2024-09-02 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

العنف ضد المرأة.. عيب اجتماعي مُخجل!

العنف ضد المرأة.. عيب اجتماعي مُخجل!
جو 24 : في عصر التقدم والتكنولوجيا والتطور التقني في عصر التمدن والثقافة وتنوع الخيارات في زمن يدعي التحضر والرقي، مازالت بعض النساء يعنفن ويُضربن، تحرم المرأة وتمنع من حقوقها، إنه ملف العنف ضد المرأة من جديد، ملف قديم، فتح لآلاف المرات ما لم نقل أكثر، وقبل أيام قليلة احتفال العالم باليوم العالمي للمرأة وبعد ايام عيد الأم الذي يحتفل فيه كل العالم ليعيد للأذهان هذه الملف العالمي الذي مازالت العديدات يبحثن عن حلول جذرية لقضاياه المتنوعة.
يحدث هذا مع احتفال العالم في شهر آذار بعيد المرأة والام.

جسدي ونفسي
تقول غادة اسماعيل: «ان العنف الذي يواجه المرأة ليس فقط عنفا جسديا، وانما ايضا هناك طرق للعنف اتجاهها قد تكون نفسية وعلى سبيل المثال من يتم قطع دراستها لتزويجها واخريات يتعرضن للمنع من حقوقها كزيارة الاهل بعد الزواج او العمل مع زملاء رجال مبينة انها لا تعلم ما التفكير عندما يتم منعها من العمل مع الرجال طالما هو يثق فيها هناك العديد من القصص التي تتعرض لها المرأة على الرغم من التطور الذي اصبحنا فيه الا انه ما زالت المرأة محور الضلع القاصر الذي يمارس الرجل عليها جميع انواع السلطة والنظر اليها بأنها الشخص المطيع فقط من دون النقاش او التعبير .
أشارت منار عاهد الى أنها تتعرض الى الضرب في أوقات كثيرة من زوجها ولكن خوفها من الطلاق وعودتها الى بيت أهلها مع أطفالها الأربعة ، يجعلها تتنازل عن حقها أمام نفسها وأمام زوجها ، مضيفة: كما أنني لا أخبر أحدا بأن زوجي يستخدم العنف معي ، لأن زوجي رجل مثقف ومتعلم ولكنه أحيانا يصاب بحالة لا أفهمها حيث أنه يستخدم الضرب بشكل غير طبيعي ويبدأ بتحطيم كل ما هو أمامه.
وتضيف قائلة: إن حياتي أصبحت جحيما ولا أريد أن أخبر أحدا عما يجري ، لأنني أخاف من الطلاق وتشريد الأسرة بالدرجة الأولى ، ومراعاة لمشاعر والدي المسن فهو سيموت لو عرف بالأمر ، وأنا لا أريد أن أؤذي مشاعره ، حتى ولو كان ذلك على حسابي ، ولو كنت الضحية.
عيب اجتماعي
وأوضحت هلا خلدون بأنها ، تسمع أصوات شجار وضجيج في بيت العائلة التي تعيش مقابلهم ، مضيفة: الأزواج يصرخون والأبناء يبكون وأغلب الأوقات يكون الزوج غاضبا حيث ينهال على زوجته ضربا ، وانا استغرب ما الذي يجعل الزوجة تتحمل كل هذا ، متناسية أن لها الحق في جعل زوجها يأخذ جزاءه بالقانون.
وتذكر هلا ذات مرة خرجت الزوجة راكضة الى درج البناية من شدة الضرب ،قائلة:» لقد كانت تستنجد بأحد الجيران وعندما أقتربت من الزوجة سألتها لما لا تشتكي على زوجها للشرطة فأجابت بحسرة (عيب).
فعاداتنا وتقاليدنا لا تسمح لنا بهذا كما أنه قد يطلقني وتتشتت العائلة، وعندما سمعت هذا الرد حسب رأيها ابتعدت عن الأمر وذلك كباقي الجيران الواقفين مكتوفي الأيدي ويهمسون بين بعضهم لا أحد يتدخل في الشؤون العائلية فهذا يدخلنا في دوامة لا تنتهي.
مبينة أنها ترفض مراقبة الناس لبعضهم ولكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من مشاهدة ما يجري مع هذه العائلة فكل مرة تشاهد الموقف وكأنه أول مرة من استغرابها كيف تتحمل الزوجة كل هذا حيث ترى ان الضرب والصراخ والسهر على معاناة لا تجد له مبرر لتحمله مهما كان السبب.

