"السوشيال ميديا"في فلسطين .. إقبال متزايد واستخدام متباين
جو 24 : بات من المسلم به القول إن وسائل الاعلام الاجتماعي حولت العالم إلى قرية صغيرة قربت البعيد، وأتاحت المجال للحصول على المعلومات بطريقة سهلة وسريعة.
هذه الميزة دفعت بالشاب كرم زكارنة (20 عامًا) من بلدة قباطية قضاء مدينة جنين، لتوظيف ما بات يعرف بـ"السوشيال ميديا" التي أنتجتها الشبكة العنكوبتية، لتكون معينا له في رحلة البحث عن شقيقته التي لم يراها منذ سنوات طويلة.
زكارنة وهو طالب في قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة النجاح بنابلس، ولج إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً "فيسبوك" و"تويتر" للبحث عن أخته من أبيه سالي (27 عامًا) التي تقطن حسب آخر المعلومات في السويد، إذ أطلق بمساعدة نشطاء هاشتاغ #أختي_سالي أو #Mysistersally محاولا تحقيق ما يريد.
يقول في حديثه لـ "فلسطين الآن" : "منذ أن أفترق والدي عن أم سالي كانت هي في الرابعة من العمر، ثم تزوج بأمي وولدت عام 1995، وكان اللقاء الوحيد بيننا الذي لا أذكره إذ كنت في الثالثة من عمري في الأردن عام 1998، وكانت هي في العاشرة، وبعد ذلك تزوجت أم سالي من رجل يحمل الجنسية السويدية، وانتقلت معها إلى هناك، وانقطع التواصل نهائيا".
لم يجد كرم بعد كل هذه السنوات وما تضمنها من فشل محاولات اللقاء بينهما، إلا بإطلاق حملة إلكترونية ووسمين باللغة العربية واللغة الإنجليزية، لمحاولة الوصول إلى أخته أو إلى من يساعده في ذلك.
يقول "أدرس الإعلام وأدرك جيدا المزايا التي يوفرها الاعلام المجتمعي، نظرا لأن الغالبية العظمى من البشر مشتركون به من خلال مواقع التواصل، لذا لجأت إليه وكلي أمل أن التقي باختي بعد سنوات عجاف من الفراق".
قضايا مجتمعية
نترك كرم وكلنا أمل أن يحقق مراده ويلتئم شمله بأخته، إلى حملات الإعلام المجتمعية للتوعية بخطورة العنف ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني.
تقول المدربة في النوع الاجتماعي ناهد أبو طعيمة من معهد الإعلام بجامعة بيرزيت برام الله إنها تركز في دوراتها التي تقدمها خاصة للإعلاميين والعاملين في المؤسسات الصحفية على تأصيل المفاهيم الجندرية والحقوقية والقواعد المهنية والأخلاقية ودراسة المصطلحات الاجتماعية السائدة، والاهم كيفية تعاطي الاعلام مع القضايا المجتمعية الحساسة.
وأشارت في حديثها لـ"فلسطين الآن" إلى الأهمية القصوى التي يجب التنبه إليها من خلال توظيف الإعلام المجتمعي بشتى أنواعه لخدمة قضايا المرأة، والتنويه إلى خطورة الظلم التي تتعرض له، الذي يتمثله بالعنف بأنواعه.
وتابعت "الفيسبوك وتوتير والفايبر والواتس آب، وغيرها، كلها أدوات اعلامية حديثة، يقبل على المواطنون بشكل كبير، ومن هنا تبرز ضرورة توظيفها في رفع مكانة المراة وأن نكون حساسين عند تناول قضاياها".
دردشة و"شات"
لكن الصورة عند الشباب تقتصر أكثر على استخدام الاعلام المجتمعي في "الشات" والتعارف، وقضاء وقت الفراغ في التراسل، دون فائدة كبيرة.
وتقر نور هاشم وهي طالبة في كلية الآداب بجامعة النجاح بنابلس أنها متعلقة بالواتس آب حد الجنون، تقول "ما إن استيقظ حتى تكون أولى خطواتي في تفقدّ ما وصلني عليه من رسائل، وفورا أذهب إلى صفحتي ع "الفيسبوك"،، كل هذا قبل أن أغسل وجهي".
وتضيف "لا استخدامه إلا في التواصل مع العائلة أو صديقاتي، فهو مسل جدا".
ميزات كثيرة
ويشير المختص في الإعلام الحديث المهندس جعفر حجير إلى ان أبرز ما يميز "فيسبوك" أن المساحة تسمح لمشتركيه برفع الصور أو الفيديوهات والكتابة بحرية دون حدود لعدد الكلمات أو حجم الصور، إضافة إلى خيارات الخصوصية المتاحة، ومن هنا يوجد فيه مساحة أكبر للتفاعل وتكوين الصداقات أكثر من غيره من التطبيقات.
وأوضح أن الاقبال على الاعلام الاجتماعي يزداد كلما تطورات التكنولوجيا، قائلا "الغالبية اليوم يملكون أجهزة محمولة حديثة، بها كل هذه التطبيقات، كما أن خدمة الانترنت باتت أسهل من ذي قبل، ما وفر الكثير على المشتركين".
ويقر حجير أن استخدام العالم العربي وخصوصا فلسطين للانترنت ووسائل التواصل والإعلام الاجتماعي هو ترفيهي أكثر، وفيسبوك يحتوي على عناصر الترفيه سواء بالتواصل مع الأصدقاء، أو الألعاب وغيره.
احصاءات حديثة
وارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في فلسطين إلى مليوني مستخدم حسب الاحصاء الفلسطيني نهاية عام 2013، لتصبح فلسطين الأولى بين دول العالم من حيث استخدام "الفيس بوك" مقارنة بعدد السكان، حيث بلغ عدد المشتركين الفلسطينيين أكثر من مليون ونصف مليون مشترك.
كما أظهرت الأرقام أن 25% من الشباب بين 19 و 25 عاما يستخدمون الانترنت بشكل يومي، وأن نحو 65% من الناس لديهم جهاز حاسوب.
وفتحت وسائل الاعلام المجتمعي ساحة كبيرة من الحريات، وحطمت عدداً من القيود، لتكون بذلك سبباً رئيسياً في تطور ثورات الربيع العربي. فلسطين الان
هذه الميزة دفعت بالشاب كرم زكارنة (20 عامًا) من بلدة قباطية قضاء مدينة جنين، لتوظيف ما بات يعرف بـ"السوشيال ميديا" التي أنتجتها الشبكة العنكوبتية، لتكون معينا له في رحلة البحث عن شقيقته التي لم يراها منذ سنوات طويلة.
زكارنة وهو طالب في قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة النجاح بنابلس، ولج إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً "فيسبوك" و"تويتر" للبحث عن أخته من أبيه سالي (27 عامًا) التي تقطن حسب آخر المعلومات في السويد، إذ أطلق بمساعدة نشطاء هاشتاغ #أختي_سالي أو #Mysistersally محاولا تحقيق ما يريد.
يقول في حديثه لـ "فلسطين الآن" : "منذ أن أفترق والدي عن أم سالي كانت هي في الرابعة من العمر، ثم تزوج بأمي وولدت عام 1995، وكان اللقاء الوحيد بيننا الذي لا أذكره إذ كنت في الثالثة من عمري في الأردن عام 1998، وكانت هي في العاشرة، وبعد ذلك تزوجت أم سالي من رجل يحمل الجنسية السويدية، وانتقلت معها إلى هناك، وانقطع التواصل نهائيا".
لم يجد كرم بعد كل هذه السنوات وما تضمنها من فشل محاولات اللقاء بينهما، إلا بإطلاق حملة إلكترونية ووسمين باللغة العربية واللغة الإنجليزية، لمحاولة الوصول إلى أخته أو إلى من يساعده في ذلك.
يقول "أدرس الإعلام وأدرك جيدا المزايا التي يوفرها الاعلام المجتمعي، نظرا لأن الغالبية العظمى من البشر مشتركون به من خلال مواقع التواصل، لذا لجأت إليه وكلي أمل أن التقي باختي بعد سنوات عجاف من الفراق".
قضايا مجتمعية
نترك كرم وكلنا أمل أن يحقق مراده ويلتئم شمله بأخته، إلى حملات الإعلام المجتمعية للتوعية بخطورة العنف ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني.
تقول المدربة في النوع الاجتماعي ناهد أبو طعيمة من معهد الإعلام بجامعة بيرزيت برام الله إنها تركز في دوراتها التي تقدمها خاصة للإعلاميين والعاملين في المؤسسات الصحفية على تأصيل المفاهيم الجندرية والحقوقية والقواعد المهنية والأخلاقية ودراسة المصطلحات الاجتماعية السائدة، والاهم كيفية تعاطي الاعلام مع القضايا المجتمعية الحساسة.
وأشارت في حديثها لـ"فلسطين الآن" إلى الأهمية القصوى التي يجب التنبه إليها من خلال توظيف الإعلام المجتمعي بشتى أنواعه لخدمة قضايا المرأة، والتنويه إلى خطورة الظلم التي تتعرض له، الذي يتمثله بالعنف بأنواعه.
وتابعت "الفيسبوك وتوتير والفايبر والواتس آب، وغيرها، كلها أدوات اعلامية حديثة، يقبل على المواطنون بشكل كبير، ومن هنا تبرز ضرورة توظيفها في رفع مكانة المراة وأن نكون حساسين عند تناول قضاياها".
دردشة و"شات"
لكن الصورة عند الشباب تقتصر أكثر على استخدام الاعلام المجتمعي في "الشات" والتعارف، وقضاء وقت الفراغ في التراسل، دون فائدة كبيرة.
وتقر نور هاشم وهي طالبة في كلية الآداب بجامعة النجاح بنابلس أنها متعلقة بالواتس آب حد الجنون، تقول "ما إن استيقظ حتى تكون أولى خطواتي في تفقدّ ما وصلني عليه من رسائل، وفورا أذهب إلى صفحتي ع "الفيسبوك"،، كل هذا قبل أن أغسل وجهي".
وتضيف "لا استخدامه إلا في التواصل مع العائلة أو صديقاتي، فهو مسل جدا".
ميزات كثيرة
ويشير المختص في الإعلام الحديث المهندس جعفر حجير إلى ان أبرز ما يميز "فيسبوك" أن المساحة تسمح لمشتركيه برفع الصور أو الفيديوهات والكتابة بحرية دون حدود لعدد الكلمات أو حجم الصور، إضافة إلى خيارات الخصوصية المتاحة، ومن هنا يوجد فيه مساحة أكبر للتفاعل وتكوين الصداقات أكثر من غيره من التطبيقات.
وأوضح أن الاقبال على الاعلام الاجتماعي يزداد كلما تطورات التكنولوجيا، قائلا "الغالبية اليوم يملكون أجهزة محمولة حديثة، بها كل هذه التطبيقات، كما أن خدمة الانترنت باتت أسهل من ذي قبل، ما وفر الكثير على المشتركين".
ويقر حجير أن استخدام العالم العربي وخصوصا فلسطين للانترنت ووسائل التواصل والإعلام الاجتماعي هو ترفيهي أكثر، وفيسبوك يحتوي على عناصر الترفيه سواء بالتواصل مع الأصدقاء، أو الألعاب وغيره.
احصاءات حديثة
وارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في فلسطين إلى مليوني مستخدم حسب الاحصاء الفلسطيني نهاية عام 2013، لتصبح فلسطين الأولى بين دول العالم من حيث استخدام "الفيس بوك" مقارنة بعدد السكان، حيث بلغ عدد المشتركين الفلسطينيين أكثر من مليون ونصف مليون مشترك.
كما أظهرت الأرقام أن 25% من الشباب بين 19 و 25 عاما يستخدمون الانترنت بشكل يومي، وأن نحو 65% من الناس لديهم جهاز حاسوب.
وفتحت وسائل الاعلام المجتمعي ساحة كبيرة من الحريات، وحطمت عدداً من القيود، لتكون بذلك سبباً رئيسياً في تطور ثورات الربيع العربي. فلسطين الان