على خلفية قضية "زمزم".. النائب أبو رمان يطالب بسن قانون لطوارئ المستشفيات
جو 24 : وجه النائب معتز أبو رمان رسالة إلى وزير الصحة علي حياصات، على اثر حادثة الطفله زمزم، مطالباً بوضع قانون خاص لطوارئ المستشفيات يكفل تقديم العلاج الفوري للحالات الطارئة.
و كما طالب أبورمان الوزارة بإجراء تحقيق لما لاحظه من عدم قيام المسؤلين و الأطباء في مستشفى الجامعه بإجراء العلاج اللازم و الفوري حال وصول الطفلة،
و فيما يلي نص الرسالة..
"زمزم" يا معالي وزير الصحة
-------------------------------
"زمزم" ليس فقط اسم أشهر بئر مقدس على وجه الأرض داخل المسجد الحرام، بل هو أيضاً اسم طفلة يافعة لم تبلغ السابعة من عمرها.
ماء زمزم كان ليهب الحياة لهاجر ولنبي الله إسماعيل، لأن الله استجاب دعاء الأم خوفاً على طفلها، أليس في ذلك عبرة لمن يعتبر؟
معالي الوزير ...
كانت الصدفة هي التي جمعتني في مستشفى الجامعة الأردنية ودخول الطفلة زمزم إلى قسم الطوارئ مغشياً عليها وأهلها يتراشقون حولها في هلع وخوف وحزن وسكون.
يبدو أن القدر رتب هذه الصدفة وتم إنقاذ حياة الطفلة "زمزم" في اللحظات الأخيرة بعد أن سلم والدها أمره لله بسبب ضيق الحال وأكرمها بالدموع والدعاء ليلطف خالق الخلق بها.
كانت الطفلة "زمزم" غائبة عن الوعي والزبد يخرج من فمها نتيجة حالتها المرضية الخطرة حينما التفتُّ إلى والدها عمر الوحيدي وهو يبكي، وكنت أنهيت صلاتي مفترشاً أحد الزوايا لعدم وجود مصلى قريب، ولكني كنت قريباً من قسم الطوارئ لأسمع بكاء الأب المكلوم، فسألته عن سبب ما هو فيه، فأجابني أن ابنته بحالة خطرة دخلت للتو، وأن الأطباء يرفضون علاجها لأنه لا يملك المال المطلوب لذلك..!!
والد "زمزم" عامل سفرجي في إحدى الصحف اليومية، ولديه تأمين صحي إلا أنه لا يغطي مرض ابنته، وكذلك غير معتمد من قبل مستشفى الجامعة الأردنية، والمعلوم أن تلك الصحيفة اليومية توقفت عن دفع الرواتب منذ أكثر من شهر نتيجة ظروف مالية سيئة ، ولكن هذا الأمر لا يعني أطباء المستشفى ولا إدارتها وليس ضمن رؤيتهم ولا أهدافهم، فالمريض بالنسبة لهم صفقة رابحه ليس إلا!!
ورغم أنني حاولت جاهداً وبكل السبل أن أقنعهم بعلاج "زمزم"، إلا أنهم رفضوا إنقاذ حياتها أو حتى تسجيلها ضمن سجلات المرضى حتى يأذن لهم كاتب الوصولات في قسم المحاسبة، نعم لأن المال تقدم على صحة الإنسان في قسم طوارئ مستشفى الجامعة الأردنية، هؤلاء لم يدركوا مقولة أن الإنسان هو أغلى ما يملك الأردن وقيادته.
وبعد أن أيقنت أنني أخاطب من لا يريد أن يسمع أو يشفع، توجهت إلى رئيس قسم الطبيب المناوب وطلبت منه تقديم العلاج إلى الطفلة التي ساءت حالتها وهي في أحضان أمها تنتظر الفرج، وأبلغته أنني سأوفر له إعفاءً طبياً في الغد من لحظة الدخول، لكنه لم يأبه بل أصر على رفض علاجها ما لم يدفع المال المطلوب وتصله الأوراق الرسمية من قسم المحاسبة لأخذ الإذن، بينما الطفلة تصارع الألم والمشهد أكثر حزناً.
وبعد مشادة كلامية بيني وبين رئيس قسم الطوارئ والطبيب المشرف الذي رفض الامتثال إلى الرسالة الإنسانية للطب، حضر المدير المشرف ومدير الشؤون الفنية الذي أيد ما راح إليه الطبيب، ونتيجة الجلبة التي حدثت وتخوفي على صحة الطفلة حضر مدير آخر للشؤون الفنية والمدير بالإنابة عن كل أقسام المستشفى، وأقروا بخطأ الإجراءات ولكنهم - أي الموظفين - ملتزمون بتنفيذها لأنهم ليسوا أصحاب القرار بحسب قولهم!
لا أخفي عليك أنني لم أحتمل هذه الإجابات أبداً، فاتصلت بالدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنية الذي تكلم بدوره مع المشرف، وبعد انتهاء مكالمته أبلغني المشرف أن الدكتور اخليف لا يملي عليه سوى اتباع الإجراءات، إلا أنه سيقدم مبلغ مائة دينار من جيبه كتبرع في اليوم التالي، أما الآن فعليهم الدفع للبدء بإجراءات العلاج، حيث كان المبلغ المطلوب 500 دينار دفعة تحت الحساب.
ولم يتبقى لي غير وزارة الصحة، فاتصلت بكم يا معالي الوزير مرتين فلم أحصل على إجابة، وازداد تخوفي على الطفلة وهم كالأخشاب المسندة أمامي، وعندها اتصلت بأمين عام الوزارة طالباً منه التدخل، وبالفعل اتصل بمدير عام المستشفى الذي يبدو أنه كان خارج الوطن فأجاب نائبه، إلا أن كل مساعيَّ قوبلت بالرفض أو أن يشترط تقديم العلاج للطفلة بأن أتكفل بدفع نفقات علاجها. وعليه، لم أتوانى عن توقيع الأوراق المطلوبة لعلاجها على كفالتي الشخصية في سبيل تقديم العلاج اللازم لإنقاذ حياة الطفلة "زمزم".
ولم أغادر غرفة الطفلة "زمزم" إلا بعد أن تأكدت بأنه تم تقديم العلاج اللازم لها واستغرق ذلك ثلاث ساعات،
والد الطفلة قدم شكراً ممزوجاً بالدموع وأصر على التقاط صور تذكارية معه ومع الطفلة التي أيقظها الرحمن وهي تلتفت مندهشة.
معالي الوزير ..
إن مثل حالة "زمزم" كثيراً ما يتكرر في هذا المستشفى أو غيره، و لولا الصدفة لما علمت أو رأيت بأم عيني كيف تصارع طفلة مريضة لا حول لها ولا قوة أمام قدرها وأباها لا يملك ثمن العلاج، فيوقف الأطباء علاجها رغم أنها في قسم الإنعاش والطوارئ، و أمها تنظر إليها تكاد يفطر قلبها على فلذة كبدها، والطبيب تجرد من كل معاني الإنسانية وتحجر قلبه ونسي أن مرده إلى الله ليسأله كيف تركت المريض يتألم ويموت أمامك ولم تقدم له العلاج؟
أو يحصل هذا في الأردن يا معالي الوزير؟
إن دوري الرقابي على صحة أبناء الوطن يحتم عليّ وعلى زملائي النواب أن أطالبكم بوضع تشريع قانون يقدم إلى مجلس الأمة على جناح السرعة، يسمى بقانون "طوارئ المستشفيات"، يكفل حق المصاب أو المريض الذي تم الإتيان به في حالة لا تقبل التأخير بالعلاج الفوري في كل مستشفيات الوطن دون قيد أو شرط.
وإنني أطلب أيضاً فتح تحقيق فوري بملابسات ما حصل واستدعاء مدير عام المستشفى، واتخاذ الإجراء المناسب الذي يوجب تعديل الإجراءات والتعليمات المتبعة في طوارئ مستشفى الجامعة بما يكفل حق العلاج والإسعاف الفوري للمصاب أو المريض منذ لحظة وصوله.
زمزم زمزم يا معالي الوزير ...قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "ولو أن بغلة في أرض العراق تعثرت لسألني الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر".
و كما طالب أبورمان الوزارة بإجراء تحقيق لما لاحظه من عدم قيام المسؤلين و الأطباء في مستشفى الجامعه بإجراء العلاج اللازم و الفوري حال وصول الطفلة،
و فيما يلي نص الرسالة..
"زمزم" يا معالي وزير الصحة
-------------------------------
"زمزم" ليس فقط اسم أشهر بئر مقدس على وجه الأرض داخل المسجد الحرام، بل هو أيضاً اسم طفلة يافعة لم تبلغ السابعة من عمرها.
ماء زمزم كان ليهب الحياة لهاجر ولنبي الله إسماعيل، لأن الله استجاب دعاء الأم خوفاً على طفلها، أليس في ذلك عبرة لمن يعتبر؟
معالي الوزير ...
كانت الصدفة هي التي جمعتني في مستشفى الجامعة الأردنية ودخول الطفلة زمزم إلى قسم الطوارئ مغشياً عليها وأهلها يتراشقون حولها في هلع وخوف وحزن وسكون.
يبدو أن القدر رتب هذه الصدفة وتم إنقاذ حياة الطفلة "زمزم" في اللحظات الأخيرة بعد أن سلم والدها أمره لله بسبب ضيق الحال وأكرمها بالدموع والدعاء ليلطف خالق الخلق بها.
كانت الطفلة "زمزم" غائبة عن الوعي والزبد يخرج من فمها نتيجة حالتها المرضية الخطرة حينما التفتُّ إلى والدها عمر الوحيدي وهو يبكي، وكنت أنهيت صلاتي مفترشاً أحد الزوايا لعدم وجود مصلى قريب، ولكني كنت قريباً من قسم الطوارئ لأسمع بكاء الأب المكلوم، فسألته عن سبب ما هو فيه، فأجابني أن ابنته بحالة خطرة دخلت للتو، وأن الأطباء يرفضون علاجها لأنه لا يملك المال المطلوب لذلك..!!
والد "زمزم" عامل سفرجي في إحدى الصحف اليومية، ولديه تأمين صحي إلا أنه لا يغطي مرض ابنته، وكذلك غير معتمد من قبل مستشفى الجامعة الأردنية، والمعلوم أن تلك الصحيفة اليومية توقفت عن دفع الرواتب منذ أكثر من شهر نتيجة ظروف مالية سيئة ، ولكن هذا الأمر لا يعني أطباء المستشفى ولا إدارتها وليس ضمن رؤيتهم ولا أهدافهم، فالمريض بالنسبة لهم صفقة رابحه ليس إلا!!
ورغم أنني حاولت جاهداً وبكل السبل أن أقنعهم بعلاج "زمزم"، إلا أنهم رفضوا إنقاذ حياتها أو حتى تسجيلها ضمن سجلات المرضى حتى يأذن لهم كاتب الوصولات في قسم المحاسبة، نعم لأن المال تقدم على صحة الإنسان في قسم طوارئ مستشفى الجامعة الأردنية، هؤلاء لم يدركوا مقولة أن الإنسان هو أغلى ما يملك الأردن وقيادته.
وبعد أن أيقنت أنني أخاطب من لا يريد أن يسمع أو يشفع، توجهت إلى رئيس قسم الطبيب المناوب وطلبت منه تقديم العلاج إلى الطفلة التي ساءت حالتها وهي في أحضان أمها تنتظر الفرج، وأبلغته أنني سأوفر له إعفاءً طبياً في الغد من لحظة الدخول، لكنه لم يأبه بل أصر على رفض علاجها ما لم يدفع المال المطلوب وتصله الأوراق الرسمية من قسم المحاسبة لأخذ الإذن، بينما الطفلة تصارع الألم والمشهد أكثر حزناً.
وبعد مشادة كلامية بيني وبين رئيس قسم الطوارئ والطبيب المشرف الذي رفض الامتثال إلى الرسالة الإنسانية للطب، حضر المدير المشرف ومدير الشؤون الفنية الذي أيد ما راح إليه الطبيب، ونتيجة الجلبة التي حدثت وتخوفي على صحة الطفلة حضر مدير آخر للشؤون الفنية والمدير بالإنابة عن كل أقسام المستشفى، وأقروا بخطأ الإجراءات ولكنهم - أي الموظفين - ملتزمون بتنفيذها لأنهم ليسوا أصحاب القرار بحسب قولهم!
لا أخفي عليك أنني لم أحتمل هذه الإجابات أبداً، فاتصلت بالدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنية الذي تكلم بدوره مع المشرف، وبعد انتهاء مكالمته أبلغني المشرف أن الدكتور اخليف لا يملي عليه سوى اتباع الإجراءات، إلا أنه سيقدم مبلغ مائة دينار من جيبه كتبرع في اليوم التالي، أما الآن فعليهم الدفع للبدء بإجراءات العلاج، حيث كان المبلغ المطلوب 500 دينار دفعة تحت الحساب.
ولم يتبقى لي غير وزارة الصحة، فاتصلت بكم يا معالي الوزير مرتين فلم أحصل على إجابة، وازداد تخوفي على الطفلة وهم كالأخشاب المسندة أمامي، وعندها اتصلت بأمين عام الوزارة طالباً منه التدخل، وبالفعل اتصل بمدير عام المستشفى الذي يبدو أنه كان خارج الوطن فأجاب نائبه، إلا أن كل مساعيَّ قوبلت بالرفض أو أن يشترط تقديم العلاج للطفلة بأن أتكفل بدفع نفقات علاجها. وعليه، لم أتوانى عن توقيع الأوراق المطلوبة لعلاجها على كفالتي الشخصية في سبيل تقديم العلاج اللازم لإنقاذ حياة الطفلة "زمزم".
ولم أغادر غرفة الطفلة "زمزم" إلا بعد أن تأكدت بأنه تم تقديم العلاج اللازم لها واستغرق ذلك ثلاث ساعات،
والد الطفلة قدم شكراً ممزوجاً بالدموع وأصر على التقاط صور تذكارية معه ومع الطفلة التي أيقظها الرحمن وهي تلتفت مندهشة.
معالي الوزير ..
إن مثل حالة "زمزم" كثيراً ما يتكرر في هذا المستشفى أو غيره، و لولا الصدفة لما علمت أو رأيت بأم عيني كيف تصارع طفلة مريضة لا حول لها ولا قوة أمام قدرها وأباها لا يملك ثمن العلاج، فيوقف الأطباء علاجها رغم أنها في قسم الإنعاش والطوارئ، و أمها تنظر إليها تكاد يفطر قلبها على فلذة كبدها، والطبيب تجرد من كل معاني الإنسانية وتحجر قلبه ونسي أن مرده إلى الله ليسأله كيف تركت المريض يتألم ويموت أمامك ولم تقدم له العلاج؟
أو يحصل هذا في الأردن يا معالي الوزير؟
إن دوري الرقابي على صحة أبناء الوطن يحتم عليّ وعلى زملائي النواب أن أطالبكم بوضع تشريع قانون يقدم إلى مجلس الأمة على جناح السرعة، يسمى بقانون "طوارئ المستشفيات"، يكفل حق المصاب أو المريض الذي تم الإتيان به في حالة لا تقبل التأخير بالعلاج الفوري في كل مستشفيات الوطن دون قيد أو شرط.
وإنني أطلب أيضاً فتح تحقيق فوري بملابسات ما حصل واستدعاء مدير عام المستشفى، واتخاذ الإجراء المناسب الذي يوجب تعديل الإجراءات والتعليمات المتبعة في طوارئ مستشفى الجامعة بما يكفل حق العلاج والإسعاف الفوري للمصاب أو المريض منذ لحظة وصوله.
زمزم زمزم يا معالي الوزير ...قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "ولو أن بغلة في أرض العراق تعثرت لسألني الله تعالى عنها لما لم تمهد لها الطريق يا عمر".