أسعد العزوني :"كيلا " إستشراف بنهاية الكيان الصهيوني
جو 24 : رحب الزميل الروائي الباحث أسعد العزوني بضيوفه الذين حضروا إلى رابطة الكتاب الأردنيين لفحتفاء بصدور رواية "كيلا "وقال في كلمته:أهلا بكم أصدقاء أعزاء من عشاق الأدب الملتزم الجاد الذي لا يحابي ولا يحيد عن الصواب ، ولا يجامل ولا يرضخ مهما كانت الضغوط التي ربما تصل ، وقد وصل بعضها إلى قطع الأرزاق.
وأضاف أن رواية كيلا ليست عملا أدبيا سعيت فيه لنيل جائزة دولية بعد القبول بشروط نيل الجوائز ، وبحكم إدراككم فإنكم تعلمون هذه الشروط.فهذه الحوارية تجسد حالة سرطانية إبتلينا بها رسميا في الثاني من نوفمبر 1917 ،وقال بشأنها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الثعلب الماكر ونستون تشيرشل " لقد تخلصنا من السرطان اليهودي وألقينا به في حلوق العرب".
لافتا أن البعض جنح ل"السلم " معها ، لكن عقلية إسبرطة رفضت ذلك ، رغم العربون الذي قبضته سلفا وتمثل في معاهدة كامب ديفيد.
وبين العزوني أن أحداث هذه الرواية الحوارية بدأت في هضبة الجولان وتنقلت المشاهد إلى القدس وتل أبيب حيث مكاتب الموساد والضفة الفلسطينية ، وإنتهى المطاف بها في مطار لوس انجلوس بأمريكا.
موضحا ان "كيلا" ،هو إسم لمستعمرة أعلنت إسرائيل عن بنائها في هضبة الجولان عشية مؤتمر مدريد الذي ذهب فيه العرب العاربة والمستعربة إلى أسبانيا وإلى مدريد تحديدا لغرض في نفس يهود عام 1991،وذهب معهم أصحاب القضية برفقة الوفد الأردني ، ليقولوا لشامير الذي ذهب صاغرا إلى مدريد بضغط من بوش الأب ،الذي رفض دفع الثمن مقدما قرضا قيمته عشرة مليارات دولار ، وقال له ستذهب إلى هناك ولن نمنحكم شيئا من هذا القبيل ،وهذا يعني أن أمريكا تستطيع الضغط على إسرائيل إن أرادت والشواهد على ذلك كثيرة.
وأكد أن هذه الرواية ليست أدبا من أجل الأدب ولا فنا من أجل الفن إيمانا مني بأننا لسنا في مرحلة مرتاحة نكتب من اجل الكتابة فقط بل هناك رسالة، لذلك أقول بتواضع أن هذه الحوارية جاءت معي وبدون تخطيط إستشرافا لنهاية الكيان الصهيوني الذي دخل مرحلة الغروب ، ولكننا كعرب ومسلمين لم نستوعب الحالة ليس لقصور فينا بطبيعة الحال.
وقال :بعد أن قرات خبرا مقتضبا في الكويت عن هذه المستعمرة عشية مؤتمر مدريد ، وكنت أصلا مشرئبا بسبب هذا المؤتمر الكارثة ، إعتكفت شهرا كاملا في كتابتها وعالجت من خلالها العديد من الملفات اهمها الجنوح العربي للسلم مع إسرائيل ، وشتائم شامير للعرب في المؤتمر في كلمته الإتتاحية ، وكذلك هجرة اليهود السوفييت بمرحلتيها ، ورغبة إسرائيل في أموال وعلم هؤلاء ، وكذلك أساليب الموساد في التضليل والإغواء والرشوة بالمال والجنس ، لذلك وجدت نفسي مضطرا لتوظيف الجنس بطريقة نظيفة .
وتابع العزوني :"الجدي لا يلعب على التيس "، هكذا قال البطل جونين ضابط الكي جي بي السوفييتي لعميلة الموساد نيشكا ،ومع ذلك سايرها وحصل على جواز سفر إسرائيلي ، غادر بواسطته إلى أمريكا ليحضر أخويه الثريين مع اموالهما ليستثمروا بها في إسرائيل ، لكنه نزل في مطار لوس إنجيلوس الأمريكي وتوجه إلى مكتب البريد هناك وبعث برقية لإسرائيل قال فيها "شكرا لإسرائيل ..شكرا لنيشكا ، لن أعود إليكم".
