، كما أنهم أطعموني بطريقة وحشية، مُدخلين الملعقة بشكلٍ عنيف إلى فمي، ما آلمني كثيراً في أسناني. صرخوا في وجهي كثيراً، وتعرّضتُ للصّفع أيضاً، ما جعلني أشعر بأني أفتقد لأي قيمة إنسانية. عدا عن ذلك، عانيت تحرّشاتٍ جنسية من نساء كان واجبُهنّ الاعتناء بي. وكانت إحداهنّ تأتي وتمتطي السرير جالسةً فوقي، وتقوم بحركاتٍ جنسية عبر لمسي بطريقة غير لائقة. كل هذه الأمور جعلَتني عاجزاً وحلمتُ بأن أتمكّن من تحريك جسمي والتكلم كي أهرب من هذا الواقع!".
ويتذكّر مارتن الأوقات الصّعبة خلال عجزه عن تحريك جسمه، بقوله: "أمضيتُ أيضاً ساعاتٍ جالساً في كرسيٍّ متحرّك أمام شاشة التلفزيون، مُجبراً على أن أشاهد إعادة برنامج Barney. وأصعب لحظة كانت عندما دخلت أمي غرفتي وقالت لي بكلّ هدوء: "أتمنى أن تموت".
حتى يتمكّن من الهروب من هذا الواقع، تجاهل مارتن أموراً عدة وحاول الرّبط بين أفكاره وتخيّلاته، ما حرّك الخلايا العصبية وجعلها تتطوّر ببطء.
عندما أصبح في الخامسة والعشرين من عمره (عام 2001)، تحسّنت حالته جدّاً إذ لاحظ الأطباء أنه بدأ بالتحرك قليلاً، مُحاولاً التحدث والتواصل مع محيطه.
تعرّف إلى زوجته جوان في الإنترنت، بعدما تواصلا عبر البريد الإلكتروني، فزارها في المملكة المتحدة وتزوّجا عام 2009.
قصّته تُذهل كل من يسمعها، وهناك حديث عن أنها ستُعتمَد في فيلم، ويأمل مارتن وزوجته أن يمثّل مات دايمون وكاميرون دياز شخصيتَيهما.