عمال الوطن بين النظرة "الدونية" وصعوبات العمل
جو 24 : ما إن أعلنت أمانة عمان الكبرى، عزمها استبدال الزي البرتقالي، الذي يرتديه "عمال الوطن" في الشوارع بلون آخر، ذلك لارتباطه بملابس رهائن تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومنهم الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة الذي أعدمه التنظيم حرقا، حتى بدأت الخلافات بين العديد من المهتمين، والمتابعين، حول اللون، وماهيته.
وانقسم متابعون بين مؤيد للون، ومعارض ينظر لعمال النظافة نظرة غير مرغوب فيها، دون الاهتمام بمشاعر العاملين، وخطورة عملهم.
يقول أبو محمد الذي يعمل في مهنة النظافة منذ خمس سنوات معلقاً: "أشعر بالحسرة والضيق، عندما تشتكي زوجتي من عدم احترام الجارات لها، وقلة التواصل معها بشكل دائم بسبب مهنتي، ما أثر على نفسية عائلتي".
يضيف "للأسف نظرة المجتمع لعملي سلبية، حيث تقدم لابنتي شاب بمواصفات جيدة، لكنه عندما عرف طبيعة عملي رفض وعائلته إتمام الموضوع، رغم أن ابنتي طالبة جامعية، على قدر عالٍ من الجمال، والأدب".
ويغضب أبو محمد من كلمة "زبال"، ويعبر عن رفضه لهذا اللقب قائلاً "رغم أن مهمتي الأساسية هي النظافة، إلا أن هناك من يناديني بـ "الزبال".
ترتفع أصوات عمال وطن مع صوت أبو محمد لمطالبة الحكومة، وأصحاب الاختصاص، بالعمل على توعية المواطنين، علاوةً على ضرورة تكريم المتميزين منهم من أجل تغيير الثقافة السلبية تجاه عامل النظافة.
يقول رئيس النقابة المستقلة للعاملين في بلديات الشمال صالح محافظة "نحن في النقابة نؤكد أن الزي الذي يرتديه عامل الوطن مهما كان لونه، أو طبيعته، هو من دواعي الفخر، والاعتزاز، لما يقوم به هذا العامل من أعمال تخدم كل فرد من أفراد هذا المجتمع"، ويضيف "كم تمنينا أن يبقى لون الزي برتقالي، وأن لا يجري تغييره".
وفي دول العالم المتقدم يلقى عاملو النظافة أعلى درجات التقدير من مجتمعاتهم، وتحرص دولهم على أن يكون العاملون بهذا القطاع من المواطنين أنفسهم، وقامت من أجل تحقيق هذه الغاية بتوفير كل المتطلبات اللازمة لتأمين حياة كريمة للعاملين بهذا القطاع من رواتب، وتأمينات اجتماعية، وفوق ذلك كله الاحترام والتقدير، وأي زائر لتلك الدول سيجد أن (عامل الوطن) لا يتعرض هناك لأي تمييز اجتماعي بسبب مهنته.
ويروي أحد عمال النظافة في تعليقه على الجدال حول زي العامل الصعوبات التي يواجهونها أثناء تأدية عملهم، قائلاً "أعمل بعد منتصف الليل إلى الساعة الثامنة صباحاً، ثم يقوم أحد الزملاء بتسلم العمل عني لفترة الظهيرة، ومن أهم واجباتي المرور على حاويات القمامة، وإفراغها في السيارة المخصصة لذلك، وهو عمل شاق يحتاج إلى كثير من الصبر وتحمل الروائح الكريهة، إضافة إلى التركيز ومعرفة التعامل مع مكان الحاوية وعدم إلحاق الضرر بالسيارات المتوقفة قربها، وعن تعامل الناس معه قال "هناك تناقض كبير في شكل التعامل، فمن الناس من يتعاون معنا ويساعدنا بيده أحياناً، ومنهم من يتعامل معنا بطريقة خشنة جداً ويشعرنا بالدونية، مع أنه لا ذنب لنا سوى اختيارنا هذه المهنة".