أما الشاعر هشام عودة الذي قدم قراءة سياسية لها فقال :نحن الآن أمام رواية مختلفة، رواية تسعي لقول المسكوت عنه في السياسة العربية، وفضح المستور في العلاقات الغامضة في المجتمع الصهيوني ومحيطه، فرواية "كيلا" التي نحتفي بها وبكاتبها الصديق أسعد العزوني، هي رواية لم تحفل كثيراً بالشكل واللغة والفن الروائي، لأنها تحمل بين صفحاتها مهمة وطنية وقومية أسمى كثيراً من القول الذي لا معنى له، وهي تحمل رسالة واضحة المعالم للقارئ العربي بغض النظر عن وظيفته ومستواه، ومن هنا يجد القارئ لهذه الرواية نفسه أمام صرخة مخنوقة يصر العزوني على إطلاقها في الفضاء الواسع.
وتابع : لن أقول إن رواية "كيلا" هي أول رواية عربية تتحدث عن غول الاستيطان الصهيوني الذي كاد يلتهم الأرض الفلسطينية، فبالتأكيد هناك روايات أخرى تناولت هذا الموضوع أو اقتربت منه، خاصة بعض الروايات الصادرة في الوطن المحتل، لكنني أقول إنها ربما تكون الرواية الأولى التي اتخذت من موضوع الاستيطان مادة رئيسة لها، واخترقت الغيتو الصهيوني لتتحدث لنا من داخله عن الاستيطان ورسالته القبيحة.
وبين أيضا :في الرواية تداخل الموقف الوطني مع الوعي السياسي عند العزوني ليرسم لنا حركة شخوص الرواية بما يدركه من تحولات في المجتمع الصهيوني، ويبدو الزمن هنا مهما جدا عند قراءة الرواية أو محاولة التعرف إلى سماتها، فالزمن هنا نكاد نعيشه بكل تفاصيله، وهي تفاصيل عاشها العزوني أيضا، مواطنا وكاتبا واعلاميا، إذ يبدو أن نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي هي الفترة الزمنية الأوضح التي تحركت من خلالها شخوص الرواية، وإن يبرز هنا أو هناك تداخل واستعادة لزمن أخر بما يخدم مسار الرواية وهدفها، وفي اعتقادي أن تلك السنوات حملت معها محطات مهمة، تركت أثرها ليس على المنطقة والمجتمع الصهيوني فحسب، بل على العالم كله، فقد شهدنا انهيار الاتحاد السوفييتي وتحكم القطبية الواحدة بمسار العالم، وشهدنا كذلك انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى وما أحدثته من حراك غير مسبوق في القضية الفلسطينية، كما شهدنا العدوان الثلاثيني على العراق وانغكاسه على المنطقة، وكذلك بدء محادثات التسوية بين الكيان الصهيوني وبعض العرب، وكل هذه الأحداث وغيرها نرى ظلالها في الرواية أو في حركة الشخوص وحواراتهم.
وفي السياق قال : ليس صدفة أن يكون المهاجرون اليهود من الاتحاد السوفييتي السابق هم أبرز شخوص الرواية، لما تمثله هذه الهجرة من تغول في مصادرة الأراضي والاستيطان، بل إن العزوني كان يعي أهمية هذا الاختيار وضرورته في بناء روايته.ويمكن القول إن الروائي أراد من خلال هذا العمل التأكيد على مجموعة من الحقائق، التي يمكن الامسالك بها في ثنايا النص:
-فهو يرى أن نهاية الكيان الصهيوني الغاصب باتت حتمية، بل ووشيكة أيضا، من خلال إبرازه لحجم الهجرة المعاكسة، أو الدور الذي لعبه الضابط السابق في الاستخبارات السوفيتية الذي هاجر الى اميركا.
-يكشف الروائي عن الدور الخطير الذي لعبه الموساد الصهيوني في استقطاب المزيد من المهاجرين السوفييت، وخاصة الكفاءات العلمية.
كما تشير الرواية بوضوح إلى النظرة الصهيونية للأنظمة العربية، وهي نظرة تعال واحتقار، مطالبا هذه الانظمة بوقف تعاملها مع الكيان الصهيوني.
-لافتا النظر الى أن الادارة الاميركية تستطيع أن تفرض ما تريد على الكيان الصهيوني، لو أرادت، مدللا بذلك على المشاركة الصهيونية في مؤتمر مدريد.
