" الاعلام الصحي وصناعة الوعي" مؤتمر في جامعة الشرق الاوسط
شدد خبراء إعلام وصحة على ضرورة رفع الوعي بأهمية الإعلام الصحي وتأصيل مفهومه لتجنب التضليل المتحقق في الرسالة الاعلامية وأثرها على الجمهور المتلقي.
وقالوا في اليوم الاول لأعمال المؤتمر الدولي العلمي، بعنوان ( الاعلام الصحي .. وصناعة الوعي) أن من أبرز أدوات إيضاح الرسالة الاعلامية في المجال الصحي هو التفريق بين الاعلام والاعلان الذي يلتبس على المتلقي الذي يتعامل مع المعلومات كحقائق مسلم بها حتى وإن وردت في إعلان صحفي.
وينظم المؤتمر الذي افتتح أمس الاثنين، ورعته سمو الاميرة بسمة بنت طلال، وهو الاول من نوعه، جامعة الشرق الاوسط بالتعاون مع مستشفى الإسراء و اتحاد الجامعات العربية.
وتناولت الجلسة الاولى التي ترأسها رئيس تحرير صحيفة الراي الاستاذ سمير الحياري محور الاعلام الصحي بين الواقع والمأمول، ناقش خلالها المتحدثون موضوعات في دور وسائل الاعلام في ترويج الوجبات السريعة المضرة بالاطفال، ودور الاعلام الصحي في النهوض بالمسؤولية المجتمعية ، والتثقيف الصحي بين الاعلام والاعلان، والتثقيف الصحي في عهد الامارة الاردنية.
وفي هذا الصدد قال رئيس الجلسة الاستاذ الحياري إن "المجتمع بحاجة فعلا إلى وعي صحي تثقيفي لنحدد الخيارات ونضع أجندة لأعلام وطني في مجال التعامل مع القضايا الصحية"، مشيرا إلى ضرورة الخروج بتوصيات تمزج بين التنظير ممثلا بالأكاديميين والتطبيق من خلال الزملاء في المهنة لصياغة رسالة إعلامية تتجنب الخطأ أو التظليل في المجالات الطبية.
من جهته قال المتحدث الرئيسي في الجلسة الدكتور نايف الفايز وزير الصحة الاسبق ، إن الاعلام إحد الدعامات الاساسية لصناعة الوعي الصحي بل "هو العماد الرئيسي لإيصال الرسالة الصحية لجمهورها المستهدف وبشكل صحيح وسليم يسهم في تطور الفرد".
وأضاف أن "الاعلام يؤثر في الجميع في المواطن والمسؤول ، لأن التوعية الصحية تضم التوجيه والممارسة .. أي هي تفاعلية تواصلية تهدف لخلق مواطن واع صحيا".
ودعا إلى ايجاد قاعدة تشاركية بين القطاعين -الاعلام والصحة- لضمان ان تكون الرسائل الصحية واضحة غير ملتبسة وتصل إلى هدفها المنشود، عبر الانفتاح على مصادر الاعلام الصحي لتنويع المعرفة وتوسيع الادراك لدى المواطن.
وفي مجال دور الاعلام في ترويج الوجبات السريعة المضرة بالاطفال، قالت المشرفة على البحث الدكتور في كلية الاعلام في جامعة الشرق الاوسط حميدة سميسم إن "الدعاية التلفزيونية والاعلام يلعب دورا خطيرا في تحفيز المتلقي لشراء هذه الوجبات التي يرتفع استهلاكها بين الناس في المجتمع رغم مخاطرها على صحة الانسان وتحديدا الاطفال الذين ترتفع بينهم السمنة".
وبينت إن "السلطة الاستهلاكية مهما تعددت أشكالها فهي ليست إلا صورة تتمتع بقدر من الجمالية وتحفز المستهلك لشراء الوجبات السريعة معتمدة على مغريات كالمذاق .. مثلا"، مشيرة إلى غياب او محدودية البحوث والدراسات العربية التي تعالج القيمة الغذائية والثقافة الصحية.
وفي مجال التثقيف الصحي بين الاعلام والاعلان، قال الدكتور صلاح الدين أبو الرب أن الدراسات والابحاث رصدت بعض التجاوزات في الاعلان ومنها توظيف الشخصيات التمثيلية وكأنهم أصحاب خبرة واختصاص ما يتسبب في تظليل المتلقي، مشددا على ضرورة ايجاد إعلام متخصص للاعلاميين ، والاعلاميين الطبيين.
بدوره عرض الدكتور عادل الزيادات للاعلام الصحي في عهد الامارة، وعرف بالدراسات ووسائل الاعلام ومساهمات الرعيل الاول من الاطباء.
وفي الجلسة الثانية ، التي ترأسها مدير عام وكالة الانباء الاردنية (بترا) الاستاذ فيصل الشبول، خلص المتحدثون إلى ضرورة تأصيل امفهوم الاعلام الصحي ورفع الادراك بأهمية الثقافة الصحية وتعميمها في المجتمع.
وقال رئيس الجلسة الاستاذ الشبول إن المؤتمر يعد فرصة لتلبية احتياجات المجتمع في الثقافة الصحية عبر المزاوجة بين دراسات وبحوث أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات تواكب آخر المستجدات في مجال الاعلام والصحة لصقلها في رسائل اتصالية يحترف الاعلاميون في بنائها وتشكيلها من خلال أدوات تصل عبرها المعلومات الصحيحة للجمهور المتلقي.".
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أديب خضور ان الأعلام المتخصص ليس ترفا فكريا بل هو ممارسة تفاعلية مع الواقع الموضوعي ، أي أن الاعلام بحكم طبيعته يعكس الواقع المتغير ، مبينا أن الاعلام الصحي يتطلب أن يكون إعلاما متميزا يتمتع بمقومات المجال الصحي والحدث الصحي والظاهرة الصحية ، ثم الجمهور .. وهذه جميعها لا بد للنمنظرين والباحثين من تقريب المفاهيم بل ولا بد من استخدام قواعد الاعلام وتطويعها بما يلائم خصوصية المجال الصحي.
ودعا في هذا السياق ، لضرورة العودة للبحوث النوعية.
وعرض المتحدثون في ذات الجلسة لدور أمانة عمان في تعزيز الصحة من خلال الاعلام ، وعرضوا لتجارب في مجال الاعلام الصحي في وسائل المرئي والمسموع، ودور ومسؤولية الاعلام الصحي في التعامل مع الأخطاء الطبية ، فضلا عن عرض تجربة عربية ممثلة بوزارة الصحة السعودية في استخدام وسائل الاعلام في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتزويدهم بالمعلومات الصحية.
ودعا المتحدثون إلى ضرورة وضع استراتيجية اعلامية صحية تضمن الشراكة مع وسائل الاعلام ، وتعالج الاختلالات في التغطية الاعلامية في القضايا الصحية .
وفي الجلسة الثالثة التي ترأسها مدير عام هيئة الاعلام الدكتور أمجد القاضي تناولت محور التكامل والشراكة بين قطاعي الإعلام والصحة ، تناول فيها المتحدثون لموجبات الارتقاء بأسلوب التغطية الاعلامية الصحية والتوجه نحو الكتابة المتعمقة والاستقصائية ، فضلا عن ضرورة توجه الاعلام الصحي نحو توضيح ما يقوم به الباحث أو الاكاديمي في مجال البحوث الصحية، كذلك تناول المتحدثون لكيفية بناء ثقة المتلقي للرسالة الاعلامية وتأثيرات المعتقدات في كيفية الانخراطة بالممارسات الصحية السليمة.
وفي هذ الصدد شدد رئيس الجلسة الدكتور أمجد القاضي على ضرورة تحصين الناس من تأثيرات الفضائيات التي تبث الشعوذة ، وبنا ء الوعي لدى المتلقين عبر برامج صحية محكمة تحكمها مرجعية أخلاقية.
ويهدف المؤتمر، الذي يناقش فيه 33 بحثا متخصصا في الاعلام الصحي، إلى تعزيز دور وسائل الإعلام في خدمة القضايا الصحية، وإظهار أهمية وسائل الإعلام في تبني برامج المسؤولية الإجتماعية، وتوضيح دور الإعلام في بناء سمعة إيجابية للمنجزات الصحية الأردنية، وتعزيز الدور التعليمي لوسائل الإعلام في التثقيف الصحي.
ويتضمن اليوم الثاني المقرر اليوم الاربعاء الموافق 43 ، ثلاث جلسات، يترأس الاولى مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاستاذ رمضان الرواشد وتتناول بحوثا في دور شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي لدى الشباب في مملكة البحرين، ودور الحملات الاعلامية في توعية النساء بمرض السرطان الثدي (حملة لا تتردي فحصك آمان واطمئنان)، أما الجلسة الثانية والتي يترأسها مستشار جامعة الشرق الاوسط الاستاذ جرير مرقة فتتناول بحوثا في دور التلفزيون الاردني في التوعية الصحية، وكيفية التواصل مع وسائل الاعلام حول القضايا الصحية، في حين تتناول الجلسة الثالثة التي يترأسها نقيب الصحفيين الاستاذ طارق المومني بحوثا في مجال تقييم اساتذة الاتصال والاعلام لمعالجة وسائل الالعام الاردنية لقضايا الحياة الصحية، ودور العلاقات العامة في تطوير التوعية الصحية، ودور الاعلام في البيئة.