البعثة الأردنية تنتصر على طواحين الهواء في المعارك الأولمبية
عادت البعثة الأردنية الأولمبية إلى أرض الوطن مكللة بالغار بعد ان حققت إنجازها بالمشاركة من أجل المشاركة واتاحت لكافة المنافسين من الدول الأخرى الحصول على ما يشاؤون من مراكز، في اصدق تعبير عن الكرم الحاتمي الأردني.
ومع أن السنوات الأربع الفاصلة بين دورة الألعاب الأولمبية الثلاثين وسابقتها لم تكن كافية على الإطلاق للاستعداد أو التدريب أو التأهيل، إلا أن البعثة الأردنية تمكنت على الأقل من الوصول إلى لندن الواقعة وراء البحار.
وظفرت البعثة الأردنية بالمشاركة في خمس بطولات هي الملاكمة، والفروسية، والتايكواندو، والسباحة، وألعاب القوى، حيث تمكن تسعة لاعبين من الوصول إلى بلاد الانكليز بعد أن تأهل تسعة منهم عبر التصفيات التأهيلية، فيما انتزع أربعة آخرون مقاعد "الكوتا" صعبة المنال.
وتمكن الأردن من إيصال رسالة سلام إلى العالم أجمع خلال مباريات التايكواندو، حيث اصر المدربون والفنيون رغم كفاءتهم العالية على أن يخسر لاعبونا جولاتهم وصولاتهم.. وذلك لإثبات مدى كره مجتمعنا للعنف ورياضاته، في لفتة دبلوماسية عبقرية.
النصر الذي حققته البعثة الأردنية كان نتيجة طبيعية لاهتمام صناع القرار في بلدنا بالرياضة والرياضيين، فأول ملاكم أردني يشارك في الألعاب الأولمبية توافرت له كافة الظروف المناسبة والتدريب العالي عبر تخصيص 180 دينارا يتقاضاها كل أول شهر، لقاء عمله كعامل نظافة، ورغم أن المسؤولين وفروا له كافة الفرص من أجل التفرغ للعبة، إلا انه أصر على البقاء في عمله للحفاظ على مكتسبات حياة الرفاه التي حظي بها.
أما القصة البطولية التي لا بد وان نفاخر بها الدنيا وما فيها، تجلت عبر ما يعرف بمعادلة المسافة والزمن وعلاقتهما بالسرعة، فرغم تأهله لسباق المارثون لدورة الالعاب الاولمبية التي اقيمت في لندن على حساب مقاعد الكوتا إلا ان العداء الاردني مثقال معروف انهى سباق المارثون ولم يكن أمامه سوى ٥٥ متسابقا فقط.
انجاز كبير طبعا نظرا للظروف التي جرى فيها السباق فقد حالت حرارة الطقس "العالية" في مدينة الضباب لندن دون احراز هذا النجم الاردني (الذي حل في المركز ٥٦ من اصل ١٠٤ شاركوا في السباق) مركزا متقدما. ويبدو ان الحرارة "العالية" كان لها تأثير على متسابقنا الدولي دون غيره، نظرا لأنه تأهل بسبب الكوتا.
على الأقل لم ينسحب العداء الاردني كما فعل غيرة بسبب حالات الاعياء وفقدان السوائل، وقد اكمل السباق بزمن ممتاز إذ انهى السباق بزمن ساعتين واحدى وعشرين دقيقة فقط.
ولم يتسن لنا ان نعرف ما إذا كان المتسابق الاردني صائما ام لا، لكن المهم هنا انه تمكن من تحقيق هدف الرياضة الاردنية، والمتمثل دائما وأبدا بالمشاركة من اجل المشاركة.