ماذا وراء زيارة مشعل المرتقبة إلى الرياض ؟
جو 24 : تامر خرمه- ما أن هدأت العاصفة الإعلاميّة التي أثارتها زيارة وزير الخارجيّة ناصر جودة إلى طهران، حتى نقلت وسائل إعلام فلسطينيّة ودوليّة تأكيد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. محمود الزهار، حول تلقي الحركة لدعوة رسمية من أجل زيارة المملكة العربية السعودية، دون أن يحدد موعد وتفاصيل هذه الزيارة.
تغيّر السياسة السعوديّة تجاه دعم التنظيمات الإسلاميّة واقتصار الدعم على التنظيمات المعتدلة، لم يشمل جماعة الاخوان المسلمين، بل باتت الجماعة مدرجة على قائمة الإرهاب السعوديّة، فما هي الرسالة التي تحاول الرياض إيصالها عبر استثناء حركة حماس، في الوقت الذي اعتبر فيه القضاء المصري الحركة "تنظيماً إرهابيّاً" ؟
الزيارة المنتظرة تأتي في ظلّ تحركات عسكريّة إيرانيّة في كلّ من العراق وسوريّة، وبالتزامن مع استمرار ثورة البحرين ومعركة الحوثيّين في اليمن. رسالة الرياض يمكن قراءتها في هذا الإطار، ولكن قبل القفز إلى الاستنتاجات لا ينبغي تجاهل تأكيد الزهّار في تصريحاته رفض الحركة لأيّ نوع من التبعيّة، فهل يكفي هذا لضمان النأي بحماس عن التورّط في قضايا إقليميّة متشابكة، وما قد يترتّب على ذلك من انعكاسات كارثيّة على القضيّة الفلسطينيّة ؟
بعد أيّام قليلة قد تستقبل الرياض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي انقلبت علاقتها بطهران منذ أن غادرت قيادتها دمشق إلى الدوحة. هذه الزيارة تمنح الرياض اليوم فرصة عنونة مساعي فرض النفوذ باسم تحسين العلاقات مع المقاومة.
ومن البديهي أن تنعكس هذه الزيارة على محاولات إنجاز المصالحة بين حركتيّ فتح وحماس، فكثير من تقارير مراكز الأبحاث الغربيّة توصي ببدء التفاوض مع الحركة عوضاً عن السلطة الفلسطينيّة، لإجراء تسوية حقيقيّة.
كما أن نتائج هذا التحوّل ستكون له تبعات لا تخدم الاصطفاف السعودي-المصري-الأردني الذي شهدناه منذ تولّي الفريق عبد الفتّاح السيسي للسلطة في مصر. كما سينعكس على طموح الدوحة بعكس ما تشتهي.
وفي النهاية لا يمكن تجاهل توقيت هذه الدعوة، التي جاءت بعد زيارة جودة إلى طهران. صحيح أن هذا لا يعني وجود تغيّرات جذريّة بالتحالفات الإقليميّة، غير أن الحرب على تنظيم داعش تستوجب تنسيق كافّة الأطراف، ولكن محاولة استخدام حركة حماس في هذه التكتيكات لن تخدم القضيّة المركزيّة، التي من المفترض أن الحركة وجدت من أجلها.
تغيّر السياسة السعوديّة تجاه دعم التنظيمات الإسلاميّة واقتصار الدعم على التنظيمات المعتدلة، لم يشمل جماعة الاخوان المسلمين، بل باتت الجماعة مدرجة على قائمة الإرهاب السعوديّة، فما هي الرسالة التي تحاول الرياض إيصالها عبر استثناء حركة حماس، في الوقت الذي اعتبر فيه القضاء المصري الحركة "تنظيماً إرهابيّاً" ؟
الزيارة المنتظرة تأتي في ظلّ تحركات عسكريّة إيرانيّة في كلّ من العراق وسوريّة، وبالتزامن مع استمرار ثورة البحرين ومعركة الحوثيّين في اليمن. رسالة الرياض يمكن قراءتها في هذا الإطار، ولكن قبل القفز إلى الاستنتاجات لا ينبغي تجاهل تأكيد الزهّار في تصريحاته رفض الحركة لأيّ نوع من التبعيّة، فهل يكفي هذا لضمان النأي بحماس عن التورّط في قضايا إقليميّة متشابكة، وما قد يترتّب على ذلك من انعكاسات كارثيّة على القضيّة الفلسطينيّة ؟
بعد أيّام قليلة قد تستقبل الرياض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التي انقلبت علاقتها بطهران منذ أن غادرت قيادتها دمشق إلى الدوحة. هذه الزيارة تمنح الرياض اليوم فرصة عنونة مساعي فرض النفوذ باسم تحسين العلاقات مع المقاومة.
ومن البديهي أن تنعكس هذه الزيارة على محاولات إنجاز المصالحة بين حركتيّ فتح وحماس، فكثير من تقارير مراكز الأبحاث الغربيّة توصي ببدء التفاوض مع الحركة عوضاً عن السلطة الفلسطينيّة، لإجراء تسوية حقيقيّة.
كما أن نتائج هذا التحوّل ستكون له تبعات لا تخدم الاصطفاف السعودي-المصري-الأردني الذي شهدناه منذ تولّي الفريق عبد الفتّاح السيسي للسلطة في مصر. كما سينعكس على طموح الدوحة بعكس ما تشتهي.
وفي النهاية لا يمكن تجاهل توقيت هذه الدعوة، التي جاءت بعد زيارة جودة إلى طهران. صحيح أن هذا لا يعني وجود تغيّرات جذريّة بالتحالفات الإقليميّة، غير أن الحرب على تنظيم داعش تستوجب تنسيق كافّة الأطراف، ولكن محاولة استخدام حركة حماس في هذه التكتيكات لن تخدم القضيّة المركزيّة، التي من المفترض أن الحركة وجدت من أجلها.