صحفيون: النقابة تكدس الملايين على حساب قوت اطفالنا تحت مظلة القانون
أمل غباين - أثارت رسالة نصية هاتفية وجهتها نقابة الصحفيين لمنتسبيها وأكدت خلالها عزمها فصل أي عضو يتأخر عن سداد قيمة اشتراكه بحلول 31- 3- 2015 استياء عدد من الصحفيين الذين يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة نظرا لتردي أحوال المؤسسات التي يعملون فيها.
ففي الوقت الذي تعاني فيه الصحف الرسمية الكبرى ومواقع الكترونية عديدة ترديا وتدهورا اقتصاديا أثر على العاملين فيها، تهدد نقابتهم بفصلهم في حال لم يتم تسديد اشتراكاتهم السنوية.
كيف لصحفي لم يتقاضى راتبه منذ اربعة أشهر ان يسدد اشتراكه للنقابة -ونقصد هنا الزملاء في يومية الدستور- وكيف لصحفي فصل من الصحيفة التى كان يعمل بها كما حصل مع زملائنا في العرب اليوم ولم تؤمن له النقابة عملا في وسيلة اعلام توفر له ولاطفاله قوت يومهم ان يتمكن من دفع هذا الاستحقاق؟! ناهيكم عن تدني رواتب اعضاء النقابة العاملين في قطاع الاعلام الالكتروني الذي يعجز بعض الصحفيين فيه عن تأمين ادنى متطلبات الحياة لاسرهم.
وعوضا عن دعم ومساندة اعضائها تقوم النقابة بتعميق جراحهم بالتهديد بالفصل ضاربة بعرض الحائط ما قد يترتب عليهم وما قد يؤثر على النقابة في حال طبقت قرارها الذي كان الاولى بالمجلس قبل اصداره تعميمه ان يحل قضايا الصحفيين العالقة منذ سنوات وانهاء معاناة المفصولين من العرب اليوم والزام الدستور بدفع رواتب الصحفيين المتأخرة من اربعة شهور.
بعض الصحفيين لم يلقوا بالا لهذا القرار وقالوا في تصريحات لـjo24 :" ما الذي قدمته النقابة لنا بالاصل حتى تهدد بفصلنا فسواء كنا اعضاء ام فصلتنا الحال سواء" فيما بين اخرون انهم لن يستجيبوا لقرار النقابة وفي حال توفرت لديهم قيمة الاشتراكات سيقومون بتسديدها دون حد زمني تقرره النقابة انما وفقا لاوضاعهم المالية.
المومني: ليس قرار للمجلس بل نص قانوني
نقيب الصحفيين، الزميل طارق المومني، أوضح ان تسديد الاشتراك وربطه باسقاط العضوية ليس قرار المجلس "بل هو نص واضح وصريح في قانون النقابة الذي يشير الى ان العضوية تسقط حكما في حال عدم تسديد الاشتراك".
وقال أن المجلس اجتمع مع مستشار النقابة القانوني ولم يجد مخرجا يساعد حتى في عملية تأجيل السداد مضيفا: "ندرك ظروف الزملاء ونقدرها ولا زلنا نعمل لايجاد مخرج قانوني يساعدهم".
منصور: تعديل قانون النقابة لازم
فيما أكد رئيس مركز وحماية الصحفيين، الزميل نضال منصور، أن النقابة حين تقرر فصل الصحفيين غير المسددين لاشتراكاتهم السنوية تستند بقرارها الى قانون النقابة "وهذا ما يدفع للمطالبة بتعديله؛ لما فيه العديد من الثغرات ابرزها احادية التمثيل النقابي".
وتابع منصور: "نحن مع قانون يجسد التعددية، لأن النقابة لو لم تكن محتكرة لما تعاملت بهذا المنطق مع المنتسبين إليها"، مضيفا انه كان من الاولى بالنقابة التفكير في كيفية الدفاع عن منتسبيها بإنشاء صندوق التعطل والتشغيل.
وختم منصور بالتشديد على ضرورة ان تعمل النقابة على البحث في سجلات عضوية المنتسبين لمعرفة وتحديد الزملاء الذين يمارسون العمل ممن سواهم.
السعايدة: الأولى ان تتعامل النقابة مع الزملاء كما فعلت مع الصحف
ومن جانبه، قال الزميل راكان السعايدة ان النقابة ذهبت لاجراء تسويات مع الصحف اليومية التي ترتب عليها التزامات مالية كبيرة منذ سنوات، حيث لم تستوف النقابة نسبة الـ1% على اعلانات الصحف اليومية، مشددا على انه "كان الأولى بالنقابة أن تتعامل مع الزملاء كما تعاملت مع الصحف الكبرى".
وتابع السعايدة انه كان يفترض بالنقابة أن توجد مخرجا قانونيا يساعد في "تقسيط المبالغ المستحقة على الزملاء" وذلك بالنظر للظروف المعيشية الصعبة والغلاء المستفحل، اضافة الى وجود عدد كبير من الزملاء الصحفيين بلا عمل.
وابدى السعايدة استغرابه لعدم ايجاد مجلس النقابة مخرجا قانونيا مؤكدا ان النقابة منفصلة عن الواقع الذي يعيشه الصحفيون، وتبدو كأنها غير عابئة بما يمرون به مضيفا: "كان يجب ان تسعى النقابة لتحسين ظروف الزملاء وايجاد خطة لانقاذ الصحف من اجل العاملين فيها الا ان هذا الامر لم نلمسه وعليه فإن مجلس النقابة ان كان غير قادر على ذلك فعليه اعادة النظر بوجوده وافساح المجال لمجلس اخر يعنى بشان اعضاء الهيئة العامة".
كلّاب: الاصل في العمل النقابي ان تدافع عن مصالح اعضائها
الكاتب في صحيفة الدستور، الزميل عمر كلّاب، قال من ناحيته ان الاصل في العمل النقابي أن تدافع النقابة عن مصالح اعضائها، مشيرا الى انه للمرة الأولى تقوم نقابة بمعاقبة اعضائها بمثل هذا الشكل الذي اخل بالشرط الاساسي لوجودها.
وتساءل كلاب: "هل تعلم النقابة بواقع الصحف اليومية والعاملين فيها وواقع المتقاعدين الذي لم يبقَ لهم من ذاكرة المهنة سوى العضوية؟ وهنا أؤكد ان النقابة بهذا القرار تعبث في الوجدان"، مضيفا "ماالذي قدمته النقابة وماذا تفعل بالملايين المتكدسة في حسابتها.. ربما هي تسعى لجمع وتكديس ملايين الدنانير على حساب قوت اطفالنا".