الإخوان ولعبة الحلّ الناعم
جو 24 : تامر خرمه- "مبادرة" مروّسة بتواقيع لا يزيد عددها على الـ 39 توقيعا، فوّضت نفسها لتكون الناطق الحزبي باسم القطاع الشبابي في جماعة الأخوان المسلمين. الأقلام هرعت إلى التراقص على أوراق رغبات السلطة، لتصوّر البيان الذي صدر عن هؤلاء الشباب على أنّه حالة "ثوريّة" تشقّ "الطريق الثالث" داخل بنية التنظيم "الاستالينيّة". وكأن هذا البيان يعبّر عن غير الموقّعين عليه، أو عن المساعي الرسميّة لـ "فرط" الجماعة "سلميّاً" !!
في البدء كان ترخيص "أخوان الذنيبات" وإضفاء شرعيّة السلطة على "الأخوان الجدد". وبدأ البعض بالتصفيق لهذه الخطوة باسم الوطنيّة، عبر شعارات من قبيل "الشأن المحلّي" و"الهمّ الوطني"، وما إلى ذلك من شعارات وعناوين عريضة، متجاهلين النوايا الحقيقيّة الكامنة وراء هذا الإجراء.
ولكن يبدو أن قسمة الجماعة على اثنين لا تكفي، سيّما وأن القطاع الشبابي مازال ملتفّاً حول القيادة الأولى، التي تحاول توحيد صقورها وحمائمها في مواجهة الحزب الجديد. لذا كان لا بدّ من توجيه صفعة أخرى لهذا الجسم.
وتتواصل محاولات تسويق "اخوان الذنيببات" بذات المفردات التي استخدمت لدعم مبادرة "زمزم". ولكن المسألة تجاوزت تلك المبادرة إلى موجة "مبادرات" تستهدف بعثرة الجماعة، والعزف على أوتار أزماتها وخلافاتها الداخليّة. وقد نجحت هذه المساعي في تحويل الاصطفافات والتخندقات الداخليّة إلى تكتّلات انشقاقيّة تهدّد بقاء التنظيم الواحد.
"حل" ناعم هو ما نشهده في جماعة الاخوان المسلمين، فبعد نجاح "الأمن الناعم" بسلخ طموح الجماعة بالشراكة السياسيّة عن الإمكانيّات الواقعيّة، بدأ التوجّه لإنهاء وجود هذا الجسم التنظيمي دون حلّه رسميّا.
صحيح أن كهول الأحزاب السياسيّة في الأردن وإدارتها المهترئة هي السبب الرئيس في تفاقم الأزمات داخل كافّة الأحزاب، وليس داخل الأخوان فحسب، غير أن الحديث عن "ربيع شبابي" يجتاح جسم الأخوان المسلمين، ويطرح البديل، يندرج في إطار كلمة حقّ يراد بها باطل.
الحلّ –حلّ الأزمة وليس حلّ التنظيم- لا يمكن تحقيقه بـ "هستيريا المبادرات" بل يحتاج إلى جراحة تنظيميّة داخليّة تستأصل ذهنيّة الهيمنة والإقصاء التي تسيطر على كلّ فريق سياسيّ، ولا تقتصر هذه الحقيقة على جماعة الأخوان فحسب، بل إن غياب مساحات حقيقيّة للحوار المنهجيّ الهادف للوصول إلى صيغة تناسب الجميع يمثّل جوهر استمرار الأزمات السياسيّة، على المستويين الحزبي والرسمي.
محاولة الإبقاء على جسم تنظيميّ موحّد لجماعة الأخوان المسلمين تخدم في نهاية الأمر المصلحة العامّة، فإضعاف الأخوان سيقابله تنامي قوّة تيّارات الإسلام السياسي الأكثر تشدّدا. وإذا أردنا الحديث عن قطاع الشباب بشكل خاص، فقد يكون من المفيد التذكير بأن الشباب باتوا أكثر ميلا للتطرّف، في ظلّ فشل الاخوان المسلمين بتحقيق طموحهم بالوصول إلى شراكة سياسيّة حقيقيّة مع السلطة، عبر قواعد اللعبة الديمقراطيّة.
في البدء كان ترخيص "أخوان الذنيبات" وإضفاء شرعيّة السلطة على "الأخوان الجدد". وبدأ البعض بالتصفيق لهذه الخطوة باسم الوطنيّة، عبر شعارات من قبيل "الشأن المحلّي" و"الهمّ الوطني"، وما إلى ذلك من شعارات وعناوين عريضة، متجاهلين النوايا الحقيقيّة الكامنة وراء هذا الإجراء.
ولكن يبدو أن قسمة الجماعة على اثنين لا تكفي، سيّما وأن القطاع الشبابي مازال ملتفّاً حول القيادة الأولى، التي تحاول توحيد صقورها وحمائمها في مواجهة الحزب الجديد. لذا كان لا بدّ من توجيه صفعة أخرى لهذا الجسم.
وتتواصل محاولات تسويق "اخوان الذنيببات" بذات المفردات التي استخدمت لدعم مبادرة "زمزم". ولكن المسألة تجاوزت تلك المبادرة إلى موجة "مبادرات" تستهدف بعثرة الجماعة، والعزف على أوتار أزماتها وخلافاتها الداخليّة. وقد نجحت هذه المساعي في تحويل الاصطفافات والتخندقات الداخليّة إلى تكتّلات انشقاقيّة تهدّد بقاء التنظيم الواحد.
"حل" ناعم هو ما نشهده في جماعة الاخوان المسلمين، فبعد نجاح "الأمن الناعم" بسلخ طموح الجماعة بالشراكة السياسيّة عن الإمكانيّات الواقعيّة، بدأ التوجّه لإنهاء وجود هذا الجسم التنظيمي دون حلّه رسميّا.
صحيح أن كهول الأحزاب السياسيّة في الأردن وإدارتها المهترئة هي السبب الرئيس في تفاقم الأزمات داخل كافّة الأحزاب، وليس داخل الأخوان فحسب، غير أن الحديث عن "ربيع شبابي" يجتاح جسم الأخوان المسلمين، ويطرح البديل، يندرج في إطار كلمة حقّ يراد بها باطل.
الحلّ –حلّ الأزمة وليس حلّ التنظيم- لا يمكن تحقيقه بـ "هستيريا المبادرات" بل يحتاج إلى جراحة تنظيميّة داخليّة تستأصل ذهنيّة الهيمنة والإقصاء التي تسيطر على كلّ فريق سياسيّ، ولا تقتصر هذه الحقيقة على جماعة الأخوان فحسب، بل إن غياب مساحات حقيقيّة للحوار المنهجيّ الهادف للوصول إلى صيغة تناسب الجميع يمثّل جوهر استمرار الأزمات السياسيّة، على المستويين الحزبي والرسمي.
محاولة الإبقاء على جسم تنظيميّ موحّد لجماعة الأخوان المسلمين تخدم في نهاية الأمر المصلحة العامّة، فإضعاف الأخوان سيقابله تنامي قوّة تيّارات الإسلام السياسي الأكثر تشدّدا. وإذا أردنا الحديث عن قطاع الشباب بشكل خاص، فقد يكون من المفيد التذكير بأن الشباب باتوا أكثر ميلا للتطرّف، في ظلّ فشل الاخوان المسلمين بتحقيق طموحهم بالوصول إلى شراكة سياسيّة حقيقيّة مع السلطة، عبر قواعد اللعبة الديمقراطيّة.