موقف محدد
تضيف نداء زياد ان الزوج يجب ان يكون له موقف محدد وواضح مع زوجته وان لا يلجأ الى الضرب بأي حال، تقول نادية :» الاسرة هي البناء الاول في اي مجتمع ويجب ان تبنى بشكل صحيح، والاسرة تتعرض بشكل دائم لمشاكل ومواقف نتيجة صعوبة هذه الحياة، ولكن الحل يكون بالحوار، معظم النساء ان تعرضن لمواقف مثل الضرب وغيرها من الامور الصعبة لا يخبرن احدا ويلجأن لخيار الصمت حفاظا على أسرهن، ولكن الصمت احيانا لا ينفع وغير مثمر ويجب ان يعرف الزوج ان للزوجة حقوقا وكرامة يجب الحفاظ عليهما، وتعتقد ان من تبرر الضرب ما يجعلها تعمل ذلك هو الخوف على عائلتها وخاصة ان كان لديها اطفال.

رأي العلم
ترى الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي، ان هذه النسبة خطيرة وتبرير الضرب هو جزء من قبول مبدأ الضرب للزوجة من قبل زوجها، ويظهر العنف ضد المرأة في مختلف قطاعات المجتمع بغض النظر عن الطبقة والدين والثقافة او البلد وتخلفه وتقدمه، وكثيرا ماتتنوع دوافع العنف ولايمنع حدوثه تقدم البلد او انخفاض نموه او كون المجتمع من المجتمعات المتحضرة او المتخلفة، وان تعددت تعاريف العنف الا انها تعني معنى واحدا هو استخدام القوة المادية او المعنوية ضد الاخر، تعد المرأة نفسها أحد العوامل الرئيسة لبعض أنواع العنف والاضطهاد، وذلك لتقبلها له واعتبار التسامح والخضوع أو السكوت عليه كرد فعل لذلك، ما يجعل الآخر يأخذ في التمادي والتجرأ أكثر فأكثر.
وتضيف الحاج علي: ايضا من الاسباب تدني المستوى الثقافي للأسر وللأفراد، والاختلاف الثقافي الكبير بين الزوجين بالأخص إذا كانت الزوجة هي الأعلى مستوى ثقافيا، ما يولد التوتر وعدم التوازن لدى الزوج كردة فعل له، فيحاول تعويض هذا النقص باحثا عن المناسبات التي يمكن انتقاصها واستصغارها بالشتم أو الإهانة أو حتى الضرب، وايضا من الاسباب الموجبة للعنف الأسباب التربوية قد تكون أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد هي التي تولد لديه العنف، إذ تجعله ضحية له حيث تشكل لديه شخصية ضعيفة وتائهة وغير واثقة، وهذا ما يؤدي إلى جبر هذا الضعف في المستقبل بالعنف، بحيث يستقوي على الأضعف منه وهي المرأة، وكما هو المعروف أن العنف يولد العنف، وايضا لا نستطيع نسيان العادات والتقاليد فهناك أفكار وتقاليد متجذرة في ثقافات الكثيرين والتي تحمل في طياتها الرؤية الجاهلية لتمييز الذكر عن الأنثى ما يؤدي ذلك إلى تصغير وتضئيل الأنثى ودورها، وفي المقابل تكبير وتحجيم الذكر ودوره. حيث يعطى الحق دائما للمجتمع الذكوري للهيمنة والسلطنة وممارسة العنف على الأنثى منذ الصغر، وتعويد الأنثى على تقبل ذلك وتحمله والرضوخ إليه إذ إنها لا تحمل ذنبا سوى أنها ولدت أنثى .الدستور
تابعو الأردن 24 على google news