وختم إن الصديق الكاتب أسعد العزوني كان يمكن أن يقول ما يريد في بحث أو دراسة أو تحليل سياسي، وقد يساعده ذلك في كشف المزيد من الفضائح والخبايا، لكن اختياره للرواية ليقول من خلالها ما يريد، فهذا له دلالاته أيضا، لأن العمل الأدبي يحتمل التأويل، ويحتمل أكثر مما تحمله الدراسات السياسية، وهو أكثر خلودا من غيره من صنوف الكتابة.
وأضاف أن رواية كيلا ليست عملا أدبيا سعيت فيه لنيل جائزة دولية بعد القبول بشروط نيل الجوائز ، وبحكم إدراككم فإنكم تعلمون هذه الشروط.فهذه الحوارية تجسد حالة سرطانية إبتلينا بها رسميا في الثاني من نوفمبر 1917 ،وقال بشأنها رئيس وزراء بريطانيا الأسبق الثعلب الماكر ونستون تشيرشل " لقد تخلصنا من السرطان اليهودي وألقينا به في حلوق العرب".
لافتا أن البعض جنح ل"السلم " معها ، لكن عقلية إسبرطة رفضت ذلك ، رغم العربون الذي قبضته سلفا وتمثل في معاهدة كامب ديفيد.
وبين العزوني أن أحداث هذه الرواية الحوارية بدأت في هضبة الجولان وتنقلت المشاهد إلى القدس وتل أبيب حيث مكاتب الموساد والضفة الفلسطينية ، وإنتهى المطاف بها في مطار لوس انجلوس بأمريكا.
موضحا ان "كيلا" ،هو إسم لمستعمرة أعلنت إسرائيل عن بنائها في هضبة الجولان عشية مؤتمر مدريد الذي ذهب فيه العرب العاربة والمستعربة إلى أسبانيا وإلى مدريد تحديدا لغرض في نفس يهود عام 1991،وذهب معهم أصحاب القضية برفقة الوفد الأردني ، ليقولوا لشامير الذي ذهب صاغرا إلى مدريد بضغط من بوش الأب ،الذي رفض دفع الثمن مقدما قرضا قيمته عشرة مليارات دولار ، وقال له ستذهب إلى هناك ولن نمنحكم شيئا من هذا القبيل ،وهذا يعني أن أمريكا تستطيع الضغط على إسرائيل إن أرادت والشواهد على ذلك كثيرة.
وأكد أن هذه الرواية ليست أدبا من أجل الأدب ولا فنا من أجل الفن إيمانا مني بأننا لسنا في مرحلة مرتاحة نكتب من اجل الكتابة فقط بل هناك رسالة، لذلك أقول بتواضع أن هذه الحوارية جاءت معي وبدون تخطيط إستشرافا لنهاية الكيان الصهيوني الذي دخل مرحلة الغروب ، ولكننا كعرب ومسلمين لم نستوعب الحالة ليس لقصور فينا بطبيعة الحال.
وقال :بعد أن قرات خبرا مقتضبا في الكويت عن هذه المستعمرة عشية مؤتمر مدريد ، وكنت أصلا مشرئبا بسبب هذا المؤتمر الكارثة ، إعتكفت شهرا كاملا في كتابتها وعالجت من خلالها العديد من الملفات اهمها الجنوح العربي للسلم مع إسرائيل ، وشتائم شامير للعرب في المؤتمر في كلمته الإتتاحية ، وكذلك هجرة اليهود السوفييت بمرحلتيها ، ورغبة إسرائيل في أموال وعلم هؤلاء ، وكذلك أساليب الموساد في التضليل والإغواء والرشوة بالمال والجنس ، لذلك وجدت نفسي مضطرا لتوظيف الجنس بطريقة نظيفة .
وتابع العزوني :"الجدي لا يلعب على التيس "، هكذا قال البطل جونين ضابط الكي جي بي السوفييتي لعميلة الموساد نيشكا ،ومع ذلك سايرها وحصل على جواز سفر إسرائيلي ، غادر بواسطته إلى أمريكا ليحضر أخويه الثريين مع اموالهما ليستثمروا بها في إسرائيل ، لكنه نزل في مطار لوس إنجيلوس الأمريكي وتوجه إلى مكتب البريد هناك وبعث برقية لإسرائيل قال فيها "شكرا لإسرائيل ..شكرا لنيشكا ، لن أعود إليكم".
أما الشاعر هشام عودة الذي قدم قراءة سياسية لها فقال :نحن الآن أمام رواية مختلفة، رواية تسعي لقول المسكوت عنه في السياسة العربية، وفضح المستور في العلاقات الغامضة في المجتمع الصهيوني ومحيطه، فرواية "كيلا" التي نحتفي بها وبكاتبها الصديق أسعد العزوني، هي رواية لم تحفل كثيراً بالشكل واللغة والفن الروائي، لأنها تحمل بين صفحاتها مهمة وطنية وقومية أسمى كثيراً من القول الذي لا معنى له، وهي تحمل رسالة واضحة المعالم للقارئ العربي بغض النظر عن وظيفته ومستواه، ومن هنا يجد القارئ لهذه الرواية نفسه أمام صرخة مخنوقة يصر العزوني على إطلاقها في الفضاء الواسع.
وتابع : لن أقول إن رواية "كيلا" هي أول رواية عربية تتحدث عن غول الاستيطان الصهيوني الذي كاد يلتهم الأرض الفلسطينية، فبالتأكيد هناك روايات أخرى تناولت هذا الموضوع أو اقتربت منه، خاصة بعض الروايات الصادرة في الوطن المحتل، لكنني أقول إنها ربما تكون الرواية الأولى التي اتخذت من موضوع الاستيطان مادة رئيسة لها، واخترقت الغيتو الصهيوني لتتحدث لنا من داخله عن الاستيطان ورسالته القبيحة.
وبين أيضا :في الرواية تداخل الموقف الوطني مع الوعي السياسي عند العزوني ليرسم لنا حركة شخوص الرواية بما يدركه من تحولات في المجتمع الصهيوني، ويبدو الزمن هنا مهما جدا عند قراءة الرواية أو محاولة التعرف إلى سماتها، فالزمن هنا نكاد نعيشه بكل تفاصيله، وهي تفاصيل عاشها العزوني أيضا، مواطنا وكاتبا واعلاميا، إذ يبدو أن نهاية الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي هي الفترة الزمنية الأوضح التي تحركت من خلالها شخوص الرواية، وإن يبرز هنا أو هناك تداخل واستعادة لزمن أخر بما يخدم مسار الرواية وهدفها، وفي اعتقادي أن تلك السنوات حملت معها محطات مهمة، تركت أثرها ليس على المنطقة والمجتمع الصهيوني فحسب، بل على العالم كله، فقد شهدنا انهيار الاتحاد السوفييتي وتحكم القطبية الواحدة بمسار العالم، وشهدنا كذلك انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى وما أحدثته من حراك غير مسبوق في القضية الفلسطينية، كما شهدنا العدوان الثلاثيني على العراق وانغكاسه على المنطقة، وكذلك بدء محادثات التسوية بين الكيان الصهيوني وبعض العرب، وكل هذه الأحداث وغيرها نرى ظلالها في الرواية أو في حركة الشخوص وحواراتهم.
وفي السياق قال : ليس صدفة أن يكون المهاجرون اليهود من الاتحاد السوفييتي السابق هم أبرز شخوص الرواية، لما تمثله هذه الهجرة من تغول في مصادرة الأراضي والاستيطان، بل إن العزوني كان يعي أهمية هذا الاختيار وضرورته في بناء روايته.ويمكن القول إن الروائي أراد من خلال هذا العمل التأكيد على مجموعة من الحقائق، التي يمكن الامسالك بها في ثنايا النص:
-فهو يرى أن نهاية الكيان الصهيوني الغاصب باتت حتمية، بل ووشيكة أيضا، من خلال إبرازه لحجم الهجرة المعاكسة، أو الدور الذي لعبه الضابط السابق في الاستخبارات السوفيتية الذي هاجر الى اميركا.
-يكشف الروائي عن الدور الخطير الذي لعبه الموساد الصهيوني في استقطاب المزيد من المهاجرين السوفييت، وخاصة الكفاءات العلمية.
كما تشير الرواية بوضوح إلى النظرة الصهيونية للأنظمة العربية، وهي نظرة تعال واحتقار، مطالبا هذه الانظمة بوقف تعاملها مع الكيان الصهيوني.
-لافتا النظر الى أن الادارة الاميركية تستطيع أن تفرض ما تريد على الكيان الصهيوني، لو أرادت، مدللا بذلك على المشاركة الصهيونية في مؤتمر مدريد.
وختم إن الصديق الكاتب أسعد العزوني كان يمكن أن يقول ما يريد في بحث أو دراسة أو تحليل سياسي، وقد يساعده ذلك في كشف المزيد من الفضائح والخبايا، لكن اختياره للرواية ليقول من خلالها ما يريد، فهذا له دلالاته أيضا، لأن العمل الأدبي يحتمل التأويل، ويحتمل أكثر مما تحمله الدراسات السياسية، وهو أكثر خلودا من غيره من صنوف الكتابة.