وأرجع مهتمون عدم احترام وتقدير عمال النظافة إلى ثقافة المجتمع، ووعيه، وأجمعوا على أن عديداً من الناس لا يدركون حجم المخاطر التي قد تنتج عن عدم وجود عمال نظافة، من تلوث للبيئة، وانتشار للأمراض، والأوبئة، و جهلهم بهذه المخاطر سبب رئيسي لعدم احترامهم لهم، فحينما يدرك المجتمع قيمة العمل الذي يقومون به، سيكنّ لهم مزيداً من مشاعر التقدير، والاحترام.
ويقول مدير مديرية السلامة والصحة المهنية فراس شطناوي إنه يجب الاهتمام بسلامة العامل، وليس لون لباسه، فسلامته أهم من اللون، موكداً "أن على العامل أن يرتدي عاكس حتى ينتبه عليه سائق السيارة".
وطالب شطناوي من المواطنين احترام عمال النظافة، لأنهم يقدمون خدمات للجميع، مضيفاً أن عملهم فيه خطورة.
يجدر الذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الأردنية، شهدت حملات ومطالبات واسعة لتغيير لون ملابس "عمال الوطن"، ما دعا الأمانة للاستجابة لاحقا.
وقبل حادثة حرق الطيار الكساسبة، ظل اللون البرتقالي مرتبطا ذهنيا بـ"عمال النظافة" في أمانة عمان الكبرى، لكن حادثة معاذ كانت السبب المباشر وراء تغيير اللون.
وكان جواد الكساسبة (شقيق الطيار الأردني معاذ) قد أطلق مبادرة لتغيير لون ملابس عمال النظافة البرتقالي.
وكان الكساسبة (الطيار) قد وقع بالأسر في سوريا يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2014 بعد سقوط طائرته المشاركة بالضربات الجوية للتحالف الدولي لضرب مواقع التنظيم بمحافظة الرقة (شمال).
وقد أُعدم حرقاً في الثالث من يناير/كانون الثاني 2015 رداً على مشاركة الأردن بالتحالف، وفق ما جاء بشريط فيديو بثه التنظيم.
(المرصد العمالي – شيرين مازن)
وانقسم متابعون بين مؤيد للون، ومعارض ينظر لعمال النظافة نظرة غير مرغوب فيها، دون الاهتمام بمشاعر العاملين، وخطورة عملهم.
يقول أبو محمد الذي يعمل في مهنة النظافة منذ خمس سنوات معلقاً: "أشعر بالحسرة والضيق، عندما تشتكي زوجتي من عدم احترام الجارات لها، وقلة التواصل معها بشكل دائم بسبب مهنتي، ما أثر على نفسية عائلتي".
يضيف "للأسف نظرة المجتمع لعملي سلبية، حيث تقدم لابنتي شاب بمواصفات جيدة، لكنه عندما عرف طبيعة عملي رفض وعائلته إتمام الموضوع، رغم أن ابنتي طالبة جامعية، على قدر عالٍ من الجمال، والأدب".
ويغضب أبو محمد من كلمة "زبال"، ويعبر عن رفضه لهذا اللقب قائلاً "رغم أن مهمتي الأساسية هي النظافة، إلا أن هناك من يناديني بـ "الزبال".
ترتفع أصوات عمال وطن مع صوت أبو محمد لمطالبة الحكومة، وأصحاب الاختصاص، بالعمل على توعية المواطنين، علاوةً على ضرورة تكريم المتميزين منهم من أجل تغيير الثقافة السلبية تجاه عامل النظافة.
يقول رئيس النقابة المستقلة للعاملين في بلديات الشمال صالح محافظة "نحن في النقابة نؤكد أن الزي الذي يرتديه عامل الوطن مهما كان لونه، أو طبيعته، هو من دواعي الفخر، والاعتزاز، لما يقوم به هذا العامل من أعمال تخدم كل فرد من أفراد هذا المجتمع"، ويضيف "كم تمنينا أن يبقى لون الزي برتقالي، وأن لا يجري تغييره".
