jo24_banner
jo24_banner

تحفيز عقول الطلاب غائب في مدارسنا

تحفيز عقول الطلاب غائب في مدارسنا
جو 24 : كتبت سهير بشناق - كيف يمكن ان ينمو عقل الطفل دون ان يبادر بطرح اسئلة عديدة قد تبدو لاسرته او معلميه مزعجة او يطرحها بدافع اثارة الانتباه ؟
كيف يمكن ان ننتقل بالتعليم من التلقين الى التفكير وتحفيز العقل والفكر ليرى الطفل والطالب الحياة خارج حدود المنهاج وورقة الامتحان، وكيف يمكن للمعلم ان يخرج عن حدود المالوف بالتعليم ويفتح مجالا للطلاب بالتفكير الذي يقود بنهاية الامر الى طرح الاسئلة بهدف الحصول على اجابات تساعد الطالب على بناء صورة حقيقية بما يفكر وبما يدور من حوله ؟
قيس طالب بالصف الثالث ابتدائي باحدى المدارس الخاصة تفاعل مع استشهاد الطيار معاذ وعاش اجواء الحزن التي عاشتها اسرته والاردنيون جمعيا وكان يسمع كلمة الارهاب مرارا فاراد ان يسال معلمته التي كانت تشارك الطلاب في بداية يوم مدرسي للحديث عن الوطن ومعاذ عن معنى الارهاب فم لم يجد سوى التوبيخ بانتظاره فاجابته المعلمة « لا تتحدث عن الارهاب الله يحمي الوطن «.
شعر الطالب بالاحراج وجلس بمكانه لكنه لم يحصل على الاجابة التي يريد فما دامت المعلمة تتحدث عن معاذ وقتله اليس الاجدر بها ان تقدم لطلابها ولو بكلمات بسيطة معنى الارهاب هذه الكلمة التي تررددت على مسامعهم مرارا في الاونة الاخيرة ؟
احمد طالب اخر بالصف الرابع الثاني ابتدائي طلبت معلمته من جميع طلاب صفه ان يدونوا على ورقة ماذا يرغبون ان يصبحوا بالمستقبل فكتب انه يريد ان يكون ملك وقدم الورقة للمعلمة التي هزأت من ما كتب وقرات لجميع الطلاب ما كتب وسالته كيف ستصبح ملكا ووالدك ليس ملكا.
الطفل عبر عن مشاعره الحقيقية التي لا تزال تدور في فلك وفكر طفولي بحت واعتبرت والدته ما كتبه ابنها بانه تاثر واضح بما حدث مؤخرا من استشهاد الطيار معاذ وموقف الاردن مجسدا بموقف جلالة الملك عبد الله الثاني.
وترى والدة الطفل احمد ان المعلمة كان يمكنها ان تنتهج اسلوبا اخر بالتعامل مع طفلها من خلال الحديث معه ومحاولة افهامه من يكون الملك وانها ليست مهنة.
هذه المواقف ومواقف اخرى تتكرر في المدارس الخاصة والحكومية لطلاب لا يتم تشجيعهم على التفكير ولا منحهم الفرصة ليفكروا لان غالبية الاسر والنمط التعليمي لا يسمح للطالب بان يوجه اسئلة تدور في فكره فالاباء والامهات بعد اكثر من سؤال يوجه من ابنائهم اليهم يشعرون بالضجر ويطالبونهم بالتوقف عن ذلك.
والمعلم داخل الصف لا يمتلك القدرة او الرغبة على الحديث مع طلابه او السماح لهم بتوجيه اسئلتهم ولو كانت من داخل المنهاج فان طرح طالب اكثر من سؤال قوبل بالصراخ من قبل المعلم معتبرا اياه بانه مشاغب ويسهم في اضاعة الوقت.
الاخصائية التربوية دانة الشريف اشارت الى انه من ضمن تطور الطفل ونمائه الفكري والانساني هو طرح الاسئلة على كل ما يعيشه ويراه. واضافت: الاطفال من مرحلة ما قبل المدرسة اي مرحلة الروضة يتطورون بشكل ملحوظ ويبدأون باكتشاف الواقع الذي يعيشونه فيبداون بالسؤال وهو امر طبيعي بل ضروري فالطفل الذي لا يسال يعني لا يتفاعل مع البيئة التي يعيش ولا يتطور التطور الطبيعي ذهنيا.
واشارت الى ان الاساس من قبل الاسر والمدارس ان تنمي هذا الجانب من خلال تشجيع الطلاب والاطفال بالروضة ايضا على طرح اسئلتهم فعندما تقرا المعلمة بالروضة قصة للطفل من الطبيعي ان يسال عن شخصيات القصة لتصل له المعلومات بشكل افضل فهناك فرق بين كلمة امراة وامراة مسنة وفرق بين ولد وشاب فان لم يحاول الطفل التعرف على مفاهيم جديدة ويكتسبها لن تتطور مهاراته ومعلوماته.
واضافت: القضية الاساسية ان غالبية المعلمين والمعلمات والاباء والامهات لا يملكون الصبر عندما يتم توجيه اسئلة من قبل ابنائهم او طلابهم فيطالبونهم بالصمت والكف عن الاسئلة متجاهلين حقيقية مفادها ان الطفل او الطالب ما لم يحصل على اجابات لتساؤلاته من قبل اشخاص اساسين بحياته سيلجا للحصول عليها اما من الاصدقاء او باستخدام الانترنت ممن هم اكبر عمرا وقد تصله اجابات خاطئة او غير كافية تؤثر عليه سلبا.
واكدت الشريف ان هناك دورا ومسؤولية كبيرة في يد كل ام وكل معلمة ليست مسؤولية التربية فقط او التعليم التلقيني انها مسؤولية التحفيز على التفكير والمشاركة بكل ما يحدث من حولنا للطلاب والابناء ومساعدتهم على الاستثمار في عقولهم فليس الاساس ان يدون الطالب كل المعلومات التي لديه على ورقة الامتحان وهو لا يدركها ولم تصله كما يجب ولا يجد من يشجعه على التفكير ولا يجد اجابات لتساؤلاته.
واشارت الى من يسال عن معنى الارهاب ليس طالبا ينتظر مطالبته بالصمت او اجابة كلمة الوطن بل انه بحاجة ان يفهم معنى الارهاب وما يحمله من كل فكر سيئ وسلبي ليفهم معنى الوطن وما يقوم به لمواجهة الارهاب مؤكدة ان الجيل الناشيء ليس بعيدا عن الاحداث التي تدور من حولنا وعليه ان يكون جزءا منها من خلال توعيته والاجابة عن تساؤلاته ليصبح قادرا على تقدير واحترام جوانب هامة بالحياة لا ان تبقى بحياته مجرد شعارات.
وتبقى المفارقة بتربيتنا لاطفالنا باننا نحرص على ان ينطق اطفالنا بداية كلماتهم بعمر مبكر وان تاخر الطفل بالكلام نسارع بعرضه على الاطباء تخوفا من ان يكون يعاني من مشكلة ما وعندما ينطلق الطفل بالكلام لا يجد امامه سوى من يحاول اسكاته من اسرته ومدرسته لينشا وهو يخاف من السؤال ويحمل شخصية متردده خجولة لانه لم يجد من يشجعه على التفكير وطرح الاسئلة التي تعتبر جزءا اساسيا بنمائه وتطوره الفكري والشخصي.الراي
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير