اختتام مؤتمر " الاعلام الصحي .. وصناعة الوعي"
أوصى المشاركون في مؤتمر ( الاعلام الصحي .. وصناعة الوعي) الذي اختتم اليوم الاربعاء بضرورة المزاوجة بين قطاعي الاعلام والصحة في الادوار والتدريب لخلق حالة من الوعي الصحي الذي يتجاوز القلق الشخصي والجماعي إلى ربطه (الوعي) بالتنمية الشاملة او المستمرة.
وقال المشاركون ،من خبراء الاعلام والصحة ، في جلسات اليوم الثلاث أن المعرفة الصحية في المشاكل الناشئة عن "نصف المعرفة أو المعلومة" أخطر من "انعدام المعرفة أو المعلومات.
ورعت المؤتمر،وهو الاول من نوعه، سمو الاميرة بسمة بنت طلال. ونظمته جامعة الشرق الاوسط، ومستشفى الإسراء و اتحاد الجامعات العربية.
وتضمن اليوم الثالث والاخير للمؤتمر ثلاث جلسات، ترأس الاولى مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الاستاذ رمضان الرواشد وتتناول بحوثا في دور شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي الصحي لدى الشباب في مملكة البحرين، ودور الحملات الاعلامية في توعية النساء بمرض السرطان الثدي (حملة لا تتردي فحصك آمان واطمئنان)، أما الجلسة الثانية والتي ترأسها مستشار جامعة الشرق الاوسط ،مدير عام مؤسسة الإذاعة و التلفزيون الأسبق الاستاذ جرير مرقة فتتناول بحوثا في دور التلفزيون الاردني في التوعية الصحية، وكيفية التواصل مع وسائل الاعلام حول القضايا الصحية، في حين تناولت الجلسة الثالثة التي ترأسها نقيب الصحفيين الاردنيين الاستاذ طارق المومني بحوثا في مجال تقييم اساتذة الاتصال والاعلام لمعالجة وسائل الاعلام الاردنية لقضايا الحياة الصحية، ودور العلاقات العامة في تطوير التوعية الصحية، ودور الاعلام في البيئة.
وفي الجلسة الاولى أو صى المشاركون بضرورة الاهتمام بالتثقيف الصحي وشمول جميع فئات المجتمع في الحملات الطبية، وتشجيع الاطباء على الكتابة في وسائل الاعلام لتناول قضايا الصحة، كذلك الكتابة للمواقع الرصينة وتعميم السلوكات الصحية السليمة. وزياة الحملات الاعلامية التوعوية من خلال النشرات والمحاضرات وتوزيعها على مدار العام لا قصرها على شهر واحد.
وفي هذا الصدد لفت المتحدثون إلى قصور لدى وسائل الاعلام في تطرقها للاسعافات الاولية أو تطرقها لهذا الموضوع بشكل محدود أو لا يخلو من الاخطاء، داعين إلى رفع الوعي المجتمعي من خلال وسائل الاعلام بالاسعافات الاولية.
وفي الجلسة الثانية، دعا المتحدثون إلى إيجاد مساحات أو وسائل إعلام متخصصة في الاعلام الصحي تضمن انهاء حالة التشويش التي يعاني منها المتلقي في الموضوعات الصحية. وفي هذا الصدد جرى عرض النتائج العكسية للمتحدث الرسمي او الناطق الاعلامي على الاعلام الصحي أو المعلومات المتخصصة.
كما أوصى المشاركون بضرورة إدخال مساق الاعلام في الكليات الطبية لضمان تمكين الاطباء المتخصصين من لغة وقوالب الاعلام للابتعاد عن أسلوب المخاطبة التي لا يفهمها إلا المتخصصين في مجال الاعلام الصحي.
وجرى خلال المؤتمر تقديم مقترح في إطار التوصية بايجاد برامج متخصصة في مجال الاعلام الصحي. ويحمل المقترح اسم "ساعة شفا" وهو برنامج تلفزيزني مدته ساعة ويهدف اكساب المعلومة الطبية الصحيحية والممارسة الصحية السليمة للجمهور المستهدف، وارشاد المرضى لتلقي ا لعلاج ، والهدف الاسمى للبرنامج المقترح بناء الامل في قلوب المرضى وأسرهم.
وفي الجلسة الثالثة ، أوصى المشاركون بإصدار مجلة علمية محكمة متخصصة في بحوث الإعلام الصحي، و تأسيس مراكز بحثية متخصصة في الإعلام الصحي،و الانفتاح في الحملات الإعلامية الصحية على المناطق النائية والبعيدة .
وأصى البيان الختامي للمؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام بضرورة التأكد من عرض المواد الإعلامية الصحية على المختصين في المجال الطبي للتأكد من دقتها وصحتها قبل نشرها للجمهور، وزيادة الرقابة الصحية على البرامج المقدمة في الإعلام للتأكد من عدم تعارضها مع السلوكيات الصحية السليم.
وخلال جلسات اليوم الثاني أمس الثلاثاء شدد خبراء الاعلام والصحة على ضرورة رفع الوعي بأهمية الإعلام الصحي وتأصيل مفهومه لتجنب التضليل المتحقق في الرسالة الاعلامية وأثرها على الجمهور المتلقي، و التفريق بين الاعلام والاعلان الذي يلتبس على المتلقي الذي يتعامل مع المعلومات كحقائق مسلم بها حتى وإن وردت في إعلان صحفي.
وهدف المؤتمر، الذي نوقش فيه 33 بحثا متخصصا في الاعلام الصحي، إلى تعزيز دور وسائل الإعلام في خدمة القضايا الصحية، وإظهار أهمية وسائل الإعلام في تبني برامج المسؤولية الإجتماعية، وتوضيح دور الإعلام في بناء سمعة إيجابية للمنجزات الصحية الأردنية، وتعزيز الدور التعليمي لوسائل الإعلام في التثقيف الصحي.