وفي دول العالم المتقدم يلقى عاملو النظافة أعلى درجات التقدير من مجتمعاتهم، وتحرص دولهم على أن يكون العاملون بهذا القطاع من المواطنين أنفسهم، وقامت من أجل تحقيق هذه الغاية بتوفير كل المتطلبات اللازمة لتأمين حياة كريمة للعاملين بهذا القطاع من رواتب، وتأمينات اجتماعية، وفوق ذلك كله الاحترام والتقدير، وأي زائر لتلك الدول سيجد أن (عامل الوطن) لا يتعرض هناك لأي تمييز اجتماعي بسبب مهنته.
ويروي أحد عمال النظافة في تعليقه على الجدال حول زي العامل الصعوبات التي يواجهونها أثناء تأدية عملهم، قائلاً "أعمل بعد منتصف الليل إلى الساعة الثامنة صباحاً، ثم يقوم أحد الزملاء بتسلم العمل عني لفترة الظهيرة، ومن أهم واجباتي المرور على حاويات القمامة، وإفراغها في السيارة المخصصة لذلك، وهو عمل شاق يحتاج إلى كثير من الصبر وتحمل الروائح الكريهة، إضافة إلى التركيز ومعرفة التعامل مع مكان الحاوية وعدم إلحاق الضرر بالسيارات المتوقفة قربها، وعن تعامل الناس معه قال "هناك تناقض كبير في شكل التعامل، فمن الناس من يتعاون معنا ويساعدنا بيده أحياناً، ومنهم من يتعامل معنا بطريقة خشنة جداً ويشعرنا بالدونية، مع أنه لا ذنب لنا سوى اختيارنا هذه المهنة".
وأرجع مهتمون عدم احترام وتقدير عمال النظافة إلى ثقافة المجتمع، ووعيه، وأجمعوا على أن عديداً من الناس لا يدركون حجم المخاطر التي قد تنتج عن عدم وجود عمال نظافة، من تلوث للبيئة، وانتشار للأمراض، والأوبئة، و جهلهم بهذه المخاطر سبب رئيسي لعدم احترامهم لهم، فحينما يدرك المجتمع قيمة العمل الذي يقومون به، سيكنّ لهم مزيداً من مشاعر التقدير، والاحترام.
ويقول مدير مديرية السلامة والصحة المهنية فراس شطناوي إنه يجب الاهتمام بسلامة العامل، وليس لون لباسه، فسلامته أهم من اللون، موكداً "أن على العامل أن يرتدي عاكس حتى ينتبه عليه سائق السيارة".
وطالب شطناوي من المواطنين احترام عمال النظافة، لأنهم يقدمون خدمات للجميع، مضيفاً أن عملهم فيه خطورة.
يجدر الذكر أن مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام الأردنية، شهدت حملات ومطالبات واسعة لتغيير لون ملابس "عمال الوطن"، ما دعا الأمانة للاستجابة لاحقا.
وقبل حادثة حرق الطيار الكساسبة، ظل اللون البرتقالي مرتبطا ذهنيا بـ"عمال النظافة" في أمانة عمان الكبرى، لكن حادثة معاذ كانت السبب المباشر وراء تغيير اللون.
وكان جواد الكساسبة (شقيق الطيار الأردني معاذ) قد أطلق مبادرة لتغيير لون ملابس عمال النظافة البرتقالي.
وكان الكساسبة (الطيار) قد وقع بالأسر في سوريا يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2014 بعد سقوط طائرته المشاركة بالضربات الجوية للتحالف الدولي لضرب مواقع التنظيم بمحافظة الرقة (شمال).
وقد أُعدم حرقاً في الثالث من يناير/كانون الثاني 2015 رداً على مشاركة الأردن بالتحالف، وفق ما جاء بشريط فيديو بثه التنظيم.
(المرصد العمالي – شيرين مازن)