فرنسا ترسل 80 طن مساعدات للاجئين السوريين في الأردن
وصلت الى العاصمة الاردنية عمان السبت طائرة فرنسية محملة بثمانين طنا من المساعدات الطبية العاجلة الى اللاجئين السوريين في المملكة، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في عمان.
وهبطت شحنة المساعدات على متن طائرة من طراز "انتونوف" عصر السبت في مطار ماركا العسكري شرق عمان، وكان في استقبالها فريق طبي وعسكري فرنسي كان وصل الى الاردن الخميس، وفق الكولونيل يانيك ريو رئيس البعثة.
وقال ريو للصحافيين عقب هبوط الطائرة ان 85 خبيرا طبيا وعسكريا سيشرفون على تقديم الخدمات لساكني الزعتري، اول مخيم رسمي للاجئين السوريين في الاردن في محافظة المفرق (70 كلم شمال عمان) على مقربة من الحدود مع الجارة الشمالية سوريا.
وتوقعت سابين ريفرول، احدى اعضاء الفريق، ان تصل شحنة المساعدات صباح الاحد الى مخيم الزعتري، الذي يبعد 15 كيلومترا عن مدينة المفرق شمال الاردن.
واشار ريو الى ان سبعة اطنان من مواد الاغاثة الطبية كانت وصلت الى المملكة الخميس على متن طائرة فرنسية من طراز ايه 310، مضيفا ان بلاده تنوي ارسال "مزيد من المواد خلال الايام المقبلة".
وسيصل بذلك مجموع المساعدات الفرنسية للاجئين السوريين في الاردن الى مئتي طن من مواد الاغاثة، على ما افاد الكولونيل.
وستقوم البعثة الفرنسية بتشغيل مركز صحي ومركز للطوارىء في مخيم الزعتري، بحسب رئيس الاطباء الكولونيل الطبيب جيرار دوسيه، الذي يرأس فريقا جراحيا وصل مع الوفد الخميس.
واوضح دوسيه الخميس "نتوقع مهمة صعبة ومعقدة لان معالمها مجهولة. على الصعيد التقني لدينا كفاءات"، مؤكدا ان "الصعوبة تتمثل خصوصا في المجهول. سيتعين علينا التكيف يوميا مع اوضاع جديدة".
واوضح رئيس الاطباء ان هذه الوحدة الطبية هي خفيفة (الحركة) وسهلة الانتشار وستكون قادرة على بدء العمل في "نهاية الاسبوع".
وتضم هذه المجموعة اطباء وممرضين ومساعدي تمريض ووحدة جراحة تضم جراحين ومخدرين وممرضين متخصصين في التخدير وممرضي وحدة جراحة وممرضات للعلاج العام ومساعدات ممرضات وموظفين اداريين.
كما يضم متخصصا في الاشعة وبيطريا وطبيبا متخصصا في الاوبئة.
ويفترض ان يتمكن هذا الطاقم من القيام بما بين ست وعشر عمليات جراحية يوميا حسب الاصابات واستقبال 15 الى 20 مريضا يوميا.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع الفرنسية الثلاثاء فان من المؤمل ان يبدا علاج اوائل المصابين "اعتبارا من اواخر الاسبوع".
وقالت السفيرة الفرنسية في عمان كورين بروزيه في المؤتمر الصحافي ان "الاجهزة الطبية الاردنية باتت اليوم غير قادرة على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة" للاجئين السوريين، ولذلك فان الدعم الفرنسي يمثل "جهد تضامن دولي".
وأضافت ان هذه المساعدات تمثل "رسالة تضامن مع الشعب السوري وخصوصا مع ضحايا العنف الذي يرتكبه نظام دمشق".
واكدت "انها ايضا رسالة دعم للأردن، البلد المجاور لسوريا، والذي يواجه تزايدا في اعداد اللاجئين منذ الاسابيع الماضية".
وخلصت بروزيه "امام تردي الوضع الانساني هذا جاء قرار رئيس الجمهورية (الفرنسية) مد يد العون لضحايا المعارك الذين يهربون من مناطق القتال او الذين اصبحوا اهدافا للقوات النظامية السورية خلال هروبهم الى الاراضي الاردنية".
وتقول المملكة انها استقبلت اكثر من 150 الف لاجىء سوري منذ اندلاع الاحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس بشار الاسد، منهم نحو اربعين الفا تم تسجيلهم رسميا لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.
ويقطن الكثير منهم في مساكن موقتة في مدينة الرمثا قرب الحدود مع سوريا، او عند اقارب او اصدقاء لهم في الاردن، بينما باشرت السلطات نقل المئات الى مخيم الزعتري الذي افتتح اواخر الشهر الماضي، ويتسع لنحو 120 الف شخص.
ويعبر يوميا مئات السوريين الشريط الحدودي مع الاردن بشكل غير رسمي، هربا من القتال بين قوات النظام والمعارضة والذي اسفر عن اكثر من 21 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قرر الاثنين الماضي ارسال الطاقم الطبي والمعدات الى الحدود الاردنية السورية لمساعدة اللاجئين.
واعلنت الرئاسة الفرنسية الاربعاء ان الاردن "سيتعاون بشكل كامل مع فرنسا" لتقديم هذه المساعدة الطبية العاجلة الى ضحايا النزاع في سوريا، وذلك غداة اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والملك عبد الله الثاني.
واكد رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت في بيان الاربعاء ان ارسال مساعدة طبية عاجلة الى ضحايا المعارك في سوريا والى اللاجئين يفترض ان يستكمل المبادرات الدبلوماسية لفرنسا مع شركائها" من اجل "وقف ممارسات النظام